محمد الدسوقى رشدى

أغنية جديدة للمشير!

الأحد، 23 فبراير 2014 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(1)
الدكتورة إيمان تتحدى سما!!
نبذل كثيرا من الجهد والوقت فى إعداد الأبحاث والدراسات عن مستوى التعليم فى مصر، ولم نفكر لحظة فى أن إخضاع الدكتورة إيمان نعمان جمعة أستاذة الإعلام للفحص والاختبار فى برنامج تليفزيونى لمدة ساعة يوفر لمصر الكثير من الجهد والمال، ويمنحنا تقريرا وافيا عن نظام التعليم المصرى، ملخصه أنه منظومة فاسدة تسمح لأصحاب العقول التى تفكر على طريقة سما المصرى، وشعبان عبد الرحيم، بالوصول إلى أعلى سلم علمى وبحثى وأكاديمى.
باختصار.. جاوب عن سؤال : كيف تخطت الدكتورة إيمان جمعة جميع المراحل التعليمية لتصل إلى كرسى أستاذ الجامعة؟ وستجد فى إجابة السؤال تشخصيا لحال المنظومة التعليمية فى مصر، مرفقا بها كهدية تشخيصا للوضع النفسى لبعض ممن ينتسبون إلى النخبة، ومجموعة قيادة الرأى العام فى مصر.

أى منظومة تعليمية أو أكاديمية يخرج منها نموذج يتكلم بلسان وعقلية «سما المصرى»، لابد أن تشك فيه، غير المعقول أصلا أن يمر الشخص بالمرحلة الإبتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية والكلية والماجستير والدكتوراة وسنوات من حشو عقول الطلاب فى الكليات، ويجتاز كل هذه المراحل ليخرج علينا فى الفضائيات رادحا، ومعايرا بأن ترشح المشير السيسى للرئاسة فضل ومنة، لابد أن نشكر الله عليها.

كل سنوات التعليم والتدريس لم تفلح فى إقناع الدكتورة ايمان جمعة، بأن البرنامج الانتخابى للمرشح الرئاسى، أو أى مرشح فى الدنيا جزء أصيل من العملية الديمقراطية، وحق أكثر أصالة للناخبين، وخرجت تصرخ فى وجه الناس : «إزاى الناس تطلب من السيسى برنامج إيه الجهل ده».

ربما تكون الدكتورة إيمان معذورة لأن تاريخ الوالد الرئيس السابق لحزب الوفد، وتاريخ تدرجها الوظيفى افتقر إلى أبسط موازين العدل والكفاءة، ولكنها كأستاذة إعلام، ليست معذورة أبدا فى استخدامها لنفس ألفاظ «سما المصرى» أو نساء المصاطب حينما صرخت فى برنامج الشعب يريد على قناة التحرير قائلة : «ايه الصياعة دى.. يعنى إيه نطلب من السيسى برنامج انتخابى، مش شغلة الرئيس المياه والمشاكل دى، دى صياعة، ولو جه رئيس مش عاوزاه يقعد مع ناس مشمومة».

يغضب الناس من ألفاظ سما المصرى، ويمنعون أطفالهم وأولادهم من مشاهدة كليباتها وأحاديثها التليفزيونية، بينما أولادهم فى مدرجات الجامعة يحشون عقولهم بهرتلة أستاذة إعلام، أفلست ولم تجد ما ينقذها من ألفاظ وتعبيرات إلا فى قاموس الراقصة «سما المصرى».

س: هل تنصح إيمان جمعة بأن تجلس على شيزلونج طبيب محترف، إنقاذا لصورة الأستاذ الجامعى؟
ج: أستاذة جامعية تستخدم ألفاظ الشوارع فى الإعلام، وتعتبر البرامج الانتخابية للمرشحين تفضلا ومن الكماليات، من المؤكد أنها ستفكر مثل عوام البسطاء، وترفض زيارة طبيب نفسى خوفا من الاتهام بالجنون.. ولذلك ندعوها لقراءة التالى من كلام، ربما تجد فيه شفاء من هوس ضبط إيقاع الطبلة على نغمات نفاق وموالسة المشير السيسى..

(2)
أغنية جديدة!!
بين كل أصوات الطبل والزمر التى تضعك فوق الرؤوس، وتجعل من مصر «امرأة عانس» تتوسل ودك، وتطلب رضاك، وترجو أن تكون لها حاكما و«سى سيد» وراعيا وحاميا وخاتماً للأبطال المنقذين.. هل تسمح لى بالعزف على وتر مختلف؟!

صدقنى من الجيد ياسيادة المشير، أن تسمع الأذن البشرية بعضا من الألحان المختلفة من حين إلى آخر، السلطنة لا يصنعها لحن واحد، والحقيقة لا تأتى عبر معلومة واحدة، والملل ينبت دوما من رحم تكرار الجملة الموسيقية، وكثير من السميعة الذين سقطوا فى فخ الاستسهال واستسلموا للإيقاع الواحد، فسدت أذواقهم وتأرجحوا حتى سقطوا مثلما خضع محمد مرسى للحن مكتب الإرشاد، الذى يعزف على نغمة نحن نرى مالايراه الآخرون، فلم يجد مايعزفه للجمهور فى المؤتمرات، سوى ذات اللحن وخرج فوق المنصات يصرخ: «أنا بشوف أكتر منكم»، حتى أراه الله آية من آيات الغضب الشعبى فى 30 يونيو.

حافظ على وقارك ياسيادة المشير، ولا تتمايل على أنغام تلك الألحان التى تخطب ودك، وتهديك مصر، وكأنها جارية أو أسيرة حرب، لا تصدق أصوات المهاويس مثل إيمان جمعة، وبكرى، ونائلة عمارة، فالأولى أستاذة إعلام لم تنجح فى تدريب نفسها على تطبيق ماتدرسه فى القاعة من صون اللسان، ومواثيق الشرف على الهواء مباشرة، والثانى سبق وأن مثل نفس الدور الذى يؤديه على مسرح الأحداث الآن مع مبارك ثم مرسى، والثالثة أستاذة إعلام فشلت فى ضبط مسار حواجبها، وبالتالى لن تفلح فى ضبط مسار نصائحها.

ياسيادة المشيرة راجع التاريخ القريب ثم حاول أن تقرأ بعضا مما ورد فى دفاتره عن الأزمان الماضية، وستكتشف أن كل من نادتهم الجماهير سواء عبر صندوق، أو ثورة شعبية، وأخبرتهم أن مصر جاريتهم فى حاجة إلى حمايتهم، سقطوا تحت أقدام نفس الجماهير.
(3)
مارادونا يتكلم مع السيسى
الجماهير المصرية ياسيادة المشير تهوى صناعة الأساطير الشعبية، ونفس ذات الجماهير تأكل أساطيرها الشعبية، وكأنها صنم من عجوة، حينما تكتشف أن صاحب الأسطورة خفيف القلب والعقل، بشرى عادى يضعف ويتهور حينما تدنو وتتدلى أمامه قطوف السلطة، الإخوان ظلوا أسطورة لمدة 80 عاماً، ولكنهم تحولوا إلى أضحوكة كبرى، حينما جلسوا على الكراسى، وأصابهم تدلى ودنو ثمار السلطة أمام أفواههم بعدم الاتزان، وتهافتوا عليها بشكل نزع عن أسطورتهم كل القدسية.

النخبة المنافقة تدعوك ياسيادة الفريق لاستكمال «جميلك» والترشح للرئاسة، إنهم يشوهون تحركاتك فى 30 يونيو، ويحولونه من عظمة كونها تحرك جندى مصر لتنفيذ مطالب الشعب، وتنفيذ قسمه بالولاء لأرض هذا الوطن، إلى تحرك تم تأسيسه بناء على تفضل وطمع فى كرسى السلطة.

ياسيادة المشير، النخبة المنافقة لا ترى أبعد مما هو كائن أسفل أقدامها، ولا تهتم أصلاً سوى بالمكاسب السريعة، فلا تنخدع ببكائهم، أو هتافهم أو تهليلهم، وتخضع لرغباتهم، لا تفعل مثلما فعل الخطيب، ومن قبله مارادونا حينما خضع كل منهما لنداءات الجماهير فى المدرجات، ونزل إلى الملعب وهو يعلم تماماً أنه مصاب والظروف لا تسمح له بالمشاركة، واللعب الرسمى ودفع الثمن غالياً، حينما قصروا بأيديهم عمر بقائهم فى الملاعب، وأضاعوا على أنفسهم العديد من الإنجازات التاريخية مقابل الخضوع لجمهور، لم يكن يفكر سوى فى إحراز هدف، أو مشاهدة لعبة حلوة أو الفوز بمباراة.

لا تفعل مثل الخطيب ومارادونا.. لا تخطب ود الجماهير على حساب الحقيقة والمصلحة العامة لنفسك والوطن، الوطن فى حاجة إلى التخلص من ثقافة الفرد الملهم، الوطن فى حاجة إلى نهضة لن تقوم إلا على أكتاف عمل جماعى، وثقافة دولة المؤسسات..لا تغرنك طلبات اللهفة التى يقدمها البعض باسم مصر، مصر ياسيادة المشير أكبر من أن تطلب شخصا، مصر تطلب نهضة شاملة، رسمتها أنت فى خطاب سابق بالحديث عن تأسيس الدولة المدنية الحديثة، التى لا تعرف معنى لوجود جنرال فوق كرسى الرئاسة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

masrya

المصلحة الوطنية

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ محمد قاسم

العنوان الحقيقي للمقال" حنانيك يا سيسي أتركها للفاشل الهارب البرادعي"

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

أنت كاتب صاحب مبدأ وتستحق الاحترام

أنت كاتب صاحب مبدأ وتستحق الاحترام

عدد الردود 0

بواسطة:

soad zahran

خلص الكلامl

عدد الردود 0

بواسطة:

ذكرى

ماذا تقصد

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

لكى الله يا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

السعيد

كنت معك حتى وصلت إلى الجملة الأخيرة في السطر الأخير

عدد الردود 0

بواسطة:

معصوم مرزوق

تحية للكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو عبدالرحمن

سلمت يداك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

من الكتاب المحترمين

مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة