عرض "الكلاب تنبح القمر" على خشبة المسرح العائم

ضمن فعاليات اليوم الرابع للمهرجان الختامى لنوادى المسرح فى دورته الــ 23، التى تنظمها الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية فى الفترة من 12 وحتى 25 سبتمبر الجارى على المسرح العائم الكبير، فقد تم تقديم العرض المسرحى "الكلاب تنبح القمر" لفرقة قصر ثقافة المنصورة، تأليف عبد الغفار مكاوى وإخراج أيمن شهاب.

تدور أحداث النص فى مدينة تخلو منها الكلاب بمعناها اللفظى، ولكنها لا تخلو بمعناهها المعنوى، فقد تناولت المسرحية قصة حياة أستاذ لغة عربية يرى نفسه "كلبا" لكثرة ما تمت إهانته فى حياته، فالجميع يتعاملون معه كما لو كان كلبا ينبح ولا يجيبه أحد فى مكان عمله، فى بيته، مع زوجته وأبنائه، فهو يجد أنه لابد أن يتحول إلى كلب يعوى ويعوى ولا يقدره أحد، حيث ينظر البطل نظرة مأساوية للواقع ومصير الإنسان الذى يحمل بداخله قيما ومبادئا لم يعد لها وجود فى وسط عالم مادى يشبه سعار الكلاب، فالجميع يجرى فى سباق من أجل الشهوة ينهشون بعضهم البعض ويعوون على بعضهم البعض، بينما يبقى هو إنسان وهو المنعوت بالكلب من الجماعة التى هى أحق بهذا النعت.

جاء العرض فى صيغة فلسفية شعرية، فالمخرج التزم بروح الكاتب عبد الغفار مكاوى، وهو البارع فى حقل الترجمة والدراسات الشعرية، فعبد الغفار مكاوى قد أبدع فى رمز الكلاب التى يستخدمها تارة كرمز للوحشية والجبن والقسوة، وتارة كرمز للإنسان البائس الذليل الذى تركله الأقدام، فالمفارقة هنا بين صفات الحيوان والإنسان تشكل شعرية النص، حيث إن الكلب بصفته الحيوانية، أفضل من الإنسان الذى يتحول إلى كلب، لأنه حينها يكون أشرس من الكلب العادى.