أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد نبوى

مائة يوم على حكم السيسى

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«وأما بنعمة ربك فحدث»، بعد ساعات قليلة، تشهد مصر مرور مائة يوم على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، وهى الذكرى التى يجب الوقوف أمامها كثيراً، وذلك فى مقارنة واضحة مع المائة يوم الأولى للجاسوس الخائن محمد مرسى.
كان مرسى قد وعد الشعب المصرى قبل مجيئه وعوداً كاذبة ومن بينها تحقيق إنجاز فى خمس مجالات أساسية خلال مائة يوم من توليه، وهى النظافة والوقود والمرور والأمن والخبز، وحتى لا يأخذ المعزول كل حديثنا كان الناتج 24 مظاهرة قبل الخروج الكبير فى 30 يونيو وعزل نظام الإخوان بأكمله.
وبينما كان الفشل حليف المعزول، كانت الثقة الشعبية مرافقة للسيسى منذ توليه، وفى حفل مهيب بالمحكمة الدستورية أعلن فوز السيسى رئيساً للجمهورية، أعقبه حفل أسطورى يليق بوجه مصر ودورها الإقليمى والعالمى، وذلك بمقر رئاسة الجمهورية، وبحضور كبار قادة العالم والشرق الأوسط من ملوك ورؤساء وأمراء، فى مشهد أعاد للنفس المصرية جزءاً من كرامتها المفقودة.
لم يكن السيسى متأخراً فى التفاعل الجماهيرى، وتحدث فى هذا اليوم بما يطلبه، وفى حفل مسائى حضره كبار رجال الدولة والشخصيات العامة والقوى الشبابية والسياسية، كان خطاب السيسى الأول، ولم يتركه للشكر، بعد تكريم الرائع الوطنى رئيسنا السابق المستشار الجليل عدلى منصور بقلادة النيل، بل وجه الرئيس السيسى رسالته إلى الجميع بأنه لا يقبل سوى العمل والإخلاص والإيمان بالمرحلة وخطورتها.
السيسى بمرور الأيام تفاعل مع الشعب فأحبه، وإن تذمر البعض، فواجهته بعض المشاكل الرئيسية، منها الدعم، ولم ينتظر أيضا كعادته، ووفق نصائح لمقربين له بتأجيل ترشيد الدعم بعد شهر رمضان، حتى لا يؤثر ذلك على شعبيته، إلا أنه كان واضحاً، لا شعبية مع الفقر، وأخذ قراره الشهير بتعديل أسعار الدعم على الوقود، وكانت شعبيته مثل الوسادة التى امتصت الصدمة، وإن تذمر منها البعض، وبعد أيام تتدفق أموال المصريين فى شهادات استثمار قناة السويس وكأنه استفتاء على مصداقية السيسى مع الشعب.
كان السيسى يثير وفق خطى ثابتة، ولكن محاولات إفشاله، وفق مخطط عالمى، كانت تسير بسرعة أكبر، فتم تخريب أكثر من 300 برج للضغط العالى، تسببت فى أزمات كهربائية متوالية، آخرها ما عرف بالخميس المظلم، لكنه خرج للشعب يقول: لدينا مشكلة وتلك حلولها، فى ظل العمل على قدم وساق فى مشروع الضبعة النووى، بالإضافة إلى صيانة العديد من المحطات الرئيسية لتوليد الكهرباء.
واجه السيسى أيضا وضعا اقتصادياً فى غاية السوء، ميزانية يذهب نصفها ما بين دين عام متراكم وفائدة للدين مركبة، فى ظل مطالب فئوية تنخر فى جسد الدولة، فقام السيسى برفض الميزانية فى شكلها الأول، وبعد ذلك تحرك نحو مشاريع اقتصادية عملاقة، فأمر بإعادة إحياء مشروع توشكى، وأمر بإنشاء واستكمال 3000 كيلو يمثلون طرقا جديدة يمكن حل معها أزمة المرور، بالإضافة للمشروع القومى لتنمية الساحل الشمالى، وانتهاء بالمشروع القومى لإنشاء قناة السويس الجديدة والتى تكلفنا 60 مليار جنيه، سيجمعها المصريون -ربما قبل أن تنتهى من قراءة مقالى هذا- وستربح -حسب تصريحات رسمية- ما يقرب من الـ200 مليار جنيه، وذلك فى السنوات الخمس الأولى لتشغيلها.
أصبح السيسى قدوة يحتذى بها شعب مصر منذ توليه، وتنازل عن نصف راتبه وثروته، وعندما شكك المرضى، سن طريقة جديدة فى التبرع وهى الذهاب بالأموال إلى فروع البنوك وأمام الجميع، وللحقيقة فإن القوات المسلحة المصرية الوحيدة التى تعد ممتثلة للأمر حتى الآن، ولم نر مؤسسات كبرى تحذو حذوها وكانوا عند حسن ظن شعب مصر بهم «يد تبنى ويد تحمل السلاح».
السيسى على الصعيد الخارجى، لم يترك الساحة الإقليمية، فقام بزيارات إلى المملكة العربية السعودية وهى الداعم الأول لمصر فى دول الخليج لما بعد 30 يونيو، وقلده ملكها أرفع وسام فى المملكة، وجاءت زيارته الأخرى إلى روسيا فى استقبال مهيب من رئيسها فلاديمير بوتين، الذى اتفق، حسب بيان عن الخارجية الروسية، على التعاون العسكرى والتقنى بالإضافة إلى عدة مجالات أخرى، وكأن السيسى يحمل بين صدره شعار الجيش الأشهر «يد تبنى ويد تحمل السلاح».
وظهرت زعامه السيسى فى الوطن العربى، حين قرر المشاركة الفعالة لحل أزمات دول الجوار، وتقدم بمبادرة مصرية بعد اندلاع الأوضاع فى غزة، وكانت هى الحل السحرى، وطرق أبواب ليبيا ليعطى درسا للعالم أجمع حين يؤكد أن القيادة المصرية هى من تتفهم الوضع الليبى وتملك حلا سياسيا، بينما تبشر نتائج المباحثات مع إثيوبيا بأن هناك انفراجة قريبة مبنية على أسس سليمة.
مما سبق يمكن القول إننا أمام مئوية للرئيس نفخر بها، ونتباهى أمام العالم، وفى سردى لما حدث هو مثقال ذرة فى بحر، واعتماد على ما علق فى الذاكرة، وإذ ارتضينا الحصر، فإن لقاءات السيسى اليومية تحتاج لأضعاف تلك المقالة بعشرات المرات.
وختاماً، أوجه التحية للمواطن عبدالفتاح السيسى الذى انحنى للإرادة الشعبية، وتصدر مشهدا غاية فى الصعوبة، وتحمل مشكلات لم تكن أبدا فى حسابات أى قيادة سياسية، بل وأثبت للعالم أجمع أنه زعيم جديد للأمة العربية وقادر على إعادة أمجاد العرب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم الاعرج

انتشار الفساد

عدد الردود 0

بواسطة:

amr

الى رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سما

تعليقا علي ما سلف ذكره....

عدد الردود 0

بواسطة:

جاكلين

100 يوم عدوا اتعمل فيهم حاجات تتعمل في سنين

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

لا حول ولا قوة الا بالله

أستغفر الله الذى لا اله الا هو وأتوب اليه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة