إيهاب الطباخ يكتب: ولدى.. أنا أبوك "مش" أمك

الإثنين، 15 سبتمبر 2014 12:23 م
إيهاب الطباخ يكتب: ولدى.. أنا أبوك "مش" أمك صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترى المرأة أنها أكثر رومانسية وحنانًا من الرجل، وأنها الوكيل الحصرى للرومانسية والحنان بغير منازع ويجاريها بعض الرجال مجاملة أو عدم إدراك لطبيعتها وطبيعته. لا تعنى رقة المرأة أنها النبع الوحيد للرومانسية والحنان. نعم هى الأم والزوجة والبنت والأخت لكن للرجل فى هذا المجال نجاح فوق نجاح.

لا يحمل تكوين الرجل أى معنى من معانى الحنان، فالجسد مفتول العضلات والوجه كشر والشعر أكرت والكرش متدلى. كل هذه التكوينات والبروزات لا تحمل إلا معنى الجهامة والغلظة. وعلى العكس من ذلك فإن المرأة بجسدها الرقيق والشعر الغجرى المجنون ينساب على الأكتاف والخصر الرائع إضافة إلى ميل فطرى للأمومة كل هذا يدفعنا دفعًا لتصديق ما سبق وقلته.

رغم كل هذه التناقضات والتى ترجح كفة المرأة. إلا أن الرجل يحصد بعض النقاط فى معركة الحنان والعطف ولا يفرق بينهما النوع – هذا رجل وهذه امرأة – فكلاهما إنسان. وقد يحمل الرجل معانى العطف والحنان المغلفة بالقوة والغلظة الشكلية وقد تحمل المرأة معانى القوة والغلظة المغلفة بالحنان والرومانسية.

هذه قضية مهمة من قضايانا الاجتماعية. تضع المرأة أى امرأة فى موقع الأكثر حنوًا وعطفًا والرجل أى رجل فى موقع الأكثر قوة وغلظة. وقد تستخدم المرأة – الزوجة أقصد – هذا التكوين فتجعله - الزوج - أقصد مدافعًا دائمًا عن نفسه فى مواقف تستخدمها هى بذكاء فطرى نادر. فتقف وكأنها المغلوبة على أمرها فهو رجل كالصخر غليظ عنيف. قلبه من حجر عتاقة أما هى فنسمة من عند ربنا رقيقة كالحرير ناعمة كسيراميك الحوائط.

الأستاذ "إ" مدرس ثانوى تركته زوجته منذ عشرين عامًا أو تزيد بدعوى أنه "طيب" وتزوجت، وعاش يرعى الأبناء يعلم من يتعلم ويزوج من يتزوج وهو كالراهب فى محراب الحياة. وصديقى "ط" طبيب عاش طفولة تعيسة مع أخيه تركتهما الأم وتزوجت منذ أن كانا صغيرين وعاش الأب يكافح من أجلهما حتى تخرجا من الجامعة وطلبا من الأب أن يتزوج بعد هذه الأعوام الطويلة بعد أن نسى – أصلا – ما هو الزواج؟.

تمتلئ حياتنا بقصص مؤلمة يتوارى فيها الرجل خلف الأحداث كالجندى المجهول يقوم بدور الأب كما يقوم بدور الأم يطوى نفسه على آلامه وواجباته ينتظر نتيجة غرسه. يأتى هذا فى مجتمع ينكر على الرجل شكواه فضلاً عن حزنه وبكائه ويعطى المجتمع هذا الحق للمرأة فى كل وقت لأنها رقيقة ناعمة لا تتحمل. والأخطر من هذا - نعم الأخطر - أن يعيش الرجل مع زوجة لا تقدره أو قد تمر بظروف سيئة كمرض أو انحراف أخلاقى ومع هذا يتحمل وفى إمكانه أن يخلع هذا القيد ولا يخلعه.
لا أنكر على المرأة حقها فى الحياة وفى معاشرة من تحب ومن تريد ولكنى أنكر عليها أن تضحى بحياتها وحياة أبنائها فى سبيل وهم خادع وأنكر عليها أكثر سوء العشرة الذى حذرنا منه الشرع الحنيف وأن تستتر وراء نعومة ورومانسية هى خلقتها التى خلقها الله عليها ولكنها لا تعمل بها إلا عند اللزوم.

أعلم أن هناك قصص كفاح مشرفة لنساء عشن كراهبات يربين أبناءهن بكل إباء وشمم يسهرن ويعملن بل إنى أقول أكثر من هذا أن البيت يستمر ناجحًا مع غياب الرجل، فما عند المرأة لا يوفره الرجل وهو الأمومة وما عند الرجل تستطيع المرأة أن توفره وهو والمال، هذا نظريًا وبنسبة كبيرة.

أثار ارتباط الكثير من الأطفال بآبائهم داخل البيت وخارجه، يقضون لهم حاجتهم يلاعبونهم يطعمونهم يتكلمون معهم بلغتهم يقبلون أفكارهم – كل شىء – فى نفسى شعورًا بالغيرة لمعنى الرجولة الذى انتمى إليه ولمعنى الإنسانية الذى ينتمى له النوعان - الرجل والمرأة - فالأب يبقى أيضًا نبعًا من ينابيع الحنان والعطف على أبنائه يضاف للنبع الأصلى وهو الأم، مع دوره الأصلى فى رعاية البيت وتوفير الحماية والرزق لهم، وكلاهما نبع.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد عبدالله

لامست خواطرى

ايهاب اوافقك مشاعرك

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد عبدالله

لامست خواطرى

ايهاب اوافقك مشاعرك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة