معركة تجسيد الأنبياء بالدارما.. وزير الثقافة: أوافق على تشخيصهم ورجال الأزهر معارضون لكل جديد.. وكبار العلماء: لا يجوز شرعا.. والبحوث الإسلامية: منطلق التحريم درء المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014 04:24 ص
معركة تجسيد الأنبياء بالدارما.. وزير الثقافة: أوافق على تشخيصهم ورجال الأزهر معارضون لكل جديد.. وكبار العلماء: لا يجوز شرعا.. والبحوث الإسلامية: منطلق التحريم درء المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاد مرة أخرى الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، بتصريحات مثيرة للجدل حول موافقته على تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الدرامية، وزاد باتهامه أن هناك بعض رجال الأزهر من المحافظين معارضين لكل ما هو جديد، موضحاً أن وجود الإخوان والتأثير السلفى فى الفترة الماضية جعل هناك خوفا من أى شىء، وذلك فى حواره مع قناة العربية، وكان الأزهر قد أكد منذ فترة على أن تجسيد الأنبياء أمر مخالف للدستور، ولا يجوز شرعا.

وأفتت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أكبر هيئة علمية دينية فى مصر والعالم الإسلامى، أن الأنبياء والرسل لا يجوز شرعا تجسيدهم فى الأعمال الفنية؛ لأن الأعمال الفنية تسعى لتجسيد الواقع، بينما حياة الأنبياء وسيرهم فيها من الوحى والإعجاز والصلات بالسماء ما يستحيل تجسيده وتمثيله، ومن ثم فإن تجسيدهم إساءة محققة إلى سيرتهم وحياتهم.

وأكدت الهيئة أنَّ الأزهر الشريف - بنصِّ الدستور - القائم على بيان الرأى الشرعى، فيما يتعلَّقُ بالفكر والثقافة والاجتماع والاقتصاد؛ ولذلك فلا بُدَّ للأزهر من القيام بواجبِه إزاء ما يُثار فى هذه الميادين.

وتابعت، أنَّ الأزهرَ ليس سلطةَ منعٍ ولا مُصادرة، وليس ذلك من صلاحياته ولا اختصاصاته؛ فالأزهر يقومُ بواجبه فى إبداء الرأى الشرعى؛ وفاءً لرسالته، واستجابةً لتطلُّع الأمَّة إليه كمرجعيَّةٍ أولى للشريعة فى عالم الإسلام.

وقال الدكتور مجدى عاشور، المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية، إن حكم التمثيل من الأساس حكم مختلف فيه بين الفقهاء المعاصرين، حيث حرمه البعض على إطلاقه كالعلامة المحدث أحمد بن الصديق الغمارى، وهو ما ذهبت إليه اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، وبين مبيح له بضوابط يجب مراعاتها شكلا وموضوعا كالعلامة الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتى الديار المصرية سابقا، والإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، والإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق، والشيخ عطية صقر، وهو ما ذهبت إليه دار الإفتاء المصرية، ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

وعن حكم تجسيد الأنبياء أكد "عاشور"، أن له بحثا توصل فى نهايته لعدم جواز تجسيد الأنبياء فى أعمال فنية مراعاة لعصمتهم ومكانتهم، فهم أفضل البشر على الإطلاق، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يمثل أو يتمثل به إنسان، بل إن الشرع الشريف نزه صورهم أن يتمثل بها الشيطان حتى فى المنام.

ولفت "عاشور"، إلى أن بحثه بهذا الحكم متبع لقرارات لجان الفتوى الرسمية فى فتاواها الصادرة عنها، وكذلك المجامع العلمية الشرعية فى قراراتها المنبثقة عن اجتماعاتها، ومنها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والمجمع الفقهى الإسلامى بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامى، ودار الإفتاء المصرية فى عدة فتاوى لها خاصة بهذا الشأن ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية فى عدة فتاوى لها صادرة فى هذا الشأن.

وأكدت دار الإفتاء المصرية حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الفنية، مشيرة أن عِصْمَةَ الله لأنبيائه ورُسُله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان، ويمتد ذلك إلى أصولهم وفروعهم وزوجاتهم وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن جهة العِبْرَة من قصص الأنبياء، متسائلة كيف تتأتَّى الاستفادة من تمثيل إنسان لشخص نبى، ومن قبلُ مَثَّل شخص عِرْبِيدٌ مُقَامِر سِكِّير رفيقُ حَانَاتٍ وأخ للدِّعارة والدَّاعِرَات، ومن بَعْدُ يمثل كل أولئك أو كثير منهم.

بينما قال مجمع البحوث الإسلامية فى هذا الشأن، إنه يحرم تمثيل الأنبياء والرسل أو تصويرُهم أو التعْبِير عنهم بأية وسيلة، ومُنْطَلَق التحريم أن درءَ المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح، فإذا كانت الثقافة تحتاج إلى خروج على الآداب فإن الضرر من ذلك يفوق المصلحة.

وكان الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، قد هاجم وزير الثقافة ردا على ذلك حيث أثار الدكتور جابر عصفور، هذا الأمر منذ عدة أشهر، قائلا إن وزير الثقافة منذ جاء إلى منصبه لا يشغل ذهنه سوى الهجوم على الأزهر، بما يكشف وجود نوايا مبيتة بالسوء تجاه الأزهر، ولا يمكن وصف عصفور سوى أنه وزير من الزمن الماضى، وكأنه لم يبلغه أن مصر مرت بثورتين عظيمتين للقضاء على استبداد أصحاب الكراسى، وأن عهد "الوزير السلطان" الذى يتطاول فيه على من يشاء ويفعل ما يحلو له دون أن يجرؤ أحد على أن يرد عليه انتهى، مطالبًا وزير الثقافة بالتأدب وهو يتحدث عن علماء الأزهر.

وأضاف "شومان"، موجهًا كلامه لوزير الثقافة، "أن علماء الأزهر قادرون بأدبهم على كسر عصا الوزير التى أمسك بها محاولًا تحطيم الثوابت، بدلًا من إصلاح الوضع المائل فى مؤلفات الثقافة التى تنشر كلامًا كاذبًا عن القرآن الكريم بادعاء وجود أخطاء لغوية فى نصوصه، وهو اكتشاف لم يصل إليه أبو جهل منذ 15 قرنًا من الزمان، بل والادعاء بأن الرسول كان يحكم بحكم الجاهلية وليس بحكم الإسلام، وأن الصحابة الكرام خالفوا الرسول كثيرًا فى سياساتهم للأمة".


أخبار متعلقة:


وزير الثقافة: أوافق على تجسيد أدوار الأنبياء فى الأعمال الدرامية










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

سامي نبيل

الفوضى تنشأ من تداخل التخصصات

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد السيد

تجسيد الأنبياء

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماعيل عبدالعزيز فرحات

لن تفلح امة تحارب دينها

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماعيل عبدالعزيز فرحات

لن تفلح امة تحارب دينها

عدد الردود 0

بواسطة:

عدلى

l ما تسكتشى يا عصفور..

عدد الردود 0

بواسطة:

عدلى

l ما تسكتشى يا عصفور..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة