عفت السادات

المتاجرون بالحرية والديمقراطية

السبت، 06 ديسمبر 2014 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أنجبت تظاهرات وأحداث 25 يناير 2011 والتى أسقطت نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فئة من الشباب مدعى الثورية وفئة أخرى ممن يطلقون على أنفسهم الطبقة المثقفة، والذين احتكروا لصالحهم الرأى الصحيح ووجهة النظر السليمة، دون أن يدركوا أن فى المجتمع شرائح مختلفة من حقها أن تفكر وتختار دون وصاية.

لم يدرك هؤلاء الإقصائيون أنهم مفلسون أكثر من أى أحد آخر، فقد اقتصرت وتبلورت مفاهيمهم حول الحرية والمطالبة بنظام ديمقراطى، دون أن يفكروا أو يضعوا المعايير والخطط للوصول إلى هذين الهدفين، ودون أن يدركوا طبيعة الدولة المصرية والحاجة الماسة لاستعادة الأمن من أجل وقوف الدولة على قدميها.

لم يدرك هؤلاء ومن هم على شاكلتهم أن الحرية مسئولية، وإننى لأستعجب حاليا عندما أرى مقارناتهم الضمنية بين السنة التى حكم فيها المعزول محمد مرسى وبين حكم الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى، عندما يتحدثون عن الحرية فى عهد مرسى والتعددية! شىء مؤسف فالفوضى التى عاشتها مصر من قتل وتظاهرات واعتصامات وقطع للطرق وبلطجة وغياب للأمن يسميه هؤلاء حرية! يبدو أن الحرية فى نظرهم أن تنتشر الفوضى وتنهار مؤسسات الدولة ويضعف الاقتصاد ويتدخل الخارج فى شئوننا..!

أما بخصوص الديمقراطية، فيؤسفنى أنهم مقتنعون أن ما كان فى عهد الإخوان ديمقراطية حقيقية، أو أن النظام الإخوانى الذى حكم كان نظاما ديمقراطى! يا أعزائى لا يوجد ديمقراطية بالزيت والسكر والرشاوى.. لا يوجد ديمقراطية قائمة على المتاجرة بالدين.. لا يوجد ديمقراطية حقيقية تقوم على استغلال حاجة الناس وضعفهم وجهلهم.

إنكم إن تغلبون مفاهيم الحرية والديمقراطية فإنكم تغلبون الفوضى والهوان للدولة وشعبها وجيشها، وإنما نحن أن نريد استعادة الأمن والقضاء على الإرهاب واستكمال استحقاقات خارطة الطريق بإجراء الانتخابات البرلمانية فى مناخ ملائم من النزاهة والشفافية، فإننا نبغى دولة عصرية قوية ومتماسكة الأركان.. راسخة وقادرة على منح مواطنيها حقوقهم وإعلاء قيمة القانون.

أنتم لا تسمون الأشياء بمسمياتها الصحيحة للأسف، وقد غررتم بعضا من بنى الوطن كى يسلكوا مسلككم فى النقد والشتم والاعتراض دون أساس ودون تقديم الرؤية أو الحل البديل.. وبصراحة أنتم لا تعينون بل تخدمون مصالح من هم لا يريدون لهذا الوطن أن يقوم ويتقدم.. رحم الله جنود مصر الشهداء وأعان مصر وجيشها ومؤسساتها على دحر العملاء فى الداخل والخارج.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة