أكرم القصاص - علا الشافعي

هبة المصرى تكتب: عندما يأتى وقت الحساب

الجمعة، 19 سبتمبر 2014 10:02 م
هبة المصرى تكتب: عندما يأتى وقت الحساب جانب من مظاهرات 25 يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لى صديقتان تربيت معهما وتعلمنا ودخلنا معترك الحياة العملية معا، وطبعا كنا متوافقين بمعظم آرائنا أو على الأقل فى القضايا الجوهرية، وشأن جميع بنات الطبقة المتوسطة كنا ملتزمين بالسلوك المعتدل فى كل شئون الحياة، حتى وصلنا لمرحلة الارتباط فتزوجت صديقتى الأولى ولنشير لها بحرف (س) بضابط بالقوات المسلحة، بينما تزوجت الأخرى ولنسميها (ص) محاميا وناشطا فى حقوق الإنسان لدرجة أن هذا النشاط كان يستنزف كل وقته وجهده وعملت معه صديقتى لأنها خريجة كلية الحقوق.

انشغلنا جميعا بحياتنا وأعمالنا لكن كنا نلتقى بين الحين والآخر، وبدأت ألاحظ تغييرات عليهما، فزوجة الضابط تعمل مهندسة وكان عملها وراتب زوجها يكفيان لتوفير حياة كريمة تقيم بشقة زوجها التى حصل عليها بالتقسيط من عمله بالجيش، وتستخدم سيارته البسيطة التى اشتراها أيضا بالتقسيط، لكن رغم هذه الالتزامات كانت السعادة واضحة عليها بحياتها الاجتماعية.

أما صديقتى الأخرى (ص) فكانت منذ البداية تشكو إهمال زوجها لها وللأسرة وانخراطه فى الحركات الحقوقية والثورية التى كانت تعترض عليها وتنصحه بالتفرغ للمحاماة ليصبح اسمه معروفا ويتمكن من الوفاء باحتياجات الأسرة التى يهملها، وكانت ردوده عليها بأن أنشطته السياسية والحقوقية كفيلة بشهرته وبالفعل بدأ يشارك ببعض برامج "التوك شو" بالفضائيات ويسافر خارج مصر لدول غربية وعربية للمشاركة بمؤتمرات وفعاليات لم تكن تعرف عنها شيئا، حتى قررت مجاراته بالأسلوب الذى اختاره ونشطت بدورها بالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية، وتبدل حالها للنقيض.

ارتفع صوتها الذى كان هامسا رقيقا، وراحت تهاجمنى وصديقتنا زوجة الضابط وتنتقدنا بأسوأ الألفاظ، وتصفنا تارة بأننا "فلول" وأخرى بأننا "عبيد البيادة" وتسخر منا بطريقة بذيئة لم تكن تستخدمها من قبل، حتى قررت وصديقتى مقاطعتها، حتى لا تتحول لقاءاتنا لمشاجرات ومهاترات، حتى اندلعت أحداث 25 يناير وعرفنا من صديقات مشتركات بيننا أنها طلقت من زوجها وأسست مركزا حقوقيا وصارت تظهر بالفضائيات لتكيل الاتهامات للجيش والشرطة والقضاء، وكنت وصديقتى نتابع تحولاتها بدهشة.

وبينما كنت مع صديقتى زوجة ضابط الجيش بسيارتها وهى تتحدث عنه بشفقة لأنه لا يراها سوى بضعة أيام شهريا ويعمل فى سيناء ضمن القوات التى تواجه الإرهابيين هناك، وكانت لا تنام قبل الاطمئنان عليه باتصال هاتفى، وفجأة وجدنا سيارة فاخرة يقترب سعرها من المليون تستوقفنا، وإذا بصديقتنا "الناشطة" تقودها وتدعونا لفنجان قهوة، وعلى مضض قبلنا دعوتها ربما بسبب العشرة القديمة والفضول لمعرفة أسباب تغيرها جذريا، واختارت فندقا فخما وهى تطمئننا بأنها صاحبة الدعوة.

لم تنتظر أسئلتنا لتتحدث عن نفسها وتؤكد أنها طلقت من زوجها لأسباب سياسية لأنه انشق على الحركة التى سبق وأقنعها بالانضمام لها، ورأت أنها محامية وتعلمت "أصول اللعبة" فأسست مركزا للدفاع عن المرأة وأجرت سلسلة ندوات وجولات ميدانية لتوثقها حتى تستكمل شروط الحصول على منحة أجنبية، وبالفعل حصلت على عدة منح من الخارجية الأميركية ومنظمات حقوقية بدول الاتحاد الأوروبى، وأنها لا تفكر بالزواج لانشغالها بما أسمته "الرسالة" التى تحملها على عاتقها.

التزمت وصديقتى زوجة الضابط الصمت ولم نعلق فراحت تتحدث مع الجارسون بعجرفة وكبرياء، ونظرت لصديقتى تسألها بسخرية عما حققته من ارتباطها بضابط يتقاضى راتبا يكاد يكفى التزامات أسرتها، ولماذا تقبل الاستمرار مع من أسمتهم "العسكر" وطبعا نالنى منها قسط من السخرية، بحديثها الاستفزازى الأمر الذى دفعنا للانصراف دون تناول القهوة.

كانت صديقتى زوجة الضابط منهارة لدرجة طلبت منى قيادة السيارة لأنها لا تتمكن من ذلك، فزوجها الذى تراه بضعة أيام قليلة شهريا ويعمل بمعسكرات تحت شمس حارقة ويواجه الموت بعمله، ورغم ذلك تسخر منه صديقتنا السابقة وتتطاول عليه لأنه يخدم بلده ويرضى بالقليل ليعيش حياة بالغة البساطة، بينما تتاجر الصديقة (ص) بهموم وقضايا النساء ليس لخدمتهن، لكن للحصول على أموال ضخمة اقتنت منها سيارة فاخرة وشقة بأرقى المدن الجديدة وتبدو أمام المجتمع كشخصية عامة، وراحت تتساءل بحسرة: هل هذا عدل أن يسخر الذين يعيشون بأموال مشبوهة ممن وضعوا حياتهم تحت تصرف الوطن؟.

لم أواسيها لكنى أكدت لها بثقتى بالله تعالى، و"مصر بعهدها الجديد" أنه لا يصح إلا الصحيح بالنهاية، وأن هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم "نشطاء" سيأتى يوم يحاسبون فيه على جرائمهم، وأنه ينبغى ألا تهتز بعينها صورة زوجها المقاتل بسبب النماذج المشبوهة فمصر لن تنسى الذين خاضوا معاركها ببسالة، واحتملوا أصعب الظروف التى تصل لدرجة الاستشهاد، وبالمقابل ستحاسب الذين تاجروا بها، وأهانوا جيشها الذى حماها من السقوط فى مستنقع الفوضى والإرهاب، وأمامنا دول مثل سوريا وليبيا نماذج لنعرف ماذا قدم رجال جيشنا لمصر، وكيف تمكنوا من عدم انزلاقها للخراب.

وأيضا سيأتى يوم تحاسب فيه مصر شعبا وقضاء هؤلاء المتربحين الذين مولتهم دول وجهات لاستخدامهم لتدمير الدولة التى تنطلق للأمام، وظهر معدن شعبها حين بادر بشراء شهادات استثمار قناة السويس فبعد مرور 8 أيام بحصيلة 61 مليار جنيه، بأكبر عملية مصرفية شهدتها البنوك المصرية، لتغطية تكلفة المشروع العملاق الأول للرئيس السيسى، عزف خلالها المصريون سيمفونية الوطنية الحقيقية، بمعدلات غير مسبوقة رغم الظروف الصعبة لبناء وطنهم بجهودهم الذاتية، لهذا يجب أن نتفاءل بمستقبل مصر، رغم أنف الإرهابيين والنشطاء المشبوهين وغيرهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

كنزي السيسي

حقا سيحاسب الجميع

عدد الردود 0

بواسطة:

جوجو محمد

سبوبه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة