أكرم القصاص - علا الشافعي

كتاب "العرب الجدد" يناقش دور الشباب بعد ثورة يناير

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014 11:10 ص
كتاب "العرب الجدد" يناقش دور الشباب بعد ثورة يناير ثورة يناير
(أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الغرب قامت قيامة الباحثين حول الربيع العربى وفى القلب منه دور الشباب وهمومهم وأحلامهم، فمتى تقوم قيامة الباحثين العرب؟

صحيح أن العديد من المقالات والاجتهادات الصحفية تتواتر فى العالم العربى حول الشباب وهمومه ومشاكله وتطلعاته ودوره فى خضم ما عرف بالربيع العربى، ولكن من الصحيح أيضا أن هناك حاجة لدراسات ثقافية وكتب رفيعة المستوى بحثيا تعالج بالعمق وبمنظور عربى كل هذه القضايا الشبابية الملحة، وإلا فإن الساحة ستبقى حكرا على كتب تصدر فى الغرب مثل هذا الكتاب الجديد.

والكتاب الجديد صدر بالانجليزية للمؤرخ الأمريكى جوان كول بعنوان:"العرب الجدد:كيف يغير الجيل الألفى الشرق الأوسط؟" وهو يسعى للإجابة عن أسئلة تهمنا فى هذه المنطقة من بينها سؤال :"هل كان الفيس بوك مسؤولا عن الربيع العربى"؟

ثم أن هذا الكتاب يهم هؤلاء الذين يبحثون فى طبيعة "القوة التغييرية للشباب" وبالتأكيد فهو يستدعى للأذهان صور المتظاهرين فى ميدان التحرير بقلب القاهرة ومؤلفه صاحب اهتمامات واسعة بالتطورات فى العالم العربى وله مدونة الكترونية تركز على هذه التطورات من منظور صاحبها ورؤيته الثقافية.

ويرى جوان كول أن الجيل الجديد من الشباب العربى مختلف كثيرا عن الأجيال السابقة وأن الكثير من نجاحات هذا الجيل فى إنجاز ما يعرف بالربيع العربى يرجع لاستخدامه وسائل الاتصال الاجتماعى.

وحتى تكون رؤيته مدعومة بحقائق ملموسة يورد الكتاب الجديد أرقاما من بينها أن عدد الشباب التونسى الذى يستخدم وسائل الاتصال الاجتماعى أو "شباب الأون لاين فى تونس" تضاعف ليصل إلى 1,7 مليون بين عامى 2006 و2008 وتضاعف مرة أخرى فى غضون عام واحد كانت نسبة الذين لديهم هواتف محمولة قد بلغت 90 بالمائة من مجموع عدد السكان المقدر بعشرة ملايين نسمة فيما تتصاعد أعداد مستخدمى الفيس بوك.

أما فى مصر فإن نسبة تصل إلى 46 بالمائة من مجموع سكان الحضر كانوا قد شقوا طريقهم لعالم الفضاء الالكترونى وعرفوا "الأون لاين" بحلول عام 2012 وبلغت النسبة 40 بالمائة لهؤلاء المصريين الذين لديهم هواتف محمولة مزودة بإمكانات الإنترنت وقدرات العصر الرقمى.

هذا السرد الشامل للأحداث السياسية التى هزت المنطقة العربية يشكل مصدرا حيويا لهؤلاء الذين يريدون فهم هذه الحقبة العاصفة، وخاصة الرؤية الغربية للقوة التغييرية للشباب العربى فى تلك الحقبة، ومرة أخرى يورد الكتاب أرقاما دالة مثل نسب البطالة والتى تراوح ما بين ربع وثلث مجموع الشباب فى العالم العربى وترتفع كلما ارتفعت مستويات التعليم .

هكذا يمكن تأمل دلالة تقدم ثمانية ملايين مصرى بطلبات للهجرة إلى الولايات المتحدة فى عام 2006 والتسابق بينهم بحثا عما يعرف بالبطاقة الأمريكية الخضراء، وعندما جاء عام 2008 كان ما يقرب من نصف الشباب فى مصر يتطلعون للسفر للخارج ويربط الكتاب بين مثل هذه الظاهرة، والدور الذى قام به الشباب خاصة من الشرائح الدنيا للطبقة الوسطى فى ثورة 25 يناير 2011 إلى جانب الدور الذى لعبته بعض النقابات.

ثم يتجه جوان كول لبحث ذلك كله فى سياق عالمى أوسع يتضمن أزمة الكساد الاقتصادى و"تجفيف فرص العمل" مع ارتفاع فى أسعار السلع والخدمات الأساسية وكلها عوامل أسهمت فى تعبئة الشباب فى دول كمصر وتونس، وكانت وراء الحراك المثير لجيل فى العشرينيات من عمره لكن لا يمكن القول كما يوضح هذا الكتاب أن الثورة كانت ثورة الشباب وحدهم .

فنظرة لصور ميادين الثورة وأشهرها ميدان التحرير تكشف فورا عن كثير من المتظاهرين الذين غزا الشيب مفارق شعرهم وهنا تكشف دراسة مسحية لجامعة كامبردج عن حقيقة مثيرة للاهتمام وهى أن عدد الذين تجاوزوا حاجز الـ35 عاما وشاركوا فى الاحتجاجات كان اكبر ولو قليلا من الذين مازالوا اقل من هذا الحاجز.

حقيقة لعلها تدفع أولئك الذين يصورون كل ما حدث فيما عرف بالربيع العربى وكأنه لا يرجع الا للشباب المتعلم والذى يعانى من البطالة ومع ذلك فان العبارة المستخدمة فى هذا السياق التفسيرى لحقيقة ما جرى فى الربيع العربى وهى "الفقاعة الشبابية" قد تكون موضع تحفظ تماما كما قد يتحفظ البعض على الرؤية الغربية التى منحت أهمية بالغة لدور وسائل الاتصال الاجتماعى فى الربيع العربى بقدر ما أغفلت أو قللت من تأثير عوامل أخرى.


إنما الواقع يشهد على أن الإحباط امتد ليشمل فئات متعددة وشرائح واسعة بغض النظر عن الفئة العمرية أو الانتماء الجيلى وعانى الواقع العربى من الطابع المزعج للفساد فى أوجه الحياة اليومية فيما شعر الكثير من البشر فى تلك المنطقة بأنهم عرضة للتلوث المدمر لأى معان للحياة الكريمة.

وعندما حان الوقت كان الشباب هم الذين أشعلوا شرارة الثورة وبدأوا الاحتجاجات فى الشوارع غير أن الكبار من الآباء هم الذين جعلوا هذه الأحداث لا تتوقف إلا بإسقاط الأنظمة الفاسدة والكثير من هؤلاء الكبار قد لا يستخدمون الإنترنت الذى منحه الكتاب الجديد "وظيفة توليدية فى العملية الثورية التى عرفت بالربيع العربى".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى محمد سيد حماد عثمان على عبداللة

ثورة جديدة قادمة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة