خالد عبد العظيم أحمد على يكتب: ليل الثلاثاء

أشعر أن الحزن صديقى.. بل أكثر
أشعر أن اليأس طريقى.. وهو الأخطر
أسمع صوت الصمت الساكن حولى
يهز كيانى يقطع شريانى ينهى ويأمر
الوحدة شبح يتجلى فى أسوأ منظر
شبح يسكن كل حياتى بوجه أغبر
أنا أصبحت اليوم صديقا لعذابى
وأذنى الرقيقة أضحت لا تسمع إلا آهاتى
صمت كئيب ملأ الكون من حولى
حزن غريب يفيض حتى من كتاباتى
والحبر السائل فى قلمى دمع حائر
أنا أكتب همى بدموعى ليس بحبرفى قلمى
أشعر أنى وبعد أن كنت دوما أُغّنى
بمرارة عيش هى لا تفارق فمّى
أنا لا أنطق إلا الآه أنا لا أعرف للحزن مداه
أنا أحيا ليلا فى ليلٍ أنا رمز للمعاناة
هذا الليل الأسود يوما كان صديقى
كنت أنا والليل نغنى نسهر كان رفيقى
أما اليوم كرهت الليل هجرت رفيقى
هذا الليل يذكرنى بدموع سُكبت بطريقى
أنا أول من ذكر الحب بكل حديث
أنا أول من دخل المعبد أنا أول قديس
أنا أول من نظم الشعر العذرى لحبه
أنا كنت لقصص الحب رفيق وأنيس
أنا من أحب ولبى وهام وضحى
والليلة وجدت نتيجة حبى هى البكاء
أنا من تعِبَ وسهر وشقى وحزن
أنا أول من قال الحب ولاء وعطاء
أنا أول من أعطى أنا أول من أهدى
أنا من علّم كل العالم أن الحب وفاء
أشهدكم يا من صفقتم لكل أشعارى
أنا اليوم أمامكم أكفر بكل كلامى
أنا كافر بكل كلام الحب الماضى
أنا لست قديسا أنا أصبحت بقايا إنسان
إنى وجدت الحب مرض بلا دواء
فأصبحت عليلا عجز عنه كل الأطباء
عُصابة وضعت على عينى السوداء
فلم أعد أبصر طريقى ولم أجد الشفاء
الحب كجبل صلب يتهاوى بنيانه
حتى أصبح فى نظرى هو والعدم سواء
الحب كسجن ضيق مظلم الأركان
يحوى فى جنباته قلوب الضعفاء
ليلة ظلماء تلك التى هجرت فيها الحب
أذكر أنها كانت ليلة الثلاثاء
ليلة بكى فيها كل شىء من حولى
ليلة ودعت فيها حروف الحب الصماء
ليلة شهدت دموع النديم بل الندم
ليلة بكت فيها على حالى السماء
عرفت الحب سماح ووداد وصفاء
أما الليلة عرفت أن الحب بكاء
عرفت أن الحب هواء الحب رياء
عرفت الليلة أن الحب صفة الجبناء
وأنا معترف أنى اليوم أول الجبناء
أنا لا أخجل منكم أنا حبى فى نظرى غباء
أنا أضعف حالا من ذلك أنا أكبر الأغبياء
عشت الوهم طويلا وأفقت فى ليلة سوداء
وإلى كل من يشعر بالحيرة من قولى
لا تعجب كثيرا وعش معى ليل الثلاثاء