أكرم القصاص - علا الشافعي

"جامع الأزهر الشريف" كتاب يوثق تاريخ وعمارة المسجد الأشهر بمصر

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014 05:37 م
"جامع الأزهر الشريف" كتاب يوثق تاريخ وعمارة المسجد الأشهر بمصر الجامع الأزهر
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوثق كتاب (الجامع الأزهر الشريف) تاريخ وعمارة وفنون أعرق مسجد فى مصر فى ألف عام تحول خلالها من مسجد للصلاة إلى أحد أبرز وأشهر الجامعات الإسلامية فى العالم.

ويذكر الكتاب، أن أعمدة الجامع "جلبت من مبان سابقة على الإسلام امتازت بتيجانها المزخرفة" وأن بناءه تأثر "إلى حد كبير" بتخطيط مسجد عقبة بن نافع بمدينة القيروان التونسية ومسجد الزيتونة بالعاصمة التونسية ولكن الجامع الأزهر شيد بأيدى بنائين مصريين ومواد وتقنيات مصرية.

والكتاب الذى يقع فى 786 صفحة كبيرة القطع هو ثمرة مشروع بحثى قامت به مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مشيخة الأزهر وأعد مادته محمد السيد حمدى وشيماء السايح بإشراف خالد عزب وراجعه محمد كمال الدين إمام، أما التصميم الداخلى للكتاب فلكل من هبة الله حجازى وجيهان أبو النجا.

وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب، فى تصدير الكتاب، إن الأزهر عبر تاريخه ظل منارة تعليمية وثقافية أسهمت فى "تنوير الأمة... واستعصائها على الذوبان والتلاشى أمام تقلبات التاريخ واضطراب الحضارات" مضيفا أن هذا الكتاب باكورة إنتاج مركز دراسات الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامى المعاصر بمكتبة الإسكندرية.

وتنفيذا لأمر المعز لدين الله الفاطمى بدأ القائد جوهر الصقلى تشييد الجامع الأزهر عام 970 ميلادية فى العام التالى لوضع حجر الأساس لمدينة القاهرة. واستغرق بناء المسجد نحو 28 شهرا.

ويقول الكتاب، إن المسجد فى البداية لم يحمل اسم "الجامع الأزهر" وإنما "جامع القاهرة" وإنه ينسب إلى بنت النبى محمد وأم الإمام الحسين السيدة فاطمة الزهراء التى ينتسب إليها الفاطميون. كما قيل إنه حمل هذا الاسم "تفاؤلا بما سيكون له من الشأن والمكانة بازدهار العلوم فيه."

ولكن الجامع الذى تبلغ مساحته حاليا 11500 متر مربع ويعد الآن رمزا للإسلام السنى فى العالم شاهد على تقلبات سياسية كان لها تأثير كبير فى تغير المذهب الدينى الرسمى فى مصر.

ويسجل الكتاب أن مؤسس الدولة الأيوبية صلاح الدين الأيوبى الذى حكم بين عامى 1169 و1193 ميلادية أبطل "كل مظاهر الدولة الفاطمية التى كانت تعتنق المذهب الشيعى الإسماعيلى المخالف للمذهب السنى مذهب الدولة الأيوبية" حتى إنه أبطل صلاة الجمعة سنة 1169 بالجامع الأزهر وأقر صلاة الجمعة فى جامع الحاكم بأمر الله.

ورغم عدم إقامة صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر فإنه احتفظ بدوره التعليمى وظل مدرسة لتدريس العلوم الدينية والعقلية واللغوية فضلا عن إقامة الصلوات الخمسة يوميا.

ويقول الكتاب، أن الظاهر بيبرس البندقدارى الذى حكم مصر بين عامى 1260 و1277 ميلادية أعاد صلاة الجمعة إلى الجامع الأزهر بداية من يوم الجمعة 18 ربيع الأول 665 هجرية الموافق 17 ديسمبر 1266 ميلادية "بعد انقطاعها مدة تقارب مئة سنة" وقام بالتجديد فى عمارة الجامع.

ويذكر الكتاب جانبا من الدور السياسى الوطنى للأزهر.

ويسجل أن ثورة القاهرة الأولى التى اندلعت يوم 21 أكتوبر تشرين الأول 1798 ضد الاحتلال الفرنسى لمصر (1798-1801) وقتل فى ذلك اليوم الجنرال ديبوى فاتخذ الثوار من الجامع مقرا لهم فأطلق الجيش الفرنسى فى اليوم التالى القنابل على الجامع والمنطقة المجاورة "فانفجرت فى الجامع... حتى كاد أن يتداعى. وتغلبت قوة النار على قوة الثوار" فاقتحمه جيش الاحتلال.

ووصف المؤرخ المصرى المعاصر للحملة الفرنسية عبد الرحمن الجبرتى ذلك بقوله "ثم دخلوا إلى الجامع الأزهر وهم راكبون الخيل... وربطوا خيلهم بقبلته وعاثوا بالأروقة وكسروا القناديل... ونهبوا ما وجدوه من المتاع... ودشتوا الكتب والمصاحف وعلى الأرض طرحوها وبأرجلهم ونعالهم داسوها."

ويقول الكتاب إنه فى ثورة 1919 كان الجامع الأزهر مركزا للتحريض على قوات الاحتلال البريطانى "ولم يتورع جنود الاحتلال البريطانى من انتهاك حرمة الجامع الأزهر كما فعل الفرنسيون" حيث قام جنود الاحتلال يوم 11 ديسمبر كانون الأول 1919 بمطاردة المتظاهرين المحتمين بالجامع واقتحموه "بنعالهم" واحتج علماء الأزهر بشدة على هذا السلوك فاضطر الجنرال اللنبى المندوب السامى البريطانى إلى "تقديم اعتذار رسمى لشيخ الجامع الأزهر."









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة