ناصر عراق

رئيسان فى الصف الأول

الإثنين، 23 يونيو 2014 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للمرة الأولى فى مصر يجلس رئيس سابق بجوار الرئيس الحالى فى الصف الأول فى مناسبة عامة. حدث ذلك أول أمس 21 يونيو عندما رأينا المستشار عدلى منصور جالسًا بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل تخريج دفعتين جديدتين فى أكاديمية الشرطة والكلية الفنية العسكرية.

المشهد نادر ومثير، فكل خبراتنا مع الرؤساء تنحصر فى.. إما نراهم مدججين بالهيبة والهيلمان، وإما نراهم داخل أكفان بيضاء، وإما نعاينهم وهم خلف القضبان من جراء أفعالهم البغيضة ضد شعوبهم، هكذا رأينا عبدالناصر والسادات فى مجديهما وفى كفنيهما، وهكذا شاهدنا مبارك ومرسى فى قصورهما وفى السجن!

لذا بدا لى جلوس رئيس سابق بجوار من يحكم الآن أمرًا بالغ الأهمية حتى نرسخ فى أذهاننا مشاعر أخرى، أو مفاهيم جديدة عن فكرة تداول السلطة، ونؤكد لمن يتمتع بالمنصب الأرفع الآن أنه لا خوف عليه بعد أن يقضى مدة رئاسته بسلام وينتقل إلى قائمة الرؤساء السابقين معززا مكرمًا.

أعرف جيدًا أن مفهوم تداول السلطة لم يترسخ فى عقولنا بعد، خاصة أننا لم نحظ بحاكم مصرى طوال ألفى عام إلا فى الستين سنة الأخيرة فقط، حيث مرّ على حكم مصر اليونان والرومان والعرب والمماليك والعثمانين والفرنسيون والألبان – أسرة محمد على – والإنجليز، وقد أبعد هؤلاء الحكام الأجانب المصريين عن أى منصب كبير فى السلطة، فنحن من وجهة نظرهم مجرد فلاحين نزرع وننتج ليأخذوا خيراتنا إلى بلادهم، أما الحكم وفنونه فللأغراب والأجانب! إذن نحن لم نعرف الرئيس المصرى الذى يحكم مصر إلا قبل ستين سنة فقط كما سبقت الإشارة، وهو زمن قصير لا يكفى لزرع فضائل الديمقراطية وتعزيز فكرة تداول الحكم، ومع ذلك أتخيل أن ظهور الرئيس السابق عدلى منصور فى المناسبات العامة بانتظام، وجلوسه بجوار الرئيس الحالى سيسهم لا ريب فى تحطيم فكرة الرئيس المخلد.. الأبدى.. الذى لا يغيب عن عيون شعبه إلا بالموت!

حقا.. ما أحوجنا إلى تأكيد مفهوم أن الرئيس إنسان عادى يعمل ويجتهد، ثم يعود إلى صفوف الشعب حين تنتهى فترة حكمه!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة