أكرم القصاص - علا الشافعي

انطلاق الملتقى الخليجى الأول للتراث والتاريخ الشفهى

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014 07:10 م
انطلاق الملتقى الخليجى الأول للتراث والتاريخ الشفهى أرشيفية لتراث خليجى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور ناصر على الحميرى، مدير إدارة التراث المعنوى فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، على أهمية الدور الذى تقوم به الهيئات والمؤسسات الحكومية والمجتمعية لحصر التراث الثقافى فى المنطقة، والعمل على صونه ونقله إلى أجيال المستقبل، نظرًا لأهميته فى تعزيز قيم الانتماء والولاء.

جاء ذلك خلال افتتاح "الملتقى الخليجى الأول للتراث والتاريخ الشفهى" الذى بدأ أعماله، مساء أمس، بفندق ريتز كارلتون أبوظبى، والذى تنظمه هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة خلال الفترة من 14 وحتى 16 سبتمبر الجارى، ويشارك به عدد من الأكاديميين والباحثين والخبراء فى الجامعات الخليجيّة والمؤسسات والهيئات المعنيّة بالتراث والتاريخ، إضافة إلى عدد من المتخصصين فى علم الاجتماع والتاريخ.

وأوضح الحميرى أن هذا الملتقى فرصة ثمينة نتدارس فيها أهمية التاريخ الشفهى فى توثيق وصون تراثنا الخليجى، والخطوات التى قطعتها مؤسساتنا الحكومية والمجتمعية فى هذا المضمار، وما يمكن أن نصل إليه من رؤية تعزز الجهود وتغنى التجارب والممارسات، وتفتح الآفاق نحو المزيد من تبادل الخبرات، وإثراء المنجزات الثقافية والتراثية على المستوى الوطنى والخليجى العربى والإنسانى الأشمل.

وأضاف الحميرى أن هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة منذ تأسيسها، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة عملت على إعطاء التراث أولوية خاصة باعتباره الحاضن لماضينا، وقيمنا والداعم لمسيرتنا، إذ حرصنا على حصر عناصره، وفق مناهج وأساليب حديثة، كما خطونا باتجاه تعريف العالم بخصائصه وقيمه الإنسانية الواسعة، عبر منظمة اليونسكو، وكان لدولة الإمارات العربية المتحدة عظيم الفخر والاعتزاز بالتعاون مع دول خليجية شقيقة لترشيح عناصر تراثية فى ملفات مشتركة للتسجيل فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى، ولنا وطيد الأمل للعمل معا على ترسيخ عناصر أخرى تبرز التراث الخليجى بنسيجه الموحد، وعمقه التاريخى الأصيل، وسيكون ملتقانا مناسبة غنية لتبادل الآراء والأفكار والتعريف بتجاربنا الوطنية فى مجال توظيف الرواية الشفهية فى حفظ وصون التراث، وأخيرا تبنى استراتيجية خليجية وتوحد طاقاتنا.

كما يبحث الملتقى تعزيز دور الراوى كمصدر من مصادر تسجيل عناصر التراث وحمايتها، وتطوير الأساليب الحالية للجمع الميدانى للتراث من خلال الروايات الشفهية لكبار السن وغيرهم من حملة التراث من رواة وإخباريين، كما سيعمل الملتقى على تحديد المعوقات والصعوبات التى تواجه الباحثين الميدانيين، والمعنيين بجمع وصون التراث. كما يقترح الملتقى استراتيجية موحدة لدول مجلس التعاون الخليجى لتفعيل دور التاريخ الشفهى فى حصر عناصر التراث، ويعرض المشاركون فى الملتقى تجارب بعض الدول العربية فى توظيف التاريخ الشفهى كمصدر من مصادر تسجيل التراث وصونه.

