أكرم القصاص - علا الشافعي

الصحف العالمية تصف الأحداث اليمنية بـ"نصف انقلاب" بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.. بقاء اليمن كدولة ديمقراطية يواجه تحديا سياسيا حقيقيا.. والمتمردون الشيعة يسعون لسيطرة مثل قبضة حزب الله فى لبنان

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014 01:40 م
الصحف العالمية تصف الأحداث اليمنية بـ"نصف انقلاب" بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.. بقاء اليمن كدولة ديمقراطية يواجه تحديا سياسيا حقيقيا.. والمتمردون الشيعة يسعون لسيطرة مثل قبضة حزب الله فى لبنان الحوثيون – أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حظيت التطورات اليمنية باهتمام الصحافة العالمية على مدار الأيام الماضية، وقالت إذاعة صوت أمريكا، إنه على الرغم من الاتفاق بين الحكومة والحوثيين، إلا أن هؤلاء المتمردين الذين يعرفون أيضا باسم أنصار الله، أمضوا يوم الأحد الماضى، يوم توقيع الاتفاق وهم يغيرون على منازل معارضيهم ويؤسسون لأنفسهم وجودا عسكريا فى صنعاء العاصمة فيما وصفه أحد الخبراء بأنه "نصف انقلاب".

ونقلت صوت أمريكا عن الكاتب الصحفى حكيم العمسموارى، رئيس تحرير جريدة "يمن بوست" الصادرة بالإنجليزية، قوله إن الحوثيين سيطروا على صنعاء، ويبدو أنهم أملوا شروط المستقبل السياسى للبلاد، ويقول إنه صحيح أن الأمور هدأت إلا أن الحوثيين الآن يسيطرون على كل جزء تقريبا فى الحكومة. فالمئات من المسلحين الحوثيين موجودون فى كل ركن فى العاصمة لضمان أن يتم تلبية مطالبهم، واليوم يمثل عهدا جديدا فى السياسة اليمنية، سواء على الصعيد الداخلى أو فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد.

بينما دافعت الحكومة اليمنية عن الاتفاق مع الحوثيين، وقال المتحدث باسم الحكومة للشبكة الأمريكية، إنه عندما اختار الرئيس عبد ربه منصور بين الصراع العسكرى أو اتفاق السلام، استخدم ضبط النفس من أجل تجنب المزيد من إراقة الدماء.

من جانبه، قال تشارلز شيمسز، الخبير فى الشئون اليمنية بمعهد الشرق الأوسط، إن وجود الحوثيين فى صنعاء وتوقيع اتفاق سلام يمثل نصف انقلاب. ووصف الأمر بأنه مربك، فقراءة الوضع الراهن على أن المتمردين سيطروا على العاصمة وأطاحوا بالحكومة حقيقى إلى حد ما.

أما شبكة "بى بى سى" البريطانية، فقالت، إن اتفاق السلام حقق مكاسب للأقلية الشيعية الزيدية المعروفة باسم الحوثيين، الذى توسعوا خارج معاقلهم الشمالية فى صعدا فى أعقاب ثورة 2011. ورأت بى بى سى أن بقاء اليمن كديمقراطية يواجه تحديا سياسيا على الرغم من اتفاق السلام الذى تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدقة بين الحكومة والحوثيين.

وقالت إنه رغم وجود شعور بالراحة بين سكان صنعاء فى أعقاب الاشتباكات العنيفة التى خشى الكثيرون من احتمال أن تؤدى إلى حربا أهلية أكبر، فلا يزال الكثيرون قلقون بشأن مستقبل البلاد بعدما أكد الحوثيين موقفهم وفرضوا تغيير الحكومة عن طريق العنف.

وقالت بى بى سى، إن الغياب الواضح فى الأمن أو جهاز شرطة فعال حتى مع استمرار فرض الحوثيين لسيطرتهم على مبانى الحكومة الرئيسية بعد توقيع الاتفاق قد أدى إلى تصعيد تلك المخاوف من أن الحوثيين هم من لهم السيطرة الفعلية الآن فى العاصمة.

وكالة راى نوفوستى الروسية، تناولت أحداث اليمن إقليميا، وقالت، إن تلك الأحداث ربما تبدو غير ذات صلة نهائيا بالحرب فى سوريا، إلا أنها مهمة جدا فى تغيير أساسيات إقليمية تحدد الاستراتيجية الأمريكية والسعودية ضد دمشق.

فضم الحوثيين للحكومة اليمنية وإظهارهم السريع والماهر للقوة والنفوذ وضع السعودية فى حالة دفاع إستراتيجى، ليس فقط لأنها لا تحتاج إلى مواجهة احتمال وجود حكومة صديقة لإيران على حدودها الجنوبية، لكن يبدو أن إيران تعمل على تدعيم الدائرة الشيعية، وهو الأمر الذى يبشر بالخير لسوريا، حيث يواجه السعوديون معضلة بشأن مدى استخدام القوة فى متابعة تغيير النظام فى دمشق والمخاطر بزعزعة استقرار شيعية فى الداخل، أو التفاوض مع إيران عدوتها اللدود والتوصل إلى اتفاق لتخفيف كل التطورات.

أما صحيفة "جولف نيوز" الإماراتية، فقالت إن الحوثيين يسعون إلى سيطرة على اليمن أشبه بقبضة حزب الله فى لبنان، ونقلت الصحيفة عن محللين يمنيين قولهم، إن الحوثيين لن يسعوا إلى نسخ الثورة الإيرانية فى اليمن، ولكنهم سيسعون إلى قبضة أشبه لقبضة حزب الله فى لبنان. وقال أحد المحللين، إن المتمردين فى شمال اليمن لا يزالون لا يحظون بنفس الدعم فى محافظات كثيرة فى البلاد مثل الجنوب، ومن المستحيل أن يعلن الحوثيين دولة شيعية فى اليمن فى الوقت الراهن لأنهم لا يملكون خبرة سياسية أو إدارية، وتوقع الكاتب فتيحى بن لازيرج أن يكرر الحوثيين تجرية حزب الإصلاح الإسلامى عندما هزموا على عبد الله صالح عام 2011.


موضوعات متعلقة

نائب مدير بروكينجز: الحكومة الانتقالية اليمنية لم تعالج مظالم "الحوثيين".. ويتهمها بانتهاج أسلوب النظام الماضى.. واشنطن قد تميل للحوثيين باليمن لتحقيق الاستقرار.. ويدعو لمشاركة "الإخوان" فى السلطة








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة