وقالت الناقدة آية مؤنس فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن هذه الجائزة تعد تكريما له قدر من الخصوصية بالنسبة لى، لأنى كمترجمة وباحثة متخصصة فى الدراسات الثقافية والنقد الأدبى أحب الإفادة من المناهج النقدية والنظريات المختلفة التى أطلع عليها دائما بحكم تخصصى للتعرف على ملامح التغير والتطور التى تطرأ على جوانب الشخصية المصرية مع كل مرحلة جديدة على كافة المستويات الثقافية، ولا شك أن الفن التشكيلى واحد من أهم الجوانب الإبداعية التى تعكس الحالة الفكرية والثقافية الفنية المصرية أولا بأول، ولا شك أيضا أن تتبع المنجز الإبداعى الذى يعرض على الساحة التشكيلية كل فترة يكشف جانبا كبيرا من جوانب التطور أو التراجع، ويعد فوز هذه الدراسة النقدية المفصلة حول الإنتاج الفنى الذى ضمته الدورة السابعة والثلاثين من المعرض العام إنجازا شخصيا بالنسبة لى أعتز به كثيرا.
وأضافت تقدمت لهذه المسابقة لعدة أسباب منها إعجابى بملامح الشخصية المصرية المعاصرة التى ظهرت فى المعرض العام خاصة بعد موجات الأحداث السياسية المتعاقبة التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة؛ إذ تنوعت فى موضوعاتها لكنها اشتركت كلها فى أجواء الحنين للشخصية المصرية المتفردة والإصرار على الاحتفاظ بها فى نفس الوقت، ثانيا، لفت انتباهى تنوع التقنيات الفنية مع الاحتفاظ ببصمة مصرية فريدة لا تخطئها العين، وإضافة إلى هذا، فقد كشف المعرض عن حالة من النضوج الثقافى الذى انطلق من تربة مصرية أصيلة وعكس تراثها الثقافى والتاريخى بصورة معاصرة فريدة لا تنفصل عن الأجواء التقدمية التى نعيشها ولا تتخلف عنها أبدا بأى حال من الأحوال،لقد كنت سعيدة وأنا أكتب هذه الدراسة وأحلل أعمالا مصرية تحقق بقوتها وتفردها تعادلا بين الطابع المصرى المختلف والنكهةالثقافية المركبة، وأتمنى أن تحتفظ الشخصية الفنية المصرية المعاصرة بالقدرة على تحقيق هذه المعادلة الصعبة التى توازن بين الأصالة والاحتفاظ بملامح الهوية المصرية من ناحية وتأخذ من المعاصرة، من ناحية أخرى، ما يلائم طبيعة نسيجها التراثى والثقافى ولا يتنافر مع ملامح شخصيتها التاريخية المتميزة.
وقالت آية مؤنس، إن الدراسة النقدية التى قدمتها عنوانها "قراءة نقدية فى النسيج الثقافى المصرى من واقع الدورة الـ37 للمعرض العام" وهى دراسة نقدية لمختارات من الأعمال المعروضة فى المعرض العام والتى تتماشى من المحاور الخمسة التالية؛ الأول عنوانه "مصر: الأيقونة والتراث والهوية" ويضم دراسة نقدية تحليلية لمختارات متنوعة بين أعمال النحت والخزف والأعمال متعددة الخامات التى تسرد ملامح الحكاية المصرية الفطرية إضافة إلى الحرف التلقائية والأجواء الشعبية الفريدة التى ميزت – وما تزال تميز – الشخصية المصرية قديما وحديثا، كما تناولت الحضور الحضارى والتاريخى للحكاية المصرية فى الذاكرة وفى الواقع اليومى المعيش، ويتناول هذا الفصل التراثى أيضا الشخصية المصرية بملامحها العربية والفرعونية والدينية والتاريخية والواقعية المعاصرة.
وأوضحت، جاء المحور الثانى مخصصا لدراسة ملامح شخصية المرأة عموما والمصرية على وجه الخصوص فى إطار المنجز الفنى للمعرض العام الذى تخطى فكرة الثنائيات التقليدية ليخرج بالمرأة إلى آفاق أكثر رحابة وواقعية ومرونة تتعامل مع شخصيتها الحقيقية بكل جوانبها الإنسانية والثقافية وأبعادها النفسية والصورة التاريخية التى تشكلت عنها وكيف خرج الفنانون بها عن الإطار التقليدى المألوف،أما المحور الثالث فخصصته لتناول الأعمال التى تخاطب الوجدان الإنسانى الجمعى المجرد والتى لا تقتصر على استهداف المشاهد المصرى بل تخاطب الوعى الجمعى للإنسانية بالتعرض للجوانب النفسية والفكرية المشتركة بين البشر فى كل مكان، وهى من أهم جوانب النضوج التى لمستها فى الشخصية الفنية والثقافية المصرية كما ظهرت فى إطار المعرض العام.
وأضافت آية مؤنس، أفردت المحور الرابع كاملا لتحليل الجماليات المركبة فى أعمال أطلقت عليها اسم أعمال "العوائق البصرية المركبة" لأنها كانت - بالنسبة لى - بمثابة ظاهرة تستحق الدراسة الدقيقة لتعدد مستوياتها الدلالية والتعبيرية؛ فهى توفر نوعا مختلفا من المتعة الذهنية والبصرية بالنسبة للمتلقى وتحقق له تجربة تلقى غير تقليدية تختلف عن الفنون "أحادية المستوى" التى تعودنا عليها. كما اختتمت الورقة بمحور علقت فيه على منهجية توزيع الأعمال فى قاعات العرض لأنها كانت متميزة جدا وتلعب دورا قويا فى إطار المدخل الثقافى الذى تناولت منه المعرض بالدراسة والتحليل.
موضوعات متعلقة..
"آية مؤنس" تحصد الجائزة الأولى لمسابقة الدراسات النقدية
