أكرم القصاص - علا الشافعي

الفايننشيال تايمز: العالم يشهد عودة إلى العصور القومية رغم تقدم التكنولوجيا

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014 03:52 م
الفايننشيال تايمز: العالم يشهد عودة إلى العصور القومية رغم تقدم التكنولوجيا صورة ارشيفية
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت "الفايننشيال تايمز" تقريرًا يرصد ظاهرة عودة الحس القومى إلى الكثير من البلدان رغم تقدم وسائل التكنولوجيا التى تصب فى اتجاه العولمة، معتبرة الاستفتاء الأخير الذى أجرته اسكتلندا لمحاولة الانفصال عن بريطانيا خير دليل على انتشار الظاهرة فى القارة العجوز التى عملت خلال الـ50 عامًا الماضية على إذابة الحدود الفاصلة بين بلدانها.

يلتفت التقرير إلى كتاب Borderless World أو "عالم بلا حدود فاصلة" الذى ألفه المفكر اليابانى "كينيتشى أوهماى" قبل ربع قرن ليدشن به بداية عالم جديد لا يعترف بالحدود فى ظل تقدم التكنولوجيا التقنية والارتباط الاقتصادى بين الأمم، وقد ظل الكتاب نبراسًا لظاهرة العولمة، وتحول إلى ما يشبه المسلمات بعد انفجار ثورة الاتصالات التى حولت العالم إلى قرية واحدة مترابطة رغم تفاوت مستويات التقدم.

ويوضح التقرير أنه بعد 25 عامًا من تأليف الكتاب الذى بشر بعالم لا يعرف الحدود أو العصبية القومية، تعود القومية بقوة فى العديد من الأقطار الأوروبية والآسيوية ناهيك عن الشرق الأوسط الذى ظلت تحكمه أنظمة عسكرية تقدس فكرة الوطن والحدود بعيدا عن تيار العولمة الجارف.

يرصد التقرير دلالات تلك العودة فى الاستفتاء الأخير الذى أجرته اسكتلندا للانفصال عن بريطانيا، والذى تابعته بشغف أمم أخرى تحلم بالانفصال مثل إقليم الكيبيك فى كندا وكتالونيا فى إسبانيا، ويلتفت أيضا إلى ظاهرة الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" الذى يفصح تدخله الأخير فى الأزمة الأوكرانية عن تعصب قومى يحلم بإعادة أمجاد الإتحاد السوفيتى المنهار منذ ربع قرن.

يعتبر التقرير أيضا صعود الأحزاب ذات العصبية القومية فى كل من بريطانيا، وهولندا وفرنسا والسويد، التى تناهض ظاهرة الهجرة والتمازج مع الشعوب الوافدة مؤشرًا آخر إلى عودة العالم إلى ما قبل عصر التقنية لتبنى أفكار محلية تشجع التعصب القومى وتقدس الحدود الفاصلة عن الأمم الأخرى.

يحلل التقرير أسباب الظاهرة التى تفشت أيضا فى بلدان مثل الصين والهند واليابان، حيث بدأت نزاعات حدودية تطفو على السطح رغم التقدم الاقتصادى الهائل الذى تحققه تلك البلدان، ملتفتا إلى استطلاعات تحمل مشاعر سلبية متبادلة بين أبناء تلك البلدان، مما يبشر بنزاع مسلح قد يندلع فتيله فى اى وقت فى المستقبل.

يرى التقرير أن الحروب والأزمات الاقتصادية التى تسبب موجات كبيرة من الهجرة تعتبر أحد أسباب عودة ظاهرة التعصب القومى التى تعتبر سباحة ضد تيار العصر الحالى، غير ناسى الإغراء الذى تسببه العولمة لاحتضان القيم والأفكار المحلية والتعصب لها كجزء لا يتجزأ من هوية المواطن.

وبالنسبة للشرق الأوسط فيعتبر التقرير ظهور حركات اسلامية مثل داعش لا تعترف بالحدود أو المواطنة أمر يستدعى مواجهته بأيديولوجيات مضادة، مثل تلك التى تتواجد فى مصر صاحبة أكبر عدد من السكان فى العالم العربى، حيث جاء فى سدة الحكم نظام ذو خلفية عسكرية يتبنى التفكير القومى المناهض للتيارات الإسلامية الأصولية.

ينتهى التقرير بالتنبؤ بنهاية النظرية التى دعى إليها المفكر اليابانى "أوهماى" فى كتابه Borderless world قبل 25 عامًا فى ظل عالم يشهد الكثير من الأزمات الاقتصادية مؤخرا، ليحل مكانها التعصب القومى مرة أخرى فى عصر التكنولوجيا الرقمية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة