ناصر عراق

سعيد صالح.. عاصفة من الضحك!

الأحد، 03 أغسطس 2014 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفنان الكبير قال لى إنه مفتون بأشعار فؤاد حداد وصلاح جاهين وأن المسرح الحقيقى يفضح الفساد والديكتاتورية

برحيل الفنان المتميز سعيد صالح أمس الأول الجمعة أول أغسطس 2014 تفقد الكوميديا المصرية واحدًا من فرسانها المتفردين، فالرجل كان أشبه بعاصفة من الضحك إذا وقف على خشبة المسرح أو طلّ من الشاشة الكبيرة أو الصغيرة، ويكفيه فخرًا أنه أضحك الملايين طوال أربعة عقود عجاف مرّت على مصر المستباحة، فخفف آلامنا وربّت على مشاعرنا الحزينة!
فى نهاية ستينيات القرن الماضى عُرض مسلسل «العبقرى» فى التلفزيون المصرى - كان يطلق عليه التلفزيون العربى – والمسلسل بطولة يوسف وهبى، ولأنى شاهدته وأنا طفل فلا أذكر منه سوى أن يوسف وهبى كان يجسّد شخصية عالم عبقرى استطاع ابتكار جهاز معين إذا وجهه نحو أى إنسان يلصقه بالحائط فورًا!
مازال مشهد سعيد صالح – خادم يوسف وهبى – وهو ملتصق بالحائط يخطر فى بالى، خاصة أننا كنا نضحك كثيرًا على طريقته فى الأداء وهو يتوسل من سيده أن يفك اشتباكه مع الحائط!
ثم أحببنا سعيد وهو يصول ويجول بوصفه مراهقا مدللا فى مسرحية «البيجاما الحمراء» مع أبوبكر عزت وعبدالمنعم مدبولى وعقيلة راتب ونجوى سالم وعادل إمام ونبيلة السيد، وضحكنا على أدائه الكوميدى البسيط فى مسرحية «عودة الروح» لتوفيق الحكيم مع نور الدمرداش ونعيمة وصفى وسعيد أبوبكر، وحين عرضت مسرحية «هاللو شلبى» فى التلفزيون استولى سعيد صالح على مشاعر المصريين بخفة ظله الفطرية وحيويته المدهشة على خشبة المسرح.
هذه بدايات سعيد المسرحية وكلها تنبئ بأننا أمام ممثل موهوب يحظى بحضور طاغ ويتمتع بنعمة القبول لدى المشاهد، فلما عرضت «مدرسة المشاغبين» ارتفع نجم سعيد صالح نحو آفاق كوميدية كبرى جعلته واحدًا من قلة تعرف كيف تولّد الضحكة الصافية فى قلوب المصريين.
أذكر أننى التقيت النجم الراحل مرة واحدة فقط فى مبنى تلفزيون دبى بدبى عام 1999 بحضور الإعلامى الكبير وجدى الحكيم، واستمر لقاؤنا نحو ساعة، وقد قال لى سعيد صالح إنه مفتون بأشعار فؤاد حداد وصلاح جاهين، وأن المسرح الحقيقى ينبغى أن يفضح أجواء الفساد والبطش والديكتاتورية.
رحمك الله يا أستاذ سعيد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة