أكرم القصاص - علا الشافعي

مروة ممدوح تكتب: أطفال الشوارع ضحايا المجتمع

الجمعة، 22 أغسطس 2014 08:24 م
مروة ممدوح تكتب: أطفال الشوارع ضحايا المجتمع صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك أناس كثيرون ضحايا للمجتمع ولكن ما أقصدهم وسوف أتكلم عنهم هم أطفال الشوارع، هؤلاء الأطفال الذين اتخذوا من الشارع مأوى وملجأ لهم ووجدوه أهون عليهم من واقعهم الأسرى وذلك لظروف لا ذنب لهم فيها سواء أكانت ظروف اجتماعية وأسرية أو مادية... إلخ.

ولا توجد إحصائيات نهائية واضحة عن عدد أطفال الشوارع فى مصر، وتفاوتت الإحصائيات فقد أشارت منظمة اليونيسيف إلى أن عدد أطفال الشوارع فى مصر يتراوح من 200 ألف إلى مليون طفل، وأشار مركز الطفولة والأمومة عام2009 أن عدد الأطفال بلغ 5229 طفلاً فى القاهرة وحدها، وهذا يشير إلى عدم الاهتمام الكافى بالظاهرة حيث لا توجد إحصائيات حديثة مؤكدة بعدد هؤلاء الأطفال.
والسؤال هنا :
أهم ليسوا من الشعب المصر!؟
أهم ليسوا من الرعية التى سوف تسألون عنها أمام الله عز وجل!؟
ولهذا فهناك كثير من المسئولين يحتاجون لتذكر هذا الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر -رضى الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ فى أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راعٍ فى مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته". (متفق عليه).
فهؤلاء الأطفال هم ضحايا للمجتمع -قبل أن يكونوا ضحايا لآبائهم- بكل مؤسساته الحكومية والخاصة والأفراد خاصة القادرين من رجال الأعمال وغيرهم فسوف يسألون جميعًا عنهم.
فقد تركهم المجتمع دون أن يوفر لهم أبسط احتياجاتهم من المأكل والملبس والأمان والرعاية -ناهيك عن حاجتهم إلى الترفيه والتعلُم والتثقيف- وهى الاحتياجات الأساسية التى يحتاجها كل مواطن حتى يشعر بالانتماء لبلده ويقوم بواجبه نحوها سواء بالدفاع عنها ضد أى عدو داخلى أو خارجى أو بالعمل الصالح من أجل تعميرها وتطويرها وتقدُمِها على باقية الدول.
وبالتالى فهؤلاء الأطفال لم يشعروا بالانتماء لبلدهم ومن ثم فلا تنتظر البلد من هؤلاء أن يؤدوا واجبهم تجاهها، فلن تجد منهم سوى الجحد والعنف والبلطجة لأنهم لم يروا منها شىء يُشعِرهم بالانتماء لها.
وهؤلاء الأطفال لا يحتاجون للمأكل والملبس والمسكن والمال بقدر احتياجهم للعطف والرعاية والكلمة الطيبة وهذا عن تجربة.
فقد قابلت بالصدفة طفلتين من أطفال الشوارع بين سن عشر إلى سبع سنوات فقمت بالتحدث إليهم بالحُسِنة وبشىء من العطف فما وجدت منهم سوى الطيبة والبراءة فى حديثهم وشعرت بمدى فقدنِهم للكلمة الطيبة وبعد ذلك طلبت الطفلة الأكبر بأدب من فتاة معها زجاجة ماء أن تشرب فما كان من هذه الفتاة إلا أن نهرتِها ورفضت أن تُشربها، ولكن ما حدث بعد ذلك هو ما أصابنى بالدهشة والذهول فقد تحولت هذه الطفلة الصغيرة التى كانت تتحدث معى برقة وشعرت تجاهها بالطيبة إلى وحشٍ ثائر لتسب هذه الفتاة وتدافع عن نفسها وعن كرامتها فهى إنسانة ولديها كرامة تصونها.
المهم ما أريد قوله إننا اللى بأيدينا أن نصنع من هؤلاء الأطفال مواطنين صالحين أو مجرمين.
فهؤلاء الأطفال يلجأون إلى الشارع غالبًا فى سن صغيرة لا يعرفون الصح من الخطأ، ولا يجدون من يعلمهم ويعطف عليهم، فعلينا أولاً تعليمهم وتوفير احتياجاتهم قبل محاسبتهم وإيداعِهم مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأحداث تلك المؤسسات التى غالبًا ما تكون غير مؤهلة لرعاية هؤلاء الضحايا سواء على الجانب المادى وتوفير احتياجات الأطفال أو على جانب المسئولين بهذه المؤسسات الذين لا يعرفون معنى رعاية هؤلاء الضحايا وتعِويضهم عن حياة الأسرة التى حُرِموا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة