أكرم القصاص - علا الشافعي

باحث:المصريون القدماء قدروا المتعلمين وجعلوا لهم نصيبا فى إدارة الدولة

السبت، 20 سبتمبر 2014 09:07 م
باحث:المصريون القدماء قدروا المتعلمين وجعلوا لهم نصيبا فى إدارة الدولة تمثال الكاتب المصرى
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الباحث الأثرى أحمد عامر، أن المصريين القدماء قدروا التعليم بسبب التفوق الذى يناله الرجال المتعلمون على غير المتعلمين فى شئون الحياة، فكان التعليم هو الحد الفاصل بين الطبقة الحاكمة والمحكومة، مشيرا إلی أن منهج التعليم فی مصر القديمة كان يهدف إلى ثلاثة أغراض أساسية هى تعليم الكتاب وتقويم السلوك والتدريب المهنى، ولم تكَن هذه الأغراض منفصلة بعضها عن البعض.
وقال عامر "إن من يتعلم ويصبح كاتبا فی مصر القديمة، كان يعفى من جميع الأعمال البدنية والمتاعب التى يتعرض لها غير المتعلمين، فمهنة الكاتب بالنسبة لهم وظيفة هيئة ليس فيها إرهاق جسدى، ومن أظهر نشاطا ولم يمهل كتبه وصل إلى أعلى المراتب فی الدولة".
وأضاف، أن الكاتب كان يعفى من التجنيد ويعطى له الحق فى ممارسة السلطة باعتباره موظفا رسميا له أهميته، وكان يتساوى فى المناسبات الرسمية مع الكبراء، وتتضح امتيازات الكاتب بجلاء عند المعاملة الضريبية إذ كان يعفى من الضرائب الزراعية، بل إنه هو نفسه كان ممثل السلطة الرسمية فى جبانة الضرائب وهو مطلق اليد فى تحصيلها.

وأشار عامر، إلی أنه تم تقسيم مراحل التعليم عند القدماء المصريين إلى ثلاث مراحل، فالمرحلة الأولى كانت مدتها من 4 إلى 5 سنوات كان ينبغى فيها أن يتعلم الصبى مبادئ القرأة والكتابة، فإذا انتهى من ذلك زودته المدرسة بلون من الثقافة وقسط من المعرفة، وكان يتم ذلك كله فى طور الصبا وفى دار للتعليم يسمونها "قاعة الدرس" يتهجى فيها الصبى مفردات اللغة ويتمرن على رسمها ونسخها، بالإضافة إلى تعلم بعض مبادئ اللغة وقواعدها.
وأوضح أن تلك المرحلة كان يعد فيها الصبى إعدادا يعينه على سلوك سبيل الحياة، والتخصص فى لون بعينه من ألوان التعليم أو تعمق مادة من مواد الدراسة إذا أتاحت له ظروف الحياة أن يستمر فى هذه المرحلة، لافتا إلی أن تراث الدولة القديمة لم يوضح تكافؤ الفرص فى التعليم، فلم تكن أبواب المدرسة مفتوحة أمام كافة أبناء الشعب وإنما كان مقصورا على أبناء أمراء الأقاليم وكبار موظفى الدولة، لافتا إلى أنه فى نهاية عصر الدولة القديمة تغير الحال فى البلاد ولم يعد هناك من قيود الحياة الطبقية ما يعوق النشء عن زيارة المدرسة، فيما اتسع المجال أمام المتعلمين فی الدولة الحديثة فى كسب العيش عن طريق تلك الوظيفة.
وأكد عامر، أن المرحلة المتوسطة من التعليم تعتبر امتداد للمرحلة الأولى، حيث كان الغرض منها التوسع فى التعليم عامةً أو الحظوة بلون من التخصص، ويبدو أن نظامها قد كان يتيح للتلاميذ أن يجمعوا بين ما ينبغى لهم من ألوان الدراسة النظرية وما يبتغون من الدراسة العملية، وكانت إدارات الحكومة ودواوينها المختلفة هى التى تتكفل بتنظيم الدراسة فى هذه المرحلة، وكان التلاميذ فى هذه المرحلة يجودون فى الكتابة ويحسنون النسخ ويحظون بمزيد من المعرفة ويستطيعون فى نفس الوقت أن يلموا ببعض أسرار الوظائف الحكومية ومقتضياتها، مشيرا إلی وثائق أثرية من عصر الرعامسة توضح صورة تلك المرحلة.
وبين أن المرحلة الثالثة من التعليم عند القدماء كانت مرحلة الاستزاداه من الدرس والتحصيل والتعمق والتوسع فيه، فهى تقابل فى عصرنا الحالى مرحلة "الدراسات العليا"، وكان مقرها "دار الحياة"، وكانت من ملحقات دور العبادة، منوها بأنه كان لتلك الدار مقام كبير، حيث كان يلتقى فيها الأئمة من كتاب مصر وأكثرهم علما وأغناهم معرفة وأوسعهم ثقافة، وفيها تؤلف الكتب وتدون الرسائل وتنسخ النصوص، ويتم تصنيفها وترتيبها وتبويبها فمنها الدينى والقانونى والطبى والسحرى والفلكى.
وأكد عامر، أن أكبر الظن أن المصريين القدماء قد عرفوا "دار الحياة" منذ أيام الدولة القديمة، وقد حملت اسم "بر عنخ"، وقد اشتهرت المعابد المصرية، ومنها "دار أون" فى عين شمس، وقد ظلت هذه الدار كما ظلت مدرسة الطب فى سايس تستقبلان الطلاب من الغرب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة