محمد صبرى درويش يكتب: المشكلة عندكم ياسيادة الوزيرة وليست عند الشباب

يقولون إن هناك ’’ملتقى للتوظيف‘‘ تتبناه وزارة القوى العاملة وتسعى هى جاهدةً فى سبل توظيف الشباب والقضاء على البطالة وسد الفجوة القائمة بين الحكومة والشباب.

وقد تتلفزَ هذا المؤتمر المهم وبُثَ من وزارة الشباب والرياضة، بحضور السيدة وزيرة القوى العاملة، والسيد وزير الشباب والسيد وزير الأوقاف وأدار الحوار الإعلامى جمال الشاعر، وحضور كوكبة من شباب هذا الوطن، الذين نُسميهم "المُتَبَطِلون" وليس "العاطلين".

وكالعادة أبهرنى شباب مصر بأسئلتهم العملية ومدى إلمامهم بأبعاد المشكلة التوظيفية والحديث المستمر لديهم عن الحلول ودور الدولة الغائب والأمل البسيط، الذى ينتظرونه من الدولة متمثلاً فى وزارتى القوى العاملة والشباب.

ولكن كان هناك "ضجر وحزن" شديدين من وزيرة القوى العاملة على الشباب، وظهرا من خلال حديثها عن الوظائف الوافرة لدى الوزراة وحالة من الغياب والعزوف لدى الشباب عن التقدم لشغل هذه الوظائف، وقالت للشباب المتواجد: "أعلن ليكو فى الجرايد مابتقروش جرايد، أعلن ليكو فى التليفزيون مابتتفرجوش على التليفزيون".

وأنا أريد أن أتحدث هنا مع الوزيرة وأقول لها: أعلم كم تتعبين وأعلم حجم المسئولية الملقاة على عاتقكِ والخلاف هنا فى الفجوة بينكم "الحكومة" وبين الشباب، وأقول لكِ: ما الحكمة من انتظار جريدة الغد طالما بإمكاننا معرفة الخبر الآن؟، ولماذا نقرأ جريدة واحدة طالما بإمكاننا قراءة كل الجرائد؟ ولماذا نشاهد التلفاز فى أوقات بعينها طالما نستطيع أن نشاهد ما نريد فى الوقت الذى يصبو لنا فيه ذلك من خلال اليوتيوب، ولدينا فى مصر شباب واعٍ يقرأ كثيراً بل الأعجب أنه يُقدم حلولاً تتجاهلونها دوماً بحجج عدم إلمام الشباب بزمام الأمور.

وأريدُ أن أُيسر على الوزيرة وأُزيل أسباب عُزوف الشباب عن التقدم لشغل الوظائف المتوفرة لدى الوزارة، وأقول لمعالى الوزيرة أن أسباب المشكلة هذه أنكم تبتعدون عن التخصص، أنتِ تنتظرين شاباً خريج كلية علوم ولديه باع فى المجال الكيميائى ليأتى للوزارة ليتقدم لشغل وظيفة "عامل نظافة" أو "فرد أمن"، وهنا أقول لكِ ستنتظرين كثيراً بل الأعجب أنه يستطيع الحصول على هذه الوظائف دون الذهاب للوزارة وبأقل جهد، نريد هنا أن نعود إلى صلب التخصص، فسيادتكِ كوزيرة للقوى العاملة لا تستطعين العمل الآن كوزيرة للكهرباء والطاقة.. ولنقيس على هذا كل التخصصات لدى الشباب.

على الوزارة أن تسمع للشباب وليست تقارير كُتبت بأيدٍ غير شابة، وعليها أيضاً أن تأخذ فى الاعتبار الشق التعليمى، ولو أنزلت الوزارةُ الشبابَ منازلهم الحقيقية أعتقد أن الوزير الذى سيُخلفكِ سيكون شاباً لا محالة، وبخصوص الإعلان أمامكِ موقع اليوم السابع الإلكترونى فسبعون بالمائة من الذين يقرأونه ويتصفحونه هم شباب، وأصل المشكلة لديكم ولو حُلت من عندكم فلا مشكلة لدينا لنتناقش فيها بعدها.