وناقش الحاضرون فى جلسة العمل الأولى أوراق عمل مقدمة من الدكتور حسن قايد الصبيحى وفاطمة المغنى من الإمارات، فقدم الصبيحى الذى وضع عدة كتب عن التراث ورقته التى تحمل عنوان "التدوين الشفاهى.. بادية الإمارات نموذجاً"، وهى تتضمن إحدى التجارب الخاصة لتدوين مختارات من العادات والتقاليد من جهة، ومن جهة أخرى العمل على رصد نماذج من الصناعات والحرف اليدوية التى كان سكان البادية يحرصون على إنتاجها وتسويقها أو المقايضة بها نظير سلع أخرى تلبية للكثير من احتياجاتهم الضرورية التى لا غنى لهم عنها، فقد شكلت مواجهة ظروف البيئة القاسية فى الصحراء وفى القرى النائية نهاية السبعينيات فى دولة الإمارات العربية المتحدة، مرحلة نشطة لانطلاق الجهود الخيرة والمضنية للبحث فى قضايا تراث وتاريخ الإمارات، ووضع الخطط الطموحة لتجميع وتوثيق الموروث التاريخى والشعبى الكائن فى صدور النا س رجالاً ونساء، والمتوزع فى بعض النصوص والوثائق والمكتبات الخاصة لبعض المثقفين من أبناء الدولة.

من جانبها تحدثت فاطمة المغنى المتخصصة فى جمع التراث وتدوينه عن تجربتها الشخصية فى التوثيق الشفاهى والتى بدأت فى وقت مبكر من حياتها، حيث لازمت جدها وجدتها فى وقت اضطر فيه معظم أهالى الإمارات إلى السفر بحثا عن الرزق، فتعلمت منهم أصول وقيم جعلتها دائمة البحث عن أول العادات والتقاليد التى ميزت مجتمعنا المحلي، ومن ثم توثقت علاقتها مع عدد من رواد الرواة وساهمت فى تسجيل ذكرياتهم ووثقت العديد من القيم والعادات معهم، وأكدت على ضرورة البحث عن التدوينات والتسجيلات الأولى لرواد التراث والتى ربما تعرضت للتلف أو الضرر.

وفى الجلسة الثانية استعرض الدكتور مسفر بن سعد الخثعمى التجربة السعودية فى إبراز أهمية التاريخ الشفهى فى حفظ وصون التراث متخذا من دارة الملك عبد العزيز نموذجا، حيث عرض رؤية مركز التاريخ الشفاهى بالدارة حيث تمكن من جمع زخم كبير من التراث المتنوع.

أما الدكتور محمد بن مسلم المهرى مساعد العميد للشئون الأكاديمية المساندة بكلية العلوم التطبيقية بصلالة- سلطنة عمان، فقد قدم ورقة عمل تحمل عنوان "لغة العرب الأوائل فى أرض الاحقاق ظفار لغة وكتابة ونقوش، تجربة الباحث على بن أحمد الشهري" يرصد فيها تجربة عربية خليجية عمدت إلى الاهتمام بلغة عربية جنوبية قديمة وهى اللغة الشحرية، فى تجربة امتدت لربع قرن من الزمن، كانت البداية بجمع اللغة من أفواه المسنين، ومن ثم البحث فى النقوش والكتابات على جدران الكهوف إذ لاحظ الباحث على بن أحمد ال شحرى أبجدية موغلة فى القدم بكل أ شكالها ورسومها، اعتقد أنها الأبجدية الشحرية (لغة عاد)، انتقل بعدها إلى رصد كل ما يتعلق بهذه اللغة من خلال ر صد العادات، والتقاليد، والمعتقدات، والأمثال، و أسماء الحيوان والناس، وأسماء الظواهر الطبيعية، و أ سماء الكواكب والنجوم أى الأنواء والموا سم إلخ، فى محاولة لتثبيت نظريته أو ما يؤمن به من أن موطنه فى الجنوب العربى هو موطن العرب الأول ومن ثم فلغته هى أصل العربية.

ويواصل الملتقى أعماله غدا بثلاث جلسات عمل تبحث تجارب وقضايا مختلفة فى التراث والتاريخ الشفهى، فيما يختم الملتقى أعماله بعد غد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمود

اللغه الشحريه بجنوب الجزيره العربية ظفار

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة