خالد فاروق

عاجل إلى وزير التعليم العالى

الجمعة، 18 ديسمبر 2015 08:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى وسط الفوضى الاجتماعية والأخلاقية العارمة التى يعانى منها كثير من المجتمعات يبحث التربويون عن أفضل السبل لإعداد أجيال سوية الفكر والبنيان، تكون قادرة على تحمل مسئولية إعادة بناء الوطن، وأن تمتلك من القوة التى تؤهلها لحماية تراب الوطن من كل من يحاول الاقتراب أو المساس بأمنه واستقراره.

ولم يجد التربويون أفضل من ممارسة الرياضة لبناء جيل سليم البنية الجسمانية وراجح العقل، وهى القادرة على ملء الفراغ لدى الشباب والبعد به عن سبل التطرف والعنف، فى وقت شديد الحساسية من عمر الجهود التى تبذل لإعادة بناء وهيكلة مؤسسات الدولة.

وفى وسط هذا الاحتياج الشديد لجيل الشباب الذى ننتظر منه الكثير يطل علينا الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى، معلنًا قرار المجلس الأعلى للجامعات بوضع ضوابط جديدة فيما يخص منح درجات الحافز الرياضى، وهى أن يقتصر منحها لطلاب الثانوية العامة قبل دخولهم الجامعات على المشاركين فى البطولات الدولية فقط وليس البطولات المحلية كما كان.

وأضاف الشيحى، خلال تصريحات صحفية، أن الطلاب المشاركين فى البطولات المحلية سيحصلون على امتيازات أخرى بعد قبولهم فى الجامعات، مثل تخفيض رسوم المدن الجامعية، وامتيازات أخرى تتعلق بالمشاركة فى البطولات خلال فترة دراستهم بالجامعات.

هل يعلم وزير التعليم العالى ما هو عدد الأبطال العالميين المصريين على المستوى الفردى خلال قرن من الزمان؟

سوف نجد هذا العدد قليلا للغاية واضعين فى الاعتبار عدد من يمارسون الرياضة، ومنهم على سبيل المثال البطل خضر التونى وعبد اللطيف أبو هيف ومحمد رشوان وعاطف أباظة وكرم جابر ورانيا علوانى وإيهاب عبد الرحمن ومحمد إيهاب.

هل مارس معالى الوزير يومًا أى لعبة رياضية؟، أعتقد أن الإجابة معروفة، لأنه لو علم ما هو حجم المجهود الذى تبذله الأسرة لصناعة بطل رياضى ليكون تحت أمر وطنه قويًّا فتيًّا ما أصدر هذا القرار، ناهيك عن التكلفة المالية التى تتحملها الأسرة لإعداد هذا البطل، فلن يجد الرياضى حافزًا لتحمل أعباء ممارسة الرياضة بجانب تفوقه الدراسى إذا فكر مليًّا فى قرار معالى الوزير؛ لأن قصر الحافز الرياضى على الأبطال الدوليين هو معول هدم لآلاف الرياضيين، ربما يدفع هذا القرار الكثير من الشباب للبعد عن ممارسة الرياضة، لأن الحافز الرياضى هو بمثابة الجائزة التى يتحمل من أجلها حرمان نفسه من كل ما يتمتع به زملاؤه الذين لديهم ضعف الوقت فى استذكار دروسهم، فكيف نسوى بينهم ونحرم الرياضى على المستوى المحلى من هذا الحافز؟

نريد من كل السادة الوزراء وكل من لديه سلطة القرار التفكير جيدًا وإعداد الدراسة الكافية قبل إصدار قرارات من شأنها ضياع جهود الدولة والمواطنين، وأن يكون هناك تنسيق بين المسئولين لاتخاذ مثل تلك القرارات المصيرية، فهل كان لوزير الرياضة دورًا فى هذا القرار؟

وإذا كان قد قرأ مثلنا هذا القرار الخاطئ فعليه أن يتدخل لكى يصححه، فهو قرار يضر بمنظومة الرياضة ويحبط من طموحات الرياضيين فى جميع اللعبات الفردية والجماعية، الذين يتطلعون إلى حصد درجات التفوق الرياضى على المستوى المحلى والانطلاق إلى البطولات العالمية، وهذا من منطلق أنه من الظلم أن يتساوى من يحرم نفسه من كل ما يتمتع به نظراؤه من أجل أن يكون بطلًا رياضيًا، ثم تأتى القرارات الصادمة غير المدروسة لهدم أحلام وطموحات الأجيال.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نجوى طنطاوى

أصبت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة