أكرم القصاص - علا الشافعي

"نينجشيا ".. عندما تمتزج الثقافة بالاقتصاد فى مهرجان الفنون العربية بالصين

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014 04:01 م
"نينجشيا ".. عندما تمتزج الثقافة بالاقتصاد فى مهرجان الفنون العربية بالصين تنورة فى الصين – صورة أرشيفية
بكين أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصل مهرجان الفنون العربية تقديم عروض وفعاليته فى مدينة وينتشوان عاصمة مقاطعة نينجشيا الواقعة شمال غربى الصين وطغت الروح العربية لاسيما المصرية منها على فعاليات المهرجان التى قدمها المشاركون العرب فرادى ومشتركون.

والمقاطعة التى تألق فيها الفنانون العرب والصينيون هى "نينجشيا" وهى منطقة ذاتية الحكم، وتقع على هضبة يتدفق عبرها النهر الأصفر ويمتد على طول حدودها الشمالية الشرقية سور الصين العظيم، وهى موطن لشعب هوى، وهى واحدة من القوميات الـ56 المعترف بها رسميا وعاصمتها وينتشوان.

وقدم الفنانون العرب والصينيون العروض المسرحية "قوس قزح بطريق الحرير" وعرضت فى مهرجان الفنون العربية للدورة الثالثة الميدان الفرعى بنينجشيا، وقام بأدائها فنانون مصريون وتونسيون وجزائريون وأردنيون وإمارتيون إضافة إلى فنانين من منطقة نينجشيا، حيث قدموا عروضا مشتركة بينما احتوت العروض على 15 برنامجا مدتها ساعة وعشرون دقيقة وكانت مفعمة بالمتعة والروعة والجمال.

وقدمت الفرق العروض المسرحية ذات الخصائص العربية فى الميادين العامة بمدينة ينتشوان من أجل تعزيز التبادل الثقافى بين نينجشيا والدول العربية وتعميق آثاره.

وأقيم أيضا معرض الخط والرسم والتصوير الصينى والعربى بنينجشيا وتم عرض 150 عملا للخط العربى من حوالى 100 خطاط من 15 مدينة صينية كما عرضت فى هذا المعرض أيضا 400 عمل مصور من الأعمال المرشحة من 15 سفارة للدول العربية والإسلامية لدى الصين.

ولعب هذا المعرض دورا إيجابيا فى تحفيز روح طريق الحرير وتعميق التبادلات بين الصين والدول العربية وإقامة حزام اقتصادى على طريق الحرير وإظهار صورة نينجشيا الجديدة مما يدفع ويعزز التعاون الثقافى بين نينجشيا والعرب.

كما أقيم معرض التراث الثقافى غير المادى الصينى العربى فى مدينتى شيان وينتشوان ويعتبر من أهم الأنشطة فى مهرجان الفنون العربية بالصين وينقسم إلى قسمين دولى وصينى ففى القسم الدولى يتم الاهتمام بالفن اليدوى والآلات الموسيقية أما القسم الصينى فيتم فيه الاهتمام بمشروعات التراث الثقافى غير المادى من منطقة نينجشيا ما أظهر الجاذبية الخاصة لثقافة طريق الحرير وثقافة قومة هوى المسلمة.

وعكس هذا المعرض موارد التراث غير المادى وذلك لتعزيز وراثة التراث الثقافى غير المادى وتطوراته وتعاون الصين والعرب وتبادلاتهما الثقافية فى هذا المجال.

ومقاطعة نينجشيا التى شهدت هذا المحفل الثقافى الرائع تسعى لتحقيق إقلاع اقتصادى باعتماد استراتيجية تستهدف جعلها مركزا ضخما لإنتاج وتصدير الأطعمة الإسلامية الحلال، ولوازم المسلمين للبلدان الإسلامية خصوصا فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتقع مقاطعة نينجشيا على المجرين الأعلى والأوسط للنهر الأصفروتربط بين المناطق الصحراوية وتجاور منطقة منغوليا الداخلية ومقاطعتى قانسو وشنشي. وظلت حلقة وصل بين المناطق الداخلية الصينية التى يقيم فيه أهالى قومية هان والمناطق الغربية المكتظة بأقليات قومية مختلفة والصحراء التى يعيش فيها رعاة المواشى، الأمر الذى جعلها منطقة يتردد عليها ويمر بها أهالى مختلف القوميات بالصين.

وتقع مقاطعة نينجشيا فى الطرف الغربى من المنطقة الاستثمارية الرئيسية وسط الصين والطرف الشرقى من المنطقة المحتاجة إلى الاستثمار غربى الصين وهى جزء ضمن قاعدة الطاقة والصناعتين الثقيلة والكيماوية والمنطقة الاستثمارية الخاصة بالطاقة المائية والمعادن وأصبحت المنطقة إحدى المناطق الاستثمارية المهمة فى استراتيجية تنمية الغرب الصينية.

وتتمتع نينجشيا بموارد ثقافية تاريخية عميقة وفريدة مثل ثقافات النهر الأصفر وقومية هوى والمروج وشيشيا والمنطقة النائية والثقافة الحمراء مما شكل بيئة ثقافية متميزة لنينغشيا، ومنذ الإصلاح والانفتاح قبل 30 عاما وحققت نينجشيا انجازات كبيرة فى مختلف المجالات وبناء على الاهتمام البالغ بها العديد من المسارح والمعارض والمكاتب الجديدة ولمست تطور ثقافة القرى والبلديات وثقافة الجماهير والإبداع الإيجابى وبها كثير من الكتاب والفنانين وظهرت الكثير من الأعمال الرائعة.

ويعتبر الخط العربى لقومية هوى من أجمل الخطوط فى العالم. وكان الخط الصينى فنا عريقا يشمل مذاهب وأنماط مختلفة. وحقق أجداد أبناء قومية هوى من الدول العربية تبادلات ثقافية مع الصين عبر طريق الحرير.

ويقول الفنان ما جيان محمد جمال الدين وهو أحد الذين اشتركوا فى معرض الخط العربى، إنه اشترك فى هذا المعرض بلوحة كتبها وهى سورة يس بالقرآن الكريم.

وأضاف جمال الدين، أنه لا يتحدث العربية إلا قليلا وبالرغم من ذلك فإنه كتب القرآن الكريم مرتين ولا يجد أى صعوبة فى كتابته ثالثا.

وأوضح، أنه ورث الخط العربى الجميل من أبيه الذى كان يعلمه إياه منذ الصغر وأنه سعيد جدا لأن هناك أشخاصا من العرب سيرون ما كتبه وما تألق به.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة