براء الخطيب

عن جماعات جمع التبرعات: تبرع يا أخى الحبيب لشراء رشاش «1»

السبت، 15 مارس 2014 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وأنا فى أمريكا كنت أعيش فى مدينة «أرلينجتون» عاصمة ولاية «فيرجينيا»، وكنت أسكن فى بيت صغير فى شارع «ويكفيلد» الذى لم يكن يبعد سوى 3 كيلومترات عن مقهى «الواحة» فى شارع «جورج ميسون» الذى كان يمتلكه صديقى «محمد خطاب»، حيث كنت أدخن فيه الشيشة مع بعض المصريين والعرب، ولم تكن تبعد عن محطة المترو غير أمتار قليلة وعن العاصمة «واشنطن» حوالى 4 أو 5 دقائق بالسيارة، وفى هذه الأيام كان «ويندوز 95» يعتبر اكتشافا مذهلا فى استخدام جهاز الكمبيوتر الذى كان منذ عام واحد يعتمد على نظام «الدوس» العقيم صعب الاستخدام، لكن تغير الأمر تغيرا جذريا فى عام 1998 حيث الاختراع المذهل «ويندوز 98» فكنت ترى صندوق جهاز الكمبيوتر المكتبى الكبير وقد تحول إلى علبة مسطحة صغيرة الحجم يسمونها «لاب توب» يضعه زبائن مقهى «الواحة» من الشباب الأمريكى أمامهم وهم يتصلون بالإنترنت، وهنا تعرفت على صديقى الأمريكى «لونج جيا» الفيتنامى الأصل الذى تزوج بعد ذلك من جميلة الجميلات «نجوين فونج» الأمريكية الفيتنامية الأصل، وقد حدث فى 30 إبريل من عام 98 أن دعانى «لونج» وزوجته «نجوين» على العشاء فى سهرة احتفال بهيج يجمع كل ذوى الأصول الفيتنامية بـ«عيد الانتصار»، وهو يوم التحرر فى فيتنام، حيث استطاعت القوات الفيتنامية الشمالية أن تستولى على مدينة «سايجون» لتنهى حرب فيتنام.

كان العشاء والسهرة فى «كنيسة الشهداء الكاثوليكية الفيتنامية» وقد ظللت أتردد بعد ذلك لتناول الطعام الآسيوى البحرى فى هذه الكنيسة مدة طويلة فى قاعة الكنيسة فى الطابق السفلى الذى لم يكن يخلو من الإستاكوزا والجمبرى والمحار والسمك وكل هذا فى بوفيه مفتوح بسعر 11 دولارا، وكان بعض شباب الكنيسة من «مجموعات الشباب والكشافة ومجموعات الكورال.. إلخ» وكانوا يطلقون على أنفسهم فى مرح لقب «شباب ويندوز 98»، وكانوا يرتدون ملابس «كاجوال» تبعا للمودة بالألوان الزاهية البهيجة فيبدون، فتيات وفتيان، كملائكة، وكانوا يهدون للداخلين للكنيسة قطعا صغيرة من الشكولاتة لا يزيد سعر القطعة على دولار، فيعطونهم فى المقابل دولارين أو ثلاثة وربما يصل ما يدفعه المواطن الأمريكى الكاثوليكى المحسن، وهو فى الغالب من أصول فيتنامية، إلى عشرة دولارات وربما عشرين، وطبعا تسلم الحصيلة لواعظ الكنيسة الطيب، وعرفت من صديقى «لونج» أن ولاية «فرجينيا» تمنع جمع التبرعات فى قوانين الولاية، جمع التبرعات الذى يشير إلى الجهود المبذولة لجمع مال تبرعى من أجل دعم قضية أو مشروع وهو عادة ما يكون لا ربحى، غير أن بعض الأمريكيين المتعصبين كانوا يجمعون التبرعات تحت شعار «ادفع دولارا تقتل فيتناميا» كما كان صهاينة اليهود قبل عام 67 يجمعون التبرعات تحت شعار «ادفع دولارا تقتل مصريا»؛ فخرج من كونجرس الولاية قانون ينظم عملية التبرعات فى الأماكن العامة ويضع ضوابط لها، فبدأ الشباب يتحايلون على القانون ببيع الورود وقطع الشكولاتة الصغيرة والكاندى.

وحكيت لصديقى عن جمع التبرعات فى شوارع مصر لبناء المساجد و«تبرع يا أخى المسلم لبناء مسجد»، غير أن عملية جمع التبرعات فى العالم كله بدأت تستخدم فى أغراض أقل ما توصف بها «أغراض سياسية» وهو مصطلح تطور فيما بعد لـ«أغراض إرهابية» أو «أغراض نشر الديموقراطية» كغطاء للتدخل فى شؤون الدول لدرجة أن إسرائيل نفسها حدث فيها مؤخرا أن صدقت لجنة حكومية فيها من حيث المبدأ على مشروع قانون جديد ينص على فرض ضريبة تبلغ %45 على التبرعات التى تقدمها جهات خارجية للجماعات التى تنتقد معاملة إسرائيل للفلسطينيين، وللحديث بقية عن جماعات التبرعات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة