أمناء الشرطة صداع فى رأس الداخلية.. مثلوا بجثث الموتى واغتصبوا السجينات.. الوزارة تتلقى عشرات البلاغات يوميا ضد انتهاكاتهم.. وقطاع التفتيش يبدأ التحقيقات وحملة التطهير

يبدو أن أمناء الشرطة باتوا الصداع الذى يدق فى رأس الداخلية، والحائل المنيع بين الوزارة والشعب، فمع الدعوات التى تطلقها الداخلية للمصالحة وإعادة الثقة من جديد بعد جمعة الغضب المعروفة واستجابة شريحة كبيرة من المواطنين على هذه الرغبة، إلا أن أفعال الأمناء باتت تهدد مشروع المصالحة، وتزعزع النجاح الذى تحققه الوزارة يوما بعد الآخر، خاصة أن هذه الفئة أصبحت بمثابة الوجه القبيح للوزارة مع تكرار وقائعهم المؤسفة.

قطاع التفتيش بوزارة الداخلية بدأ تحقيقات جادة وموسعة فى العديد من الوقائع والانتهاكات التى مورست على يد أمناء الشرطة ضد المواطنين، أبرزها التحقيق مع أمين الشرطة المتهم باغتصاب فتاة معاقة ذهنياً داخل حجز قسم شرطة إمبابة، حيث اتهمت الضحية أحد الأمناء بالتسلل إلى غرفة الحجز ليلا، والتعدى الجنسى عليها بوحشية.

وتم إخطار مديرية أمن الجيزة التى تحفظت على المتهم وأحالته إلى نيابة شمال الجيزة، حيث خضع لتحقيقات مكثفة وأنكر ارتكابه للواقعة، إلا أنه تمت مواجهته بالفتاة حيث شرحت للمحققين كيفية الاعتداء عليها بإشارات بيديها، وقررت النيابة حبس أمين الشرطة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة اغتصاب الفتاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، كما أمرت بعرض الفتاة على الطب الشرعى، لبيان الإصابات التى لحقت بها، والتأكد من صحة روايتها.


كما يحقق قطاع التفيش بوزارة الداخلية مع 3 أمناء شرطة بالقليوبية، متهمين بالتمثيل بجثة مواطن، بعدما حرر أحد الأشخاص بمدينة الخانكة محضرا فى قسم الشرطة يتهم فيه 3 أمناء شرطة بتمثيل جثة أحد الأشخاص داخل مشرحة مستشفى الخانكة العام، وأرفق بالمحضر سى دى عليه فيديو يوضح الثلاثة أمناء شرطة وهم يقومون بالعبث والضحك بجوار الجثة والتصوير معها.

وتم إخطار اللواء محمود يسرى، مدير الأمن، بالواقعة، وفى ذات الوقت نشر مواطنون الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، وتوصلت التحريات إلى أن الجثة التى ظهرت فى الفيديو لشخص يدعى "محمود س ع"، لقى مصرعه على يد رجال الشرطة بعد مطاردة بينه وبين مأمورية أمنية للقبض عليه، وذلك منذ شهر يونيو الماضى، وتم نقل الجثة إلى مستشفى الخانكة العام، وهناك قام المتهمون الثلاثة بالعبث والتصوير مع الجثة.


وأكدت المعلومات أن هناك عشرات البلاغات تتلقاها وزارة الداخلية بصفة يومية من المواطنين معظمها ضد أمناء الشرطة، ما بين وقائع اغتصاب وتعدى بالضرب واستخدام للسلطة والنفوذ، والرشوة والتهديد والابتزاز، وأن قطاع التفتيش يحقق فى جميع البلاغات الواردة للوزارة، فى ظل تشديد من القيادات على ضرورة محاسبة المخطئين، حيث تشدد الداخلية باستمرار على أمناء الشرطة بأنها لن تسمح بالانتهاكات ضد المواطنين وتتوعد المخالفين بالعقاب وفقا للقوانين واللوائح التى تنظمها الوزارة.

اللافت للانتباه أن هناك مئات الوقائع للانتهاكات التى يتعرض لها المواطنون على يد أمناء الشرطة، ولا يتم تحرير محاضر أو بلاغات بها خوفا من التهديدات، فبالرغم من قيام ثورتين خلال أقل من 4 سنوات إلا أن بعض أمناء الشرطة مازالوا يسيرون على سيناريو فيلم "هى فوضى"، حتى باتت تلك الأفعال تهدد الوزارة التى ورطها قبل ذلك أمين شرطة فى ثورة اقتلعت حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق ورجاله من الوزارة، بعدما غالطوا الشعب وضللوه من خلال بيانات إعلامية كاذبة ادعت أن أمين الشرطة وزميله لم يقتلا خالد سعيد.


انزعاج حقوقى من تمثيل أمناء شرطة بجثة مواطن بالخانكة.. نجاد البرعى: معاقون نفسيًا يحتاجون إلى العلاج.. محمد زارع: تصويرهم للجريمة يدل على الاطمئنان لعدم المحاسبة.. وأبو سعدة: مخالف لقيم المجتمع المصرى