أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة يكتب: الجامعات المصرية تنتفض لمواجهة إرهاب "بعض الطلاب" .. الأسرة والمجتمع "خط الدفاع الأول" للتصدى لظاهرة الشغب والعنف الإخوانى داخل الحرم الجامعى

السبت، 20 سبتمبر 2014 03:59 م
محمد فودة يكتب: الجامعات المصرية تنتفض لمواجهة إرهاب "بعض الطلاب" .. الأسرة والمجتمع "خط الدفاع الأول" للتصدى لظاهرة الشغب والعنف الإخوانى داخل الحرم الجامعى السيد عبد الخالق وزير التعليم العالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسوأ ما فى حكم الإخوان الذى لم يدم لاكثر من عام من الظلم والقهر والإستبداد ، أنه استطاع ان يحول الزهور الى أشواك وأنه نجح فى أن يقتل براءة البراعم الشابة ويحولها الى كيانات إرهابية تحمل بين صدورها قلوب سوداء ملأها الغل والحد والكراهية فتحول طلاب الجامعات الى مايشبه القنابل الموقوته القابلة للإنفجار فى اى وقت وفى أى مكان حتى وإن كان هذا المكان هو الحرم الجامعى المقدس أوالمدرجات المخصصة لتلقى العلم وتحصيل الدروس .

فقد شهدت الجامعات المصرية ومنذ زوال حكم الجماعة الإرهابية المحظورة حالة من الإنفلات لم تشهدها من قبل ، كما تحولت أيضاً المدن الجامعية الى ما يشبه "الوكر" الذى يتم فيه ممارسة الإرهاب المنظم الذى استهدف فى المقام الأول حرق المنشآت التعليمية وتدمير البنية التحتية للمؤسسات العلمية فى كافة انحاء مصر وإن كانت جامعات العاصمة قد اخذت النصيب الاكبر من هذا العنف والإنفلات والحرق والتدمير باعتبارها جامعات كبرى تحظى بشهرة ليست فى الداخل وحسب بل انها تحظى بمكانة مرموقة بين جامعات العالم.

وتسببت تلك الفوضى فى إحداث خلل ما فى المنظومة التعليمية بالجامعات مما يبرر ظهور هذه القرارات المهمة التى اتخذها مؤخراً وزير التعليم العالى الدكتور السيد عبد الخالق فى إطار الاستعدادات لإستقبال العام الدراسى الجديد ، فقد أشار وبشكل قاطع الى أن تجاوزات العام الماضى لا يمكن أن تتكرر, مشددا على ألا يكون هناك أى نشاط حزبى داخل الجامعة بل كان اكثر حزماً وهو يهدد بأن الطالب الذى سيقوم برفع أية شعارات سياسية أو دينية سوف يتعرض لعقوبات رادعة لم تكن تخطر على باله ولا على بال من يحركونه سواء من هم فى الداخل او حلفائهم فى الخارج.

لقد انتهى الدكتور السيد عبد الخالق فى اجتماعه مع المجلس الأعلى للجامعات من بحث أساليب تأمين الجامعات المصرية قبل بدء العام الجديد وخاصة تأمين البوابات من خلال شركات خاصة بالأمن، والحرص على تنظيم دخول الطلاب إلى الجامعات والمدن الجامعية بها وذلك من خلال بطاقات ممغنطة ، وتفعيل البروتوكول الموقع بين المجلس الأعلى للجامعات ووزارة الداخلية الى جانب السعى نحو زيادة عدد أفراد الأمن الإدارى بالجامعات وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك.

وعلى الرغم من أن تلك القرارات التى اتخذها وزير التعليم العالى تبدو فى مجملها قوية وحازمة وتفوق كثيراً ما كان يحدث من قبل فى مواجهة مثل تلك الحالات "المستفزة" إلا أن التخوف من تكرار ما حدث من انفلات طلابى خلال العام الماضى ما يزال قائما فخلال العام الدراسى الماضى لم يكن هناك ما ينبئ بكل ما حدث فقد فوجئنا بهذا الكم الهائل من العنف والإرهاب الذى مارسه الطلاب المنتمون لجماعة الإخوان المحظورة وكأن هؤلاء الطلاب "المنفلتين" قد انشقت الأرض بشكل مباغت واخرجتهم فى لحظة لم نكن نحسب لها أى حساب . حيث قاموا بتخريب وتدمير جامعاتهم والمدن الجامعية التى تؤويهم دعماً للجماعة الإرهابية، فى حين وقف الأمن وإدارات الجامعات عاجزين عن مجابهة هؤلاء الطلاب الذين حرقوا وخربوا المنشآت.

إن الأحداث العاصفة التى شهدتها الجامعات فى العام الماضى ما تزال تلقى بظلالها علي المؤسسات التعليمية حتى الآن، فها هو العام الدراسى الجديد بدأت بشائره تلوح فى الأفق، وبدأت معه المخاوف من تكرار الأحداث الدامية التى شهدتها تلك الجامعات مرة أخرى، ومن ثم بدأت كل جامعة تفكر فى إيجاد وسائل لكبح جماح طلاب الإخوان الذين تم استغلالهم أسوأ استغلال فى العام الماضى، فأصبح الشغل الشاغل لكل جامعات مصر الآن هو منع دخول هؤلاء الطلاب مدنها الجامعية لضمان استقرار العام الجامعى، أما المدن الجامعية فحدث ولا حرج فقد شهدت هذه المدن أحداثاً دامية شملت الضرب والحرق والصدام مع الشرطة فى مدن الأزهر والقاهرة وعين شمس الجامعية، وأصبحت الأضواء مسلطة على تلك المدن الجامعية التى كانت تعد مكاناً لإقامة الطلبة المغتربين، وكشفت أحداث العام الماضى عن تغلغل جماعة الإخوان الإرهابية داخل تلك المدن وسيطرتها على عقول الطلاب الريفيين، ولهذا السبب كانت المواجهات فيها عنيفة جداً وصلت لحد استخراج أسلحة من غرف بعض الطلبة، وتصنيع الطلاب للمولوتوف داخلها.

وهنا السؤال الاهم والذى يطرح نفسه بقوة فى تلك الأجواء الملتهبة وغير المستقرة هو: من المسئول عن تحول هؤلاء الطلاب من طلاب علم الى معاول هدم لمؤسسات الدولة وكيف قد تحولوا فجاة الى مجرد أدوات للتخريب تحركها أياد خفيه تعمل فى جنح الظلام لصالح جماعة إرهابية تمولها دول اجنبية لا تحب لمصر أى استقرار .

اعتقد أن الإجابة المنطقية تشير الى أن الاسرة عليها يقع على عاتقها دور كبير فى تلك الكارثة فأين الاسرة من أبنائها الذين تحولوا بقدرة قادر الى بلطجية وقلتة وأصحاب سوابق ، فلو كانت هناك رقابة أسرية على الأبناء ما كانوا قد وصل بهم الحال الى ما أصبحوا عليه الآن ، صحيح ان الغالبية العظمى من هؤلاء الطلاب الذين حولوا المدن الجامعية الى معسكرات للإرهاب ليسوا من أبناء العاصمة بل هم فى حقيقة الامر من أبناء الاقاليم ومن أبناء الطبقات الفقيرة التى استغلت جماعة الإخوان ظروفهم المعيشيية الصعبة واغرقتهم بالمغريات والانفاق عليهم وتوفير احتياجاتهم الضرورية وتوفير مصروفات الدراسة وغيرها من مستلزمات العملية التعليمية فى الجامعات ولكن ليس هذا مبرراً لأن تتخلى الأسرة عن دورها التربوى فى إبعاد ابنائها عن الإحتكاك بالعناصر الإخوانية التى كانت تخطط وتعد العدة للإنقضاض على مفاصل الدولة من خلال استغلال هؤلاء الطلبة فى تنفيذ مخططاتهم الشيطانية.

لذا فإننى اطالب الأسرة المصرية وعلى وجه الخصوص الأم التاى لها مكانتها المقدسة لدى الأبناء بأن تضطلع بالدور المنوط بها ووتفرض سيطرتها على أبنائها لتعيد الأمور الى طبيعتها وأن ويقف البيت المصرى جنباً الى جنب الدولة فى حث هؤلاء القلة من الطلاب المنفلتين على الإستجابة لنداء الوطن حتى يعود الطالب كما كان من قبل مهمته الأساسية هى الدراسة وتلقى العلم فقط من أجل أن يصبح فيما بعد مواطناً صالحاً يمتلك من العلم ما يؤهله للإسهام فى النهوض بالمجتمع.. كما أرضى ضرورة ان يقوم الإعلام أيضاً بدوره فى توعية الطلاب بأهمية التركيز على تلقى العلم فقط والإبتعاد عن تلك الافكار المسمومة التى يتلقونها من المحرضين على ارتكاب أفعال إرهابية ، فالإعلام قادر على تشكيل وعى ووجدان الطلاب طالما كان إعلاماً قائماً على اسس سليمة وبعيداً عن التوجهات السياسية لهذا التيار او ذاك.

إننى على يقين من أن ما يفعله وزير التعليم العالى من محاولات لتقويم السلوكيات الخاطئة التى يرتكبها الطلاب فى الجامعات لن تؤتى ثمارها ولن تتحقق الاهداف المرجوة منها إلا بتضافر كافة الجهود وفى مقدمتها جهود البيت الذى هو بمثابة العمود الفقرى فى خلق جيل جديد لا يعرف العنف ويحترم الدولة ويعى جيداً ان وظيفته فقط هى طلب العلم.

هيبة الدولة أصبحت الأن فى اختبار صعب وأصبحت مسألة غاية فى الخطورة و لا تحتمل أى نسبة خطأ وهو ما يستوجب ضرورة أن تقوم اجهزة الدولة بالتعامل بكل حزم وقوة مع كل من تسول له نفسه من الطلاب أن يكرر ما حدث فى العام الدراسى الماضى .. وهى مهمة ليست صعبة او مستحيلة ولكنها تتطلب نوعاً من الحكمة فى إدارة الازمة.

أما هؤلاء الإرهابيين الذين يحركون الطلاب بـ "الريموت كونترول" وعبر وسائل متعددة وإن كانوا قد نجحوا فى تنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية خلال العام الدراسى الماضى فإنهم وبكل تأكيد لن تقوم لهم قائمة مرة أخرى بعد الآن خاصة فى ظل هذه اليقظة من جانب الدولة والتى ترجمها بشكل عملى الدكتور أحمد عبد الخالق وزير التعليم العالى بتلك القرارت الجريئة والتى أراها فى غاية الاهمية وتتسق مع الدولة القوية التى تتشكل ملامحها الآن حيث تفوح منها رائحة الدولة القوية التى لن تفرط مرة اخرى فى هيبتها ولن تتسامح مع أى شخص يحاول الإقتراب من المنشآت العامة التى هى اصلاً ملك للشعب ولابناء الشعب .. وإن شاء الله ستكون تلك الصحوة من جانب وزارة التعليم العالى بمثابة بداية النهاية للجماعة الإرهابية ومن هم على شاكلتها ، وأدعو من الله العلى القدير أن يجعل كيدهم فى نحرهم ويأخذهم اخذ عزيز مقتدر إذا حاولوا تكرار ما فعلوه من انفلات فى العام الدراسى السابق ، فإن فكرت تلك العصابة الإرهابية تكرار ما حدث من قبل فسوف تكون قد حفرت قبرها بنفسها.. فها هى الجامعات المصرية تنتفض من جديد لمواجهة هذا الخطر وها هى تقف على قلب رجل واحد فى مواجهة "طيش" بعض الطلاب لأن تلك التصرفات لم يكن لها وجود فى جامعاتنا قبل أن يظهر فى حياتنا هؤلاء الأفاقين الذين استخدوا الدين ستاراً لارتكاب أفعالهم الإجرامية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة