أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد على سليمان يكتب: كلام قهاوى.. ملء الفراغ

السبت، 30 أغسطس 2014 10:13 ص
محمد على سليمان يكتب: كلام قهاوى.. ملء الفراغ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل أنت تعتبر الكوب غير الملىء بالماء فارغا؟، أنت مخطئ لأن الكوب الفارغ من الماء ملىء بالهواء، فلا يوجد حيز فارغ، فلا يوجد شىء فارغ وكل حيز يظهر لك فارغا، هو بالأساس ملىء بشىء آخر، وهذا ما يعرف باسم نظرية ملء الفراغ.

هذا ما نراه جليا وسط شبابنا، الذين يكونون حوالى 60% من قوة الشعب تقريبا، وفى دول أخرى يطلق على هذا الشعب "شعبا شابا"، قادرا على تحقيق إنجازات اقتصادية وعلمية فى فترات وجيزة وبمعدلات عالية، ولكن لأن الدوله تخلت عن دورها فى كل شىء، كالتعليم والصحة والتربية وغيرها واكتفت بلعب دور المتفرج، ظنا منها بأن ذلك لن يكلفها شيئا، ولكن بعد أن انسحبت الدوله من دورها، حل محلها أفراد وجماعات أخرى، ولعبت دور الدوله ولكن لتحقيق مصالحها، ونرى أن غالبية الشباب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: أدار ظهره إلى المجتمع وارتدى الجلباب وأطلق لحيته، واحتمى بالجامع لينجو ويصبر نفسه على حالته البائسة، وزهد فى كل شىء واعتبر أن كل شىء حرم منه فى الدنيا سوف يجده فى الآخرة، وكل ذلك بعد أن أهملته الدولة فتركته فريسة لبعض تجار الدين، الذين استغلوا طهر ونقاء هؤلاء الشباب وحالة اليأس والإحباط التى تعترى هؤلاء الشباب، وذلك لتحقيق أهدافهم الخبيثة.

أما القسم الثانى: أيضا أدار ظهره إلى المجتمع ولكن يملؤه الحقد والكراهية على هذا المجتمع، فالتقطه تجار المخدرات واستعملوه ليؤذى نفسه ومجتمعه، ولتحقيق مكاسب مالية من دم هؤلاء الشباب، استغلوا حالة اليأس التى تملأ الشباب وبحثهم عن الهرب من مشاكلهم، إلى التوهان والغيبوبة بل وأرادوا أن يضروا غيرهم، فوقفوا على النواصى والطرقات ليبيعوا الوهم لغيرهم.

أما القسم الثالث: فهذا أدار ظهره إلى المجتمع وبدأ فى اللهث وراء فكرة الهجرة، باحثا عن مجتمع جديد يؤمن به وبقدراته ويوفر له متطلباته من العيش بحياة كريمة آدمية يستحقها، ولم يجدها فى مجتمعه، وتلقفوهم تجار الهجرة غير الشرعية، لاعبين بأحلامهم وآلامهم، وبعد أن انسحبت الدولة ملأ هؤلاء فراغ الدولة فى تحقيق فرصة عمل للشباب عن طريق الهجرة.

والملاحظ أن معظم الثلاثة أقسام نهايتهم واحدة، فالقسم الأول إما أن يبدأ فى إيذاء المجتمع بعد أن يقتنع بأفكار متطرفة، ويكون مصيره إما لاجئا أو ميتا على أيدى قوات الأمن، كذلك القسم الثانى فهو إما مسجونا وبعد أن يفترض أنه طاقة بناءة يصبح طاقة هدامة، أو أن يلقى مصرعه على أيدى نفسه بجرعة زائدة مرميا فى الطرقات كحيوان ضال.

أما الصنف الثالث فالقليل منهم من يصل إلى مبتغاه والكثير منهم يلقى حتفه غرقا فى البحر، تاركا وراءه قصة حزينة بدايتها البحث عن مستقبل ونهايتها العودة فى صندوق خشب.

وأرى أنه لإنقاذ الكثير من هؤلاء الأقسام الثلاثة من هذا المصير المحتوم، هو أن تعود الدولة للقيام بدورها المتعارف عليه وأن تتحمل مسئولياتها، وأن تكون لديها رؤية حقيقية لشكل الدولة بعد فترة زمنية، وأرى أن تكلفت الدولة فى معالجة آثار جنوح الشباب نحو المجهول، أكثر بكثير من تركهم بلا مرشد ينير لهم الطريق وسط العتمة القاتلة، هذا لو اعتبرنا أن الإنسان أكثر قيمة من أى شىء آخر. أو بمعنى آخر أن تملأ الدولة الفراغ ولا تترك الكوب فارغا ليحل محلها أفراد أو جماعات آخرون.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة