زينب عبدالوهاب تكتب: خيانة أمى

الجمعة، 19 سبتمبر 2014 06:03 م
زينب عبدالوهاب تكتب: خيانة أمى عروسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصوات ضحكاتها العالية الطفولية هى ما جذبهم إليها.. فى مدرج الكلية التى جمعتهم معا، فكم هى شخصية بريئة متفائلة خفيفة الظل، نظراتها الطفولية وأفعالها الصبيانية أجبرتهم أن يقتربوا منها ليعرفوها أكثر، وها هى ترحب بصداقتهن بمنتهى البراءة حتى أصبحوا "شلة الأنس" و"الفرفشة" بالكلية. وقبل امتحانات النصف الأخير من السنة قرروا أن يجتمعوا فى منزلها للمذاكرة ومراجعة نهاية العام، وكان اختيارهم لمنزلها لأنها وحيدة، تحيا مع أمها فقط، بعد أن انفصلت أمها عن أبوها وهى فى الثانية من عمرها ولم تر أباها منذ هذا الوقت، وكانت الصدمة عندما ذهبوا إلى بيتها، فأم هذه الفراشة الطيبة لم تكن بنفس الطيبة والبراءة، فوجودهم مع ابنتها الوحيدة كان يزعجها جدا ليس خوفا على أخلاق ابنتها ولكن خوفا على سرقة قلب ابنتها التى قررت أن تمتلكه بمفردها ولا يشاركها فيه أحد، فكانت تبذل قصارى جهدها لتبعدهم عن وحيدتها أو ملكيتها الخاصة تعاملت معهم بعجرفة وقلة ذوق، ولكنهم حبا فى صديقتهم تحملوها، وحاولوا أن يتجاوزوا عن سوء تصرفاتها معهم ورغم أنهم شلة واحدة وينطلقون معا فى كل مكان إلا أنها كانت أكثر قربا لواحدة منهن ارتاحت لوجودها فى حياتها، وشعرت معها بالأمان الذى جعلها ترمى بكل حمولها على صدر صديقاتها فذهبت تسرد لها أسرارها ومعاناتها مع أمها المتسلطة العصبية، التى تطيح وتكسر كل ما تصل إليها يدها عند الغضب، ولا ترى أى شىء صح إلا ما تقرره هى وما تراه هى، وكانت صديقتها خير سند لها وخير أمين على أسرارها وحياتها، وقررت أن تقف بجانبها، وتكون لها أختها التى لم تنجبها أمها، واختصرت هذه الفراشة كل أحلامها فى عش صغير دافئ تعيش فيه مع شخص حنون راقٍ يعوضها عن الأمان، الذى فقدته بغياب أبيها وعن الحنان، الذى لم تشعر به لأنها وحيدة، لم تكن تحتاج زوجًا فقط فهى تحتاج أبا وأخا وصديقا ورجلا للأسف يحميها من بطش أمها بحياتها، وفعلا تمت خطبتها فى السنة الثانية من الجامعة وكانت تتطاير فى الهواء من الفرحة فهو فتى أحلامها كما تمنت، طيب مهذب راقٍ ومثقف وكانت تتطلع لإتمام الزواج بسرعة شديدة فهو الغوث لها من حياتها البائسة مع أمها، وفعلا تم الزواج وكانت كل صديقاتها بجانبها يوم الفرح يرقصون ويمرحون معها ويشاركونها أجمل لحظات عمرها، ورغم انشغال كل صديقاتها فى الفرح بالرقص والمغنى، إلا أن صديقتها المقربة ذهبت بعيدا تنظر إليها فى قلق وحيرة متسائلة ترى هل ستستكثر عليها الحياة هذه الفرحة أم ستحتضنها بحب أخير بعد كل هذا الجفاء!!!!!!! وأكدت الأيام ظنها وخوفها، فبعد أسبوع من الزواج اجتمع صديقاتها فى بيتها لتهنئتها وكانت أمها فى استقبالهن وإذا بصديقتها المقربة تكتشف أن أمها لم تتركها بمفردها من يوم الفرح فقد تركت شقتها وذهبت للحياة معهم، وهنا ازداد قلقها على صديقتها فتسلط هذه الأم ممكن أن يحول حياة صديقتها إلى مأساة، وها قد تم ما توقعت بدأت أمها فى ذلك اليوم تتعامل مع صديقات ابنتها بأسلوب منفر ومنتقد وبدأت تشعر بالغيرة على زوج ابنتها من صديقاتها وتحاول أن تبعده عنهم كلما سنحت الفرصة ليجلسا معا ويتحاورا، وشعرت صديقاتها بضيق شديد فهم من بيوت كريمة ويمتزن بحسن الخلق فكيف لها أن تتخيل أنهن سوف يسرقن زوج ابنتها، ولم يتحمل كبرياؤهن هذا الفعل المشين وقررن أن ينفصلن عن صديقتهن ويبتعدن عنها نهائيا حتى تهنأ أمها وتهدأ، وبكت الابنة لصديقتها المقربة وطلبت منها أن لا تبتعد عنها حتى لا تعود لوحدتها مرة ثانية، وكانت تمتاز الصديقة بالعقل وحسن التصرف، ولم ترض أن تحمل صديقتها أوزار أمها وقررت أن تبقى بجانبها للنهاية مهما فعلت أمها، وفرحت البنت جدا بقرار صديقتها ووعدتها أن تحميها من بطش أمها بها ولكن لم ترض الأيام عن هذا القرار وها هى أمها بدأت تزرع الشك فى قلب ابنتها فى كل امرأة تدخل شقتها أو تقترب من زوجها حتى أقرب الأقربين فكانت نظرتها وفكرها واحدة كلهن يردن خطف زوج ابنتها حتى المتزوجات منهن، وبدأ كل من حولها ينفر من تصرفات الأم وينئين بأنفسهن جانبا حتى يحمين أنفسهن من اتهاماتها الباطلة، التى كادت بها أن تفرق بين أزواج وزوجات فى العائلة. وبعد أن نجحت فى أن تصرف كل الناس بعيدا عن ابنتها وزوجها قررت التفرغ لإنهاء وجود صديقة ابنتها المقربة من حياتها وبدأت خطتها فى زرع الشك فى قلب ابنتها من صديقتها حتى حولت حياة ابنتها إلى مأساة فكل من حولها يريدون خيانتها وزوجها غير وفى ولم يخلص لها وتحولت ضحكاتها إلى صرخات ونحيب وتحول البيت الجميل إلى سجن تندد حيطانه بالتخبط والحزن والشك، ولم تستطع صديقتها مع هذه الحملة الشديدة عليها أن تصمد فى وجه هذه المرأة، فقررت الهروب والابتعاد عن صديقتها حماية لكرامتها وحفظاً على ماتبقى من حب لصديقتها فى قلبها، وفعلا تفرقا ومرت سنون، وفجأة وجدت صديقتها تتصل بها وتستغيث بها وتريد مقابلتها ضرورى رغم أنه مر على فراقهما أكثرمن ثلاث سنوات، فهرولت إليها صديقتها لتعلم ماذا حل بها، وإذا بها تصدمها بخبر طلاقها، فقد ضاق زوجها بتصرفات أمها ولم يعد يحتمل هذه الحياة الكئيبة مع امرأة مريضة، ولكن المصيبة الأكبر كانت فى اعتراف زوجها لها قبل الطلاق، فقد اضطر لكى يثبت براءته أمام زوجته أن يعترف لها بأن المرأة الوحيدة فى حياتها التى حاولت خيانتها معه هى.. أمها، نعم كانت أمها تحبه وتتمنى فراق ابنتها عنه لكى تمتلكه هى لنفسها، ولم تستطع الصديقة أن تتمالك نفسها من هول الصدمة، ولم تجد كلمات تسعفها فى هذا الموقف فالتزمت الصمت، إلا أن التساؤلات كادت أن تخنقها من الداخل ترى هل كل الجنة تحت أقدام الأمهات؟! وهل هذه الأم من الذين قال فيهم المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام: "أمك ثم أمك ثم أمك"، وهل هذه من الذين قال فيهم الحق عز وجل ((وصاحبهما فى الدنيا معروفًا)) لم تستطع الإجابة ولم أستطع الإجابة، لذا قررت أن أذهب لأستنشق هواء نظيفا طاهرا وأترك لكم أنتم الإجابة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة