يوميات "المعزول" فى برج العرب.. مرسى يطلب حضور عزاء والد زوجته.. وينفعل على أحد الضباط بعد رفض الطلب لدواع أمنية.. ويصرخ: أنتم أيه معندكوش دم بقول ده عزاء.. أنتم خايفين تخرجونى الشعب يثور عليكم

يواصل "اليوم السابع" نشر كواليس قيادات الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى داخل محبسهم بسجن طرة وبرج العرب.. أسرار وحقائق تعرض لأول، تكشف الوجه الآخر لقيادات الإخوان بعيدا عن أعين الكاميرات، حيث يختلف تعامل قيادات الإخوان وحديثهم مع الآخرين بل ومع أنفسهم.

وكان الحدث الأبرز خلال الأسبوع الماضى داخل سجن طرة هو وفاة الدكتور على محمود مسيل خال الرئيس المعزول، حيث شهد اليومان التاليان للوفاة مشادات بين مرسى والقيادات الأمنية بالسجن، وانفعل المعزول على أحد ضباط الحراسة متهما إدارة السجن بالتواطؤ لرفضها السماح له بحضور جنازة وعزاء خاله ووالد زوجته نجلاء على محمود .

علم الرئيس المعزول بخبر وفاة خاله، وذلك فى الساعة الحادية عشر صباحا داخل سجن برج العرب، وظل مرسى صامتا لمدة 10 دقائق ولا ينظر لأحد وكأنه فى عالم آخر.

وبعد حوالى 10 دقائق استدعى مرسى أحد المكلفين بحراسته داخل سجن برج العرب، لإخبار إدارة السجن برغبته فى حضور جنازة والد زوجته، قائلا له: "بلغ مأمور السجن أو أى حد مسئول أنى عايز أتكلم معاهم ضرورى جدا".

من جانبه، أبلغ الجندى إدارة السجن برغبة مرسى فى الحديث إليهم فأرسلت إدارة السجن أحد الضباط للحديث مع الرئيس المعزول داخل محبسه ودار بينهم الحوار التالى نصا.
- مرسى: "أنا محتاج أحضر الجنازة دى أمور إنسانية وأنتوا لازم تراعوا ده".
- الضابط: "يا فندم ده أمر صعب جدا ومش بأيد إدارة السجن لوحدها فى جهات تأمين ومحاكمات لابد من استشارتها".
- مرسى: "مينفعش أنى أتمنع عن جنازة ده موت أنا مش بقول عايز أروح فرح فى فندق".
- الضابط: "طيب أهدى يا فندم وأنا هوصل رسالة حضرتك للمسئولين وربنا يسهل".
فى الساعة الثانية عشر ظهرا عاد الضابط إلى مرسى داخل محبسه ليخبره بعدم موافقة إدارة السجن والجهات المعنية بحضورة جنازة والد زوجته خوفا على حياته وصعوبة تأمينه فى تلك الظروف، قائلا: "أنا بعتذر لحضرتك جدا يا فندم إدارة السجن والجهات المختصة رفضت طلب حضرتك لظروف أمنية أهمها التأمين الشخصى لحضرتك وخوفا على حياتك".

وصمت مرسى لبضع ثوان ثم صرخ فى وجه الضابط: "أنتم أيه معندكوش دم.. بقول ده عزا عندكوا دين.. حياتى أيه وزفت أيه اللى بتتلكوا بيها.. أنتم خايفين من الشعب اللى هيلتف حوليا بطلوا كدب ونفاق بقى"، لم ينطق الضابط بأى كلمة تقديرا لظروف مرسى وحالة الوفاة رغم الخطأ المتعمد فى حقه.

فى الساعة الواحدة ظهرا، ذهب مرسى لأداء صلاة الجمعة بالمسجد كعادته، وبعد انتهاء صلاة الجمعة جلس الرئيس السابق ورفع يديه وهم بدعاء لوالد زوجته بصوت مسموع "اللهم اغسله بالماء والبرد، اللهم ارحمه، واغفر له، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله".
حتى بدأ صوته يتأثر من دموع عينيه بعد بكائه قليلا، ثم قام ومسح وجهه بيديه، وانصرف إلى محبسه، ورفض تناول الطعام فى ذلك اليوم حتى صباح اليوم التالى .

وفى صباح يوم السبت الموافق 6 سبتمبر الجارى، تناول مرسى إفطاره كعادته ولكنه ظل شارد التفكير على عكس عادته بالتحدث إلى كل من يقوم بحراسته.

وفى الساعة السابعة مساء بدأ فى الحديث بنبرة حزينة ناظرا لأحد الضباط "المرة دى كان خالى ومنعتونى طب لو ابنى هتمنعونى أشوفه طب لو أنا مت هتخلوهم يشفونى ولا هتدفنونى هنا"، فرد الضابط: "يا فندم المرة دى خوفا على حياتك أنت فى صعوبة فى تأمين حضرتك خصوصا الأيام دى"، فرد مرسى بلاش الكلام ده أنا عارف أنكوا خايفين من الشعب لما يشوفنى يثور عليكوا فبلاش تقولوا حياتى وتأمين"، فرد الضابط: "اللى حضرتك شايفه"، فرد مرسى: "اتقوا الله والله أنت هتموت وأنا هموت مفيش حاجة باقية ولا سلطة ولا وسلاح"، فرد الضابط: "إن شاء الله ربنا يسهل".

فقال مرسى: "يعنى لو كان مبارك عايز يروح فرح مكنش خرج ده والله كانوا عملوا الفرح فى فندق 5 نجوم عشان البيه يروح"، انصرف الضابط أن ينظر إلى مرسى مما أثار غضب الرئيس السابق وظل كما هو دون أن يتحدث ثانية .

وأكد مصدر قريب من الرئيس المعزول محمد مرسى داخل محبسه ببرج العرب أن الرئيس السابق، تلقى عشرات برقيات التعزية من أشخاص رفض ذكر أسمائهم فى وفاة والد زوجته الدكتور على محمود .

وفى ذات السياق، قامت قيادات الإخوان المتواجدون بسجن طرة بتبادل التعازى فى وفاة والد زوجة مرسى ومن بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ونائب المرشد العام خيرت الشاطر، والقيادى الإخوانى محمد البلتاجى، فيما قام بعض السجناء الجنائيين بتقديم التعازى لبعض القيادات داخل طرة.



موضوعات متعلقة
فى جلسة"الهروب الكبير".. "مرسى" للقاضى: كنت مستنيك تعزينى..ويطلب من الدفاع التصعيد قانونيًا ضد منع زيارته.. الدفاع يطلب ضم تقرير تقصى حقائق "ثورة 25 يناير" للقضية.. والتأجيل لـ 21 سبتمبر