محمد نبوى

الخارجية المصرية ما بين التنديد والترهيب

الإثنين، 08 سبتمبر 2014 09:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخوض معركة الوجود التى يسعى كثيرون لأن يحولوها إلى معركة حدود لم تكتف مصر بمذكرات التنديد والشجب والاستنكار، ولم تصمت مصر وتجعل مصادر دبلوماسية تصرح فى الخفاء فى قضايا مثارة، ولم تترك مصر الساحة وهى الواقعة داخليا فى أزمات متكررة لآخرين ينوبون فى الرد عنها.
نتحدث اليوم عن مصر الخارجية، مصر التى لم تترك شاردة أو واردة فى الخارج إلا وكان لها دور واضح وفعال، وبالأخص على الصعيد العربى، تعد كيانا مهما فى الحل، لم تترك مصر فلسطين وطنا وشعبا وهى التى قدمت ما يزيد على 100 ألف شهيد على مدار القضية الفلسطينية وأكثر من ضعفهم أصيبوا بجروح عميقة، قدمت مبادرة أجمع عليها الكل واختلفت عليها فقط حركة حماس وما لبث أن أمرت من الراعى القطرى بقبولها، لم تترك مصر فلسطين وتشاركها بيان عزاء وتصريحات عنترية كما فعل آخرون، بل الأمر كان من البداية مبادرة واضحة الشروط ومحددة المدة وأثبتت الأيام أنها الأصح.
من جهة أخرى لم تترك مصر الجانب الغربى وأمنها القومى سداح مداح، بل طرقت الباب الليبى، فلم تتوقف على مرحلة بناء الجيش والشرطة الليبية، بل الأمر تطور بمبادرة يمكن أن تكون هى الحل الأمثل لما يحدث فى ليبيا الشقيقة فى الأيام المقبلة، فى ظل محاولات غربية لترهيب مصر من الحديث عن أزمات دول الجوار ببث شائعات التدخل العسكرى ومنع المساعدات وغيرها ودائما ينقلب السحر على من يدعى أنه الساحر وفى حقيقة الأمر ما هو إلا فاشل وقد حققت الخارجية المصرية حتى الآن أكبر انتصار دبلوماسى فى قضايا دول الجوار «فلسطين وليبيا» ومن سخرية القدر، أن الوضع لم يترك الولايات المتحدة الأمريكية تهنأ ببياناتها الخارجية بحيث تقول: «هذا خطأ وذلك صواب»، وجاء الأمر بسيطا لحفيد الفراعنة السفير بدر عبدالعاطى المتحدث باسم وزير الخارجية الذى دخل التاريخ من أوسع أبوابه بتصريحات غير مسبوقة كتبت له بحروف من نور وهو يطالب الإدارة الأمريكية بضبط النفس فى حادث مقتل الشاب «مايكل براون» فى ولاية «ميزورى»، وهو الأمر الذى قابله الأمريكان بتعالٍ واضحٍ لا يخفى حجم الصدمة التى وضعتها فيها مصر العظيمة.
الحقيقة أن مصر بالفعل تسير بخطوات ناجحة ومحسوبة نحو علاقات خارجية تبنى من جديد على أسس صحيحة أهمها هو وضع مصر فى مكانتها الطبيعية على الخريطة السياسية الدولية، ما بين إعادة للتوازنات العالمية بين روسيا وأمريكا، ومن جهة أخرى إعادة ترسيم للعلاقات المصرية العربية، وأزعم أنه فى خلال أربع سنوات من الآن ستصبح مصر من الدول العشر الأولى تحكما فى الوضع العالمى وستصير صاحبة القرار الأول فى منطقة الشرق الأوسط.
ويجب أن أنهى مقالى بتوجيه تحية واجبة للسفير سامح شكرى وزير الخارجية وتحية عظيمة لشباب وشيوخ الدبلوماسية المصرية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة