ناصر عراق

الفشل الحكومى المزمن!

الثلاثاء، 25 فبراير 2014 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن قدر المصريين مع الحكومات الفاشلة سيظل ملتصقا بهم إلى ما لا نهاية، حتى لو قاموا بمائة ثورة. والدليل واضح فى كل لحظة سواء كان يحكم مصر إبراهيم بك ومراد بك فى زمن المماليك أو يحكمها باشوات القصر الملكى أو رجال السادات ومبارك ومرسى، وحتى الببلاوى، فنحن لم نعرف بعد الحكومة التى تحترم الشعب وتعمل على رعايته، ولن أقول إسعاده.
فى هذه الحكاية الصغيرة ملخص دال لطبيعة علاقة الحكومة وأجهزتها بالشعب، وكيف تتعامل معه كأنه كم مهمل لا تنشغل بهمومه الصغيرة ولا تلبى حقوقه المشروعة. فقد حدث أن قررت الحكومة افتتاح مبنى يوم السبت الماضى 22 فبراير، ولأن المبنى يقع أمام ساحة انتظار سيارات فى المهندسين قريبًا جدًا من تقاطع شارعى جامعة الدول العربية والبطل أحمد عبدالعزيز، فإن أوناش الحكومة لملمت كل السيارات «الراكنة» أمام المبنى وقذفت بها فى أماكن مختلفة، خوفا من أن تكون إحدى السيارات مفخخة أو معدة للتفجير حين يأتى السيد الوزير الذى سيفتتح المبنى!
لم تخبر الحكومة أحدًا من أصحاب السيارات المساكين أن هناك وزيرًا ما سيشرف المنطقة، ولم تكلف نفسها أن تأمر أحد جنود المرور بالوقوف أمام ساحة انتظار السيارات ليمنع أصحاب السيارات من الدخول و«الركن» كما يفعلون كل يوم، ولم تعلق لافتة تطلب من سكان المنطقة ألا يتركوا سياراتهم فى مواقفها هذا الصباح.. ولم.. ولم، لماذا؟
لأن الأوناش موجودة، ولأن السيارات ليس لها قيمة، ولأن أصحابها ليسوا ذوى شأن، ولأن وزراء الحكومة هم الغاية والمنى، وتأمين زيارتهم واجب مقدس حتى لو حطمت الديناصورات الحديد سيارات الناس، وحتى لو أصيب مالكو السيارات بالهلع عندما فوجئوا بأن سياراتهم غير موجودة فى المكان الذى «يركنونها» فيه كل يوم! كل هذا لا يهم، المهم أن الوزير حضر وافتتح وصُوّرَ وسمع التصفيق!
أكثر من 40 سيارة أطاحت بها الأوناش فى ذلك الصباح التعيس كما يقول شهود العيان، وطارت عقول أصحابها فى البحث عنها حتى منتصف الليل، وهكذا تؤكد حكومة الببلاوى أن الشعب آخر ما تفكر فيه، مثلما كان يفعل مراد بك وإبراهيم بك فى زمن المماليك، ومثلما فعلت حكومات السادات ومبارك ومرسى!
لك الله يا شعب مصر!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة