رضا نبيل السيد يكتب: قليل من الكلام.. كثير من الأفعال

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014 04:02 م
رضا نبيل السيد يكتب: قليل من الكلام.. كثير من الأفعال صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أننا قد فقدنا الغالى والنفيس فى ظل المتغيرات المتلاحقة منذ ثورة 25 يناير، وحتى الآن وما زال الأمل قائما فى أن نقيم اقتصادا قويا ذا دعائم صلبة تواجه التحديات العالمية المتزايدة، والتى يمكن أن تعرقل مسيرة الإصلاح الاقتصادى لأى بلد كان ينشد النهوض الاقتصادى لمواكبة العولمة الاقتصادية الكبرى فدائما وباستمرار توجد تحديات عدة تؤدى إلى فشل أى محاولة من الحكومات المتعاقبة من النهوض من حالة الوهن الاقتصادى والتى تعاظمت صورها فى ضعف الاستثمارات وانخفاض الدخول والبطالة وقلة موارد الدولة السيادية.

فالعاصمة القاهرة قلب مصر النابض بأحيائها العامرة والتى يقتنها أعالى القوم وأثريائهم ليست هى القطر المصرى وحدها، بل إن معظم سكان المحروسة يسكنون فى الأحياء الفقيرة الممتدة من معظم المحافظات من شمال مصر إلى صعيد جنوبها، فمصر المحروسة هى أيضا العشوائيات الممتدة بين الأحياء الراقية وما يسكنها من مواطنين مثبت فى بطاقاتهم أنهم مصريون قاموا بثورة لكى يعيشوا حياة أفضل.

وما زال هناك أناس فقيرة من أرامل وعجائز ومحتاجين وعاطلين يأكلون من صناديق القمامة خاصة الأشخاص الذين ليس لهم أى عائل أو نصير وما زالت تلك الأحياء الفقيرة تئن من كثرة الموبقات من فقر ومرض وسوء الحالة المعيشية.. إلخ، ومن المشاكل التى لم تعالج سواء بعد الثورة أو قبلها وتمثل أشواكا تؤرق عين كل مسئول فى نومه.

الحلم كان أن نعيش بالكرامة وكنا نعتقد أن بالكرامة نبنى كل شىء.. لكن ما أصعبه من حلم عاش فيه كل مصرى يحلم بما سوف تحققه له الثورة وباتت الأحلام تئن من هول الواقع بعد ما اصدمت بكل يأس بما أصبحنا عليه.

لقد عانى الكثير من الشعب المصرى الكثير من المشاكل مثل البطالة والتى استفحلت وتفشت فى أكثر صورها عقب ثورة 25 يناير وبعد الانفلات الأمنى وإغلاق أغلب المجالات والأنشطة الاقتصادية أبوابها، وسرّحت الشركات معظم عمالها والذين لم يجدوا أمامهم سوى التسول أو الانحراف السلوكى حتى يستطيعوا أن يعيشوا، ولجأ المخلصون منهم إلى الأكل من صناديق القمامة والبعض إلى العمل فى أعمال لا يعرفونها وأقل أجرا مما كان يتقاضون، والأكثر من ذلك أن هناك قطاعات قد تضررت بشكل كامل وعلى جميع مستوياتها وأفرادها.

ومن أهم تلك القطاعات التى تأثرت بهذه المتغيرات السلبية هو قطاع السياحة المصرى أهم مورد اقتصادى للعملة الصعبة والدخول فى الاقتصاد المصرى.. والذى أصبح جثة هامدة لا تستجيب لأى إنعاش.

إن قطاع السياحة كان العمود الفقرى للاقتصاد المصرى وكان يعزز خزانة الدولة بالعملة الصعبة الأجنبية وكان يحقق 13 مليار دولار سنويا لمصرنا قبل أن تبدأ ثورات الربع العربى، كما أنه كان يحقق ما لا يقل عن 15 مليار دولار سنويا لقطاع السياحة، مما له الأثر الفعال على تنشيط السوق التجارى المصرى وتحقيق الرخاء لمعظم الشعب المصرى، وهو ما لم تحققه قناة السويس والبترول لمصرنا، كما أنه كان يساعد على نهوض 72 قطاعا للعمل معه، وكان هناك 20 مليون مصرى يستفيدون بشكل مباشر أو غير مباشر من هذا القطاع العريق، ثم جاءت ثورة 25 يناير لتحمل معها أربع مطالب أساسية وهى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وفرح الجميع بمصرنا بحدوث تغيير سيجعل المواطن المصرى فى عز وكرامة.

وبعد فترة ليست بالقصيرة شعر المواطن المصرى أن هذه الثورة لم تحقق هدفها ولم يحدث تغيير حقيقى يشعر به هذا المواطن ولم يستفد بسطاء المعيشة من ثمار هذه الثورة وازداد الغلاء أكثر فأكثر وقلة موارد العمال خلال هذه الفترة العصيبة لمرض قطاع السياحة مرض مزمن غير قابل للشفاء فى الوقت الحالى وتدنى نسبة الأشغال بشكل كبير لعدم وجود الاستقرار الذى يبحث عنه السائح، وأصبحنا فى فوضى وانهيار لم نكن نتخيلها فى يوم من الأيام وفقدنا الأمن والأمان، وأيضا فقدنا الاستقرار الركن الأساسى لقطاع السياحة الذى كنا فى الماضى نحتفظ به.

كما إننا فقدنا أيضا الأمان الوظيفى نظرا للقوانين المعيبة التى صنعها رجال الأعمال وفى ظل غياب مؤسسات الدولة من القيام بواجبها وحماية العمال فى هذا الشأن، وأصبح التعسف سمة المنشآت ضد العمال، وأصبحت ظاهرة الاستغناء مع العقود محددة المدة هى السياسة المتبعة لهذه المنشآت، نظرا لتدنى الأشغال داخل المنشآت ولأن القانون قد أعطى صلاحية ذلك الأمر إلى صاحب العمل وإذا استمر هذا الوضع هكذا سوف تزداد مأساة عمال هذا القطاع، وتسوء أكثر فأكثر، ما هى عليه الآن، وبالتالى ستزداد البطالة وقد يلجأ البعض نتيجة لظروفه وتفكيره وقلة مواردة إلى أمور أكثر سوءا تؤثر على المجتمع المصرى، وقد يصل الأمر إلى ثورة أخرى قد تأكل الأخضر واليابس ولن ترحم أحدا حينها، لذا نناشد القائمين على هذه الدولة الآن وقبل الغد افعلوا شيئا من أجل مصرنا وليكن شعرنا فى الفترة المقبلة (قليل من الكلام.. كثير من الأفعال).

والحل فى أيدكم نريد الأمن والاستقرار نريد أن تقف الدولة مع المنشآت خلال هذه الفترة العصيبة لكى يستطيع العمال أن يعيشوا حياة كريمة، كما نريد أن يقف مسلسل الاستغناء لهذه العمالة المؤقتة لحين أن يتعافى هذا القطاع من مرضه، ويعود كما كان أيها السادة المسئولين فكروا واعملوا لمصر فقط وضعوا مصر وشعبها نصب أعينكم فهل نجد آذان صاغية.

وأخيرا ومن المؤكد أن مصر تحتاج إلى قيادة وحكومة من نوع خاص للتعامل معها، حكومة مبدعين يدركون مفاهيم التنافسية والنمو المنتج والاستثمار الفعال بشكل سليم، مستفيدين من التجارب الدولية الكثيفة فى هذا الجانب؛ لكى تعبر بمصر إلى بر الأمان بإذن الله تعالى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة