أكرم القصاص - علا الشافعي

جمال المتولى جمعة يكتب: الحج رحلة إلى الله

الإثنين، 22 سبتمبر 2014 02:12 م
جمال المتولى جمعة يكتب: الحج رحلة إلى الله حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحج مشهد إسلامى فريد ومهيب، فهو نعمة ومنة من الله على هذه الأمة الإسلامية الذى تتوحد فيه الألسن على تلبية واحدة (لبيك اللهم لبيك)، وتتوحد فيه الأبدان على رحلة واحدة (عرفات ومزدلفة ومنى)، تتوحد فيه القلوب على رغبة واحدة، الرحمة والمغفرة من الله عز وجل.

قال تعالى"وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم " (الحج 28.27).

هذا التجمع السنوى الكبير بلباس واحد وأعمال واحدة تتجلى فيه الدروس والعبر، فتستشعر القلوب يوم لقاء الواحد الديان فى يوم الحشر العظيم الذى يحاسب الله فيه العباد على كل كبيرة وصغيرة.

الحج اجتماع وألفة وتجانس وعصمة، فيه تزول الفوارق والمشاحنات والاختلافات، وهى نعمة لا تدانيها نعمة. يلتقى المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها فيتعارفون ويتناصحون ويعرف بعضهم بعضا. ويتعاونون جميعا على البر والتقوى كما أمرهم الله سبحانه وتعالى.

يجب أن نضع فى أذهاننا أن الحج رحلة إلى الله قد جعلت فى العمر مرة واحدة، لأنها الرحلة قبل الأخيرة، الرحلة الأخيرة إلى الدار الآخرة، فهذه الرحلة إلى الله قبل أن نغادر الدنيا مغادرة نهائية لا عودة إليها أبدا.

ليست هناك شعيرة من شعائر الإسلام تشمل معنى الوحدة كما تتمثل فى شعيرة الحج، حيث القبلة واحدة والزى واحد والرب واحد والهتاف واحد والتجمع الرهيب والمهيب فى يوم عرفة.

قال بعض العلماء إن الحج من أفضل العبادات لاشتماله على عبادة إنفاق المال وعلى عبادة روحية وعلى عبادة التفرغ، ففيه معنى القيام ومعنى الصلاة ومعنى الاعتكاف ومعنى المرابطة فى سبيل الله ومعنى الغزو ومعنى تلبية الدعوة فكل هذه المعانى مجموعة فى الحج.

فالحاج يمكث أياما طويلة فى رحاب بيت الله الحرام حول الكعبة وفى المسعى وفى منى وفى عرفات فتارة يصلى وتارة يطوف وتارة يسعى وتارة يدعو وتارة يبتهل إلى الله وتارة يذكر الله ويتلو القرآن وتارة يتصدق وتارة يقدم الهدى.

الحاج ينتقل نقلة نوعية من المعصية إلى الطاعة، ومن الإسلام إلى الإيمان ومن الإيمان إلى الإحسان.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".

الذى يلفت النظر أن العبادة فى الأصل اتصال بالله عز وجل، وهناك مناسبة للاتصال بالله يوميا وهى الصلوات الخمس، فهذا اجتماع مصغر يلتقى فيه أصحاب الحى فى اليوم خمس مرات. وهناك عبادات تؤدى كل أسبوع وهى صلاة الجمعة وهى اجتماع أسبوعى ثم يأتى اجتماع فى السنة مرتين هو الاجتماع لصلاة العيدين، وهناك عبادة تؤدى مرة واحدة فى العمر، وهى عبادة الحج هذا الاجتماع الكبير فيه منافع كثيرة، كما قال الله عز وجل "ليشهدوا منافع لهم"، وهو الاجتماع السنوى للمسلمين من كل بقاع الأرض. وهناك عبادة تؤدى كل عام وهى عبادة الصوم.

فالحج عملية صلح مع الله ومع الصلح فتح صفحة جديدة بالضبط مثل دفتر الحسابات: من، وإلى، وذمم، وديون، وحسابات معقدة، فحينما يحج العبد إلى ربه عز وجل كل هذه الصفحات تطوى وتفتح صفحة جديدة مع الله عز وجل.

رغب النبى صلى الله عليه وسلم فى أداء فريضة الحج ففى الحديث الشريف "سأل رجل النبى صلى الله عليه وسلم أى الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال ثم الجهاد فى سبيل الله قال: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور وقال صلى الله عليه وسلم" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه.

إن الأيام العشرة الأوائل من ذى الحجة لها فضل كبير عند الله عز وجل ومن العبادات المستحبة فيها الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم والنوافل والصدقات المادية والصيام، والقيام لكونه من أفضل العبادات الصالحة. وذبح الأضاحى.
وهناك غاية عظمى لابد من استغلالها فى هذا التجمع المهيب الذى يوجب على المسلمين السعى نحوه هو القوة والتوحد فيستغل المسلمون هذا المؤتمر العالمى غير المسبوق فى معالجة مشاكل دينهم ودنياهم لتتحقق لهم العزة والكرامة.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

على العزيزى

مبروك للحجاح

عدد الردود 0

بواسطة:

المصرى الاصيل

يارب اوعدنا بجج بينك الكريم

يار ب اوعدنا بحح بيتك الكريم

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء سليم

الحج من مال حلال

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد داود

فضل الايام العشر من ذى الحجة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد العابد

فرصة عظيمة

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء البسيونى

الحج والعمرة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة