على درويش

الطاعة التامة

الأحد، 02 فبراير 2014 10:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء فى سرد أهل الحقيقة أن رجلا من الزهاد ظل يتعبد لسنوات طويلة دون كلل ولا ضجر، ولكن بإخلاص وإتقان، وكان يبكى من شدة حنينه إلى العالم العلوى، حيث النور والطاعة التامة والذوبان فى الوجد الخالص من سيل التجلى والعطاء الربانى الرحمانى والعلم النورانى الدائم المستمر، وقبل كل شىء وبعد كل شىء القرب وسكر القرب وما أروع الحب للمحبوب الرب خالق الوجود المنظور وغير المنظور!.. أطلق الزاهد روحه إلى السماء ليدخل إلى العالم العلوى وطرق باب السماء فسمع صوتا يسأله «من الطارق؟» فرد الزاهد قائلا «أنا».. فجاءه الرد «اهبط».. فأطاع الزاهد وهبطت روحه إلى الأرض، حيث يتعبد. ظل الزاهد على عبادته وثار فى ذهنه سؤال لماذا لم يسمح له بالولوج؟ حار ولكنه كان راضيا رغم بكاؤه الحار الممزوج بالحيرة.. مرت سنوات وأعاد الكرة وسمع نفس السؤال ورد نفس الرد وجاءته الإجابه «اهبط» وأطاع الأمر. واستمر فى التعبد والحزن والبكاء، ومرت سنون طويلة رق فيها الجسد والقلب وزاد الحب ليصبح ولعا وعشقا ثم عاد يكرر المحاولة فسمع وهو أمام باب السماء السؤال.. من الطارق؟ سكت الزاهد طرفة عين ثم قال بكل العشق الذى ملء كيانه كله «أنت» فجاءه الرد «ادخل».
إنه الفناء أى فناء العبد عن ذاته كلها حتى لا يبقى فيه غير الله سبحانه وتعالى، وهذا مع دفع الحلاج رضى الله عنه لكى يقول «ما فى الجبة غير الله» أى كل حركة وكل خاطر وكل قول بل كل نفس هو لله سبحانه وتعالى ولا حظ له فيه.. بل يذهب الشبلى رضى الله عنه لكى يقول معرفا العبد الفانى: «من فنى عن الحق بالحق لقيام الحق بالحق».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة