إبراهيم عبد المجيد

هل تعرف إلى أين نذهب؟

الجمعة، 14 مارس 2014 07:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه المرة كانت ثورته كبيرة، ما كاد يجلس جوارى بالمقهى ويضع صحفه القديمة على مقعد مجاور حتى أشعل سيجارة

فقلت: هو الدكتور مش مانعك من التدخين؟

- آخر دكتور ما منعنيش.

إزاى يعنى؟

- سألنى بتدخن قلت له لا، ريحت دماغى.

نظرت إليه أكاد أن أضحك، لكنه قال: إيه حكاية التحصين دى، مش خلصنا من الهم ده، مش فيه دستور؟

وإنت مهتم ليه؟ إنت مش بقالك شهر عايش ليل ونهار مع سعد زغلول، أطلبك ما تردش على الموبايل، وتبعت لى رسالة تقول لى سامحنى أنا مقاطع الحياة لمدة شهر، حاخد شوية

طاقة من ثورة 1919 وارجع، المفروض أنك أخدت الطاقة وأديك رجعت، راجع منهار ليه؟

إوعى تقول لى علشان التحصين، أنت أصلا ما بتروحش الانتخابات.

- لا مش علشان التحصين، علشان كده هيبقى فيه شك فى نجاح أى رئيس، حتى لو السيسى، الناس دى مش فاهمة حاجة، تحصين يعنى ناوى تعمل الغلط.
- وبرضه ناوى تنجز، لإن أكيد فيه إخوان هيطعنوا فى أى حاجة، وعلى أى حاجة، وبدون أى حاجة، يعنى ربكة.

يعنى موقف ثورى لتفويت الفرصة على الأعداء؟

- عليك نور.
- طيب وليه ماعملوش ده فى محاكمة رجال النظام السابق، ليه طبقوا القوانين القديمة كلها وكله بيطلع براءة، اشمعنى لما يعوزوا يتجاوزوا القانون يقولوا علشان الثورة تكتمل، والدنيا تمشى.
لم أرد عليه، شردت عنه وأشعلت سيجارة بدورى، وطلبت قهوة، رغم أن فنجان القهوة أمامى لم أحتسِ منه شيئًا، فنبهنى الجرسون ضاحكًا.. رأيته هو أيضًا شاردًا عنى، فقلت له: لا تقلق، آخر الأخبار إنهم ربما يغيروا فى مادة التحصين دى من قانون الانتخابات.
- وحتى لو غيروها يظل السؤال: ليه الدربكة ووجع الدماغ.. محاولة إنها تعدى وإن

ماعديتش نغيرها. إحنا فاضيين؟

يا عم فك نفسك، أنا خلاص بطلت أتابع أى حاجة بتحصل، تعبت.

- لكن أنا ماتعبتش.
قال ذلك وراح يسعل بقوة لدقائق، وأنا فى فزع عليه فقلت: فيه حاجات أهم من الرئاسة، وبعدين ما أنا قلت لك من ساعة مافكروا فى الانتخابات الرئاسية قبل مجلس الشعب إن المسالة إنهم عايزين رئيس متحصن.
- متحصن ضد إيه؟ دى مادة تخص الانتخابات وهتنتهى الانتخابات.
- متحصن ضد أى حاجة لأن مافيش مجلس شعب.
- طيب وهو الفرق فى الزمن كبير، غايته شهرين ولا تلاتة، لا، هى عادة إخوانا اللى أدمنوا طرق نظام مبارك فى العمل.
- على أى حال أنا لم أعد أهتم بالسياسة، ياريتك كمان تتخلص من الصحف القديمة لأن برضه فيها سياسة.
- مش أنا بس اللى باقرأ الصحف القديمة، الشباب كلهم، إنت ليك حساب على تويتر.
- لا.
- لو ليك حساب هتعرف أد إيه الشباب مغرم بالماضى، وكمان على الفيس بوك، أظن ليك حساب عليه.
- قفلته.. كله أخبار عن المرضى والموتى، لاقيت نفسى لازم أروح عزاء أربع مرات فى اليوم.
ضحك بقوة فانشرح قلبى، قلت: أيوه كده، فك نفسك، بلا وجع دماغ.
- لكن أنا زعلت جدًا على الفلاح الفصيح عبد المجيد الخولى اللى قتلته سيارة خطأ، كان راجل جميل، يفكرك بالفلاح الفصيح فعلًا فى ثقافته وطريقة كلامه.
- أنا كمان زعلت، كان صاحب وجه بشوش.. قدر.
- قدر أحمق الخطى.
- لا والنبى بلاش.. دول لسة حاكمين على المحامى والكاتب كرم صابر خمس سنين سجن علشان مجموعة قصص.

- إنت قريت المجموعة دى؟

- لا، وما اعتقدش حد قراها غير اللى بلغوا عنه.
- أنا قريتها، فيه شخصية فى قصة من القصص بتسأل ربنا إنت سايبنا ليه، حاجة زى كده،

إيه علاقة الكاتب بالكلام ده علشان ياخد خمس سنين، هو لما يصور شخصية يائسة أو حتى ملحدة هيكتب إيه؟

إنت بتكلمنى أنا؟

سكت قليلًا، وبدوره سكت ثم قال: صحيح حقك عليا، أنا فاكر قريت مقال بيقول إن الشخصيات فى العمل الفنى لا علاقة لها برأى الكاتب، وإن الصدق الفنى فى الكتابة يخلى الشخصية تتكلم بطريقتها ولغتها.. يعنى العالمة تتكلم زى العوالم، والعالم زى العلماء، بس ما فيش فايدة.. كمان اللى غايظنى فيه مادة فى الدستور الجديد بتمنع حبس الكتاب، ورغم كده اتحكم عليه.

تانى حتكلمنى ع الدستور؟!


طيب المحكمة الدستورية على كورنيش المعادى، صح؟

- صح.

شكلى هاروح اعتصم هناك؟

قلت ضاحكا : فيه إيه ياعم، مالك النهاردة؟

- مش عارف

وراح يهز رأسه أكثر من مرة ثم قال: إنت إيه رأيك فى مشروع المليون وحدة سكنية؟

- حلو.

دا الشركة هتديه للجيش ينفذه، والبنوك هتدفع ثمن الشقق للناس وتاخده بالأرباح، إيه الجديد فى ده؟

- الشقق هتبقى حلوة، ودى حاجة مش قليلة، أكيد هيعملوا حساب الجراجات والفراغات بين العمارات، والارتفاعات هتبقى قليلة.

أنا باسألك عن الدعم اللى فى الموضوع للشباب، هى البنوك بتاخد فايدة قليلة؟

على الأقل 15 فى المائة، وفايدة مركبة كمان.

- يمكن يخلوها 6 فى المائة بس إنت بتسأل ليه، هتاخد شقة مع الشباب؟

- لا طبعًا بس مش فاهم، مش كان ممكن شركات مصرية تعمل دا مادام البنوك هتدفع.
- عادة الشركات المصرية بتطلب مبالغ كبيرة تمن الشقق.

كان ممكن يتحط لها خط ربح لا تتجاوزه، وبعدين هى أراضى الدولة مش ليها نظام فى الدستور الجديد، مين اللى من حقه يتنازل عنها أو يبيعها؟

- دستور تانى! أنا مش فاهمك النهاردة.. إنت شايل كتير أوى.
- تصدق بالله.
- لا إله إلا الله.

أنا ما أنا عارف إحنا رايحين فين، لو أعرف ارتاح، هل تعرف أنت؟

- رايحين البيت عازمك على الغدا النهاردة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة