أقدم خطاط فى الجيزة: "كنت بكتب جداول نبطشيات الضباط فى مديرية الأمن"

الجمعة، 13 مارس 2015 05:14 م
أقدم خطاط فى الجيزة: "كنت بكتب جداول نبطشيات الضباط فى مديرية الأمن" أشرف فاضل أقدم خطاط فى الجيزة
كتبت سارة عبد المحسن - تصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادة ما تخرج الكنوز من كهوف صغيرة، هكذا ستجد ورشة أشرف فاضل- الرجل ذو اللحية الطويلة- أقدم خطاط فى الجيزة حيث تعود ورشته إلى 130 عامًا، بعدما توارثها عن أجداده ووالده، ومازال يمهر لافتاته ولوحاته باسم والده عرفانًا له بالجميل بعدما علمه فنًا نادرًا، حسب قوله.

وسط حارة صغيرة متفرعة من أحد شوارع ميدان الجيزة، تقع ورشة أشرف فاضل "الخطاط"، لا تتعدى مساحتها الأربعة أمتار، ولكن تجد بداخلها كنوزًا فنية نادرة، وأشكالاً مختلفة من أنواع الخطوط العربية
ما بين الكوفى والديوانى والرقعة، وفى ركن صغير داخل هذه الغرفة مكان مكدس بالكتب.. يقول عنها أشرف فاضل إنها أندر أنواع الكتب بل تكاد تكون أمهاتها فى تعليم فن الخط، توارثها عن أبيه وجده، وتعلم منها أصول فن الخط العربى، لافتًا إلى أن كثيرًا من طلاب مدرسة الخط بمدرسة السعيدية، يأتون له ليستعينوا بما لديه من خبرة، ومن كتب.

وبسؤال فاضل عن أبرز الأعمال التى قام بها فى عالم فن الخط قال: "وزارة الداخلية ومديرية الأمن كلها تعرفنى"، مشيرًا إلى أنهم كانوا دائمًا ما يستدعونه إلى كتابة جداول الورديات لضباط المباحث.

ويبدو لك من مظهر أشرف فاضل أنه رجل ذو خلفية دينية معينة، وبسؤاله ماذا لو جاء لك أحدهم يطلب منك لافتة سوداء تكتب له عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؟.. لم يتوقف للتفكير فى الرد ويقول