جمال المتولى جمعة يكتب: تجربة ملهمة للشعوب الراغبة فى تطوير قدراتها

الإثنين، 19 أكتوبر 2015 10:00 ص
جمال المتولى جمعة يكتب: تجربة ملهمة للشعوب الراغبة فى تطوير قدراتها الحرب العالمية الثانية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقب استسلام ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية يوم 8 مايو 1945 لقوات الحلفاء كانت ألمانيا عبارة عن حطام وخراب فهدمت المنازل والمصانع وشعبها وصل لحالة من اليأس والإحباط، وكان تركيب القوى العاملة (75% نساء – 25% رجال) فقادت المرأة هذه المرحلة فكان شعارهم (لاتفقدوا الأمل نحن شعب قوى نحن أفضل شعوب الدنيا).

ففرضت الحكومة على الشعب الألمانى التطوع بساعتين عمل إضافية يؤديها كل فرد بالمجان من أجل الصالح العام.. وكانوا يكتبون داخل كل مصنع مايسمى بقيم العمل (الجدية - الانضباط – الحرص على الوقت) ضاعفوا من الإنتاج فقفز إلى معدلات التنمية إلى مستويات عالية مما أدى إلى رفع معنويات الشعب الألمانى فوز فريقهم بكأس العالم عام 1954م فظل العلماء الألمان يفاخرون بأن الحرب دمرت المصانع والبيوت ولم تدمر العقول، واجتمع العلماء وحددوا المشروعات المطلوب تمويلها وفى أى مجال سواء (زراعى – صناعى – عقارى ..الخ) كيف يتم تمويل المشروعات وحجم المدخرات لايفى بتمويل الخطة فبدأت الخطة بتوفير المسكن والمأكل والتعليم والصحة والزواج، فتم وضع نظام معلومات للأولويات أى ما هى المشروعات التى تمثل الأولوية فاهتمت بالتعليم الفنى والمهنى التى تعتبر نموذجا فريدا من نوعه بين أنظمة التعليم الأخرى فى العالم. حيث انتشر هذا التعليم بشكل واسع وكرست الجهود لترسيخه فى المجتمع منهجا وأسلوبا مما كان له الأثر على دفع عجلة التطور والإنتاج الصناعى.

من أهم الأسس التى قامت عليها التجربة الاقتصادية الألمانية

أولا : بنوك الإدخار :


هى تجميع المدخرات مهما كانت حجمها من المواطنين وضغط الإنفاق وتأجيل الإنفاق العاجل إلى إنفاق أجل وهذا يوضح سلوك أمة راغبة فى البناء، وتحقيق النهضة المأمولة

ثانيا : الوعى المصرفى


هو إيداع أى مدخرات لو قليلة فى البنوك حتى بلغ نسبة المودعين 95% من الشعب الألمانى له حسابات فى البنوك أى أنهم مدخرون سواء فى المدن أو القرى .

ثالثا : الولاء


هو العمل الدؤوب من أجل إعادة البناء فالعامل والمزارع والصانع كل يعمل بكفاءة عالية كان لديهم ثقة بالنفس وأمل فى المستقبل والعمل دون يأس مهما كانت الظروف والرغبة الشديدة فى التميز فى مجال الصناعة والإنتاح، وأدى ذلك إلى ظهور طبقة من رجال الأعمال وأصحاب المصانع أثرياء فقامت الحكومة بتكليف كل منهم بتدريب وتعليم مئات من الشباب وإيجاد فرص عمل لهم.

اهتمت ألمانيا بالبحث العلمى لإيمانها بأنه أساس التقدم والرقى وتنفق فى هذا المجال سنويا 80 مليار يورو ولديها ما يقارب 60 ألف براءة اختراع مسجلة تمثل المرتبة الأولى أوروبيا.

سوف تظل تجربة ألمانيا فى التقدم الاقتصادى والصناعى بل الاجتماعى تجربة ملهمة وبها الكثير من الدروس والعبر، ليس فقط لمصر، ولكن لكل شعوب العالم الراغبة فى تطوير مجتمعاتها وقدراتها .

إن مصر تزخر بثروات هائلة متنوعة حباها الله إياها هذه الثروات فى حاجة إلى الكوادر الفنية والعلمية لكى تستخرجها وتستثمرها للمضى قدما فى طريق التنمية المنشودة فى جو من الوحدة الوطنية والرغبة الصادقة فى العمل والإنتاج.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة