نص رسائل «العشق والغرام» بين جاسوس وجاسوسة «الغواصات».. «الناس بعد الأكل تشتهى البسبوسة وأنا أشتهى من شفتك بوسة.. ولو الأرض اللى بتمشى عليها للبيع أبيع عمرى وأشتريها»

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014 05:18 م
نص رسائل «العشق والغرام» بين جاسوس وجاسوسة «الغواصات».. «الناس بعد الأكل تشتهى البسبوسة وأنا أشتهى من شفتك بوسة.. ولو الأرض اللى بتمشى عليها للبيع أبيع عمرى وأشتريها» قضية التجسس
كتب - محمود نصر - أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«قصة حب وغرام (آثمة)، جمعت بين جاسوسين، يعملان معًا ضد الوطن لصالح الموساد الإسرائيلى ويتم القبض عليهما» هذه لم تكن مقدمة رواية أو حبكة مسلسل درامى، وإنما كانت قصة عشق كشفتها التحقيقات التى أجريت مع كل من رمزى الشبينى وسحر سلامة المتهمين بالتجسس فى قضية الغواصات الألمانية، واللذين تم القبض عليهما لتهريبهما معلومات تخص أمن الوطن، ونشرت «اليوم السابع» نص التحقيقات معهما.
ومن خلال نشر نص الرسائل الغرامية المتبادلة بين المتهمين، والموجودة بملف القضية، نعرف كيف تمكنت المتهمة الثانية من الإيقاع بالمتهم الأول فى بئر الخيانة والعمل فى الجاسوسية، لتحقيق رغبتها فى الغنى والسفر إلى تل أبيب.

فعبر 53 رسالة غرام تلقتها «سحر» من رمزى الشبينى، تتكشف قصة حب نمت شجرتها من ماء آسن ملوث بالخيانة والعمالة.

البداية كانت الصدفة التى جمعت كلا من «رمزى الشبينى» و«سحر إبراهيم» جاسوسى الغواصات الألمانية، حيث كشف المتهم فى تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أنه تعرف على المتهمة الثانية داخل محكمة شبين الكوم بعد أن توجه لينهى خلافات زوجية طويلة بينه وبين زوجته الأولى، حيث تعمل المتهمة الثانية سكرتيرة بمكتب أحد المحامين بمنطقة شبين الكوم، وقابلها داخل المحكمة، ثم نشأت علاقه بينهما. وتتواصل وقائع القصة الغرامية، بأن «سحر» رفضت ذلك بسبب تدهور ظروف «رمزى» المادية، وطلبت منه السفر للخارج للحصول على فرصة عمل تمكنهما من العيش فى مستوى طبقة الأغنياء، وهو ما دفعه للبحث عن السفر إلى أن وجد طريقه بالسفر إلى إيطاليا للعمل فى إحدى شركات تصنيع السفن، وتواصلت العلاقة بينهم من خلال المكالمات الهاتفية، والرسائل العاطفية، قبل أن يتم فصله من العمل.

وفى ظل إصرار المتهم على الزواج من المتهمه الثانية، رفضت سحر الموافقة على إتمام الزواج وطلبت منه السفر مرة أخرى إلى إيطاليا والاتصال بالسفارة الإسرائيلية والعمل مع الموساد الإسرائيلى لتحقيق رغبتها فى العيش فى مستوى طبقة الأغنياء أو السفر للعيش فى «تل أبيب»، ومن حبه لها وافق على خيانة الوطن، وسافر لإيطاليا، وقام بالاتصال بالسفارة الإسرائيلية، لتبدأ رحلة الخيانة للوطن معها قصة حب عبر الرسائل.

ونورد هنا بعض الرسائل الساخنة التى تلقتها المتهمة من المتهم، وكان أولها رسالة بتاريخ «18/8/2013» نصها: «ياريتنى كنت جارك أو شجرة تحت دارك علشان أطمن عليكى وأعرف كل أخبارك»، وأرسل العاشق الخائن، ثانى رسائله، ونصها «غلاوتك زى عيونى مكانتك جوه جفونى ولو الناس عنك سألونى هقول حبيبتى ونور عيونى»، وجاء نص الرسالة الثالثة «قرد عايز يتجوز قاله أبوه اصبر لما العروسة تقرأ الرسالة ولو ضحكت تبقى موافقة».

ويواصل المتهم إرسال الرسائل الهاتفية للمتهمة، مثل: «الصبح غنوة أمل تسبق تسبق خطاوى العمل.. الدنيا رحلة حب تبدأ بصباح الخير «صباح الخير يا عسل»، و«أنت أستاذ العشق وأنا طالب فى صفك، وأعتقد أنى ناجح لأنى بموت فى حبك»، و«قالوا الحب آلام وجروح قلت أنا حبيت أجمل روح، قالوا ملوش أمان قلت حبيبى كله حنان، قالوا من غير الحب تعيش مبسوط قلت هفضل أحب لحد ما أموت بحبك».

ويصرح «الجاسوس» عن حبه لعاشقته الجاسوسة، قائلاً: لو رديت علينا يكون فضل منك ولو نسيتى تكلمينا يكون زيادة شوق وحب لينا، انتى إنسان جميل.. وحبوب.. وعسل.. ووسيم.. دمك خفيف.. دورى على قلبى اللى اتنيل وحبك لو قسيتى وقدرى عطفى وشوقى ولهفتى.. بحبك بحبك»، و«سألت البحر تقدر توصل سلامى.. اتأخر فى الرد وقال سلامك حار وأخاف أتبخر»، و«الورد بديل لو طال الأمد والجمر يتطفى ويتحول رمد ومعزتك فى قلبى تبقى فى قلبى للأبد»، و«بعتلك قلبى يطمن عليكى رجع حكالى عن جمال عينكى خلانى من كلامه أغير عليكى، حروف الحب اسمك ومن جمال الورد صورتك ومن حنان القلب بسمتك ومن الدنيا أنا اختارتك وآخر الكلام بحبك».

أما عن الأرض التى خانها والوطن الذى عمل مع أعدائه، فلا مجال للحديث عنه هنا، إنما الحديث عن الأرض التى تمشى عليها فقط حبيبته، حيث يغازلها فى إحدى الرسائل قائلا: «لو الأرض اللى بتمشى عليها للبيع أبيع عمرى وأشتريها وأكتب بدمى عليها دى أرضى ومحبش حد يمشى عليها».

الجاسوس شاعرًا أيضًا، هذا هو حال «رمزى» الذى أودى به الحب، حيث يرسل قصيدة لحبيبته «سحر»، جاء نصها: «مش مهم إنك بعيدة.. المهم إنك بخير.. والأهم إنك حياتى.. وإنك الأول والأخير.. والحب ليكى مش كفاية والعشق ليكى ملوش نهاية.. وقريبة وبعيدة عايشة جوايا»، و«عيونك تخلى القمر يغير وقلبك عصفور يطير يخلى أى حد يحبك بدون تفكير.. شوفت صورتك فى السما على هيئة نجوم سمعتها قلت لقلبى أنا العاشق المجنون.. أنت اللى قلبى عشقها ولغيرها لا أكون»، و«حبيبتى بيعلنوا عن ضياع أحلى قمر خايف ليمسكوك.. كل ما توحشنى تقع نجمة من السماء ولو شفت السما ظلمة.. أعرف أنك وحشتنى موت.. حبيبتى لو كان النحل عرف طعم شفايفك لترك عمله وذهب ليكى».

وتظهر من الرسائل حالة الوله التى أصابت «رمزى»، ومنها «شوفى كام رمش بعيونك الحلوة لو عرفتى تعديهم تبقى وحشتنى قدهم.. حبيبتى خدى بالك من روحك عشان روحى وياها.. وخدى بالك من عيونك عشان بتشوفنى بيها، وخدى بالك من قلبك عشان كل دقة بعيش عليها». الطرافة إحدى «سمات» رسائل العشق المتبادلة بين رمزى وسحر، فيقول فى إحداها: «يا حبيبتى تليفونى مسكين حرارته أربعين وعنده عقدة ونفسه يسمع من الغايبين» و«الناس بعد الأكل تشتهى البسبوسة وأنا أشتهى من شفتك بوسة». وتشهد قصة الحب «الجاسوسية»، عقبات شتى، فبعد مرحلة الحب الملتهب التى تشهد عليها الرسائل، يعود رمزى الشبينى إلى مصر، ومع بداية جمعه المعلومات للموساد تبدأ الخلافات بشأن زواجه من المتهمة «سحر»، فبعد أن تقابل الحبيبان بعد غياب طويل، وبدئهما معا تنفيذ أوامر ضابطى جهاز الموساد الإسرائيلى اللذين جنداهما لإمدادهما بمعلومات استراتيجية تتعلق بالأوضاع الداخلية فى مصر ومعلومات عن القوات المسلحة، ومع استمرار المقابلات فى سرية تامة فى منزل سحر التى تحاول أن ترضيه، وتتواصل معه حتى لا ينفر من حبها، تتوتر العلاقة بسبب تأجيلها الزواج أكثر من مرة.

ويتواصل التشويق، وتصل قصة الغرام لمرحلة «خطيرة»، وهى اتهام رمزى لحبيبته بالخيانة، وليست الخيانة هنا خيانة الوطن بالتأكيد، ولكنها الخيانة الشخصية، وإقامة علاقات جنسية للحصول على معلومات لتقديمها للموساد، حيث اتهم الجاسوس حبيبته بأنها على علاقه برجال آخرين، وأنها تخونه معهم.
ويحاول المحب أن يسلى حبيبته، التى ترفض الزواج منه، ومع تعدد علاقاته الجنسية مع نساء أوروبيات، إلا أنه لا يستطيع نسيان «سحر» وحبه لها وأمنيته بالزواج منها، كيف وهى التى دفعته بالأساس للسقوط فى بئر الخيانة، حيث يحاول العودة إليها وإبداء أسفه فيرسل لها رسالة: «لو علاقة الناس تنتهى.. والنجوم من سماها تختفى بتظل معزتك بقلبى شمعة ما تنطفى».

وتتواصل قصة الحب والتجسس، ومع الصعوبات التى تواجه المحبين معا، ومحاولات الموساد إصلاح العلاقه بينهما بإرسال الهدايا للمتهمه فى محاولة لكسب رضائها، والاتفاق معهما على إنشاء مصنع ومنحه 20 ألف دولار، ليعود إلى مصر محاولا كسب ود «معشوقته» مرة أخرى بإغرائها بالأموال، لتحاول المتهمة «سحر» مجاراة جاسوسها، بعد أن سال لعابها على الأموال والهدايا التى أرسلها لها ضابط الموساد الإسرائيلى، حتى تحصل عليها.

لتصل القصة لنهايتها المؤسفة بالقبض عليهما، فبعد انقطاع الاتصالات بين المتهمين والموساد، وتغير المسؤولين عن تجنيدهما والسياسات معهما، يضطر الجاسوس «رمزى» للبحث عن مخرج لإنقاذ علاقته مع عشيقته «سحر» التى تعشق الأموال، ولكن يكف وقد أصبح من المفلسين بعد أن تخلت عنه إسرائيل التى باع كل شىء من أجلها ولكنه فشل، وانقطعت علاقته بسحر، ليتوجه إلى مبنى المخابرات العامة بحدائق القبة ليحكى كل ما حدث معه بالتفصيل.


...


...


...









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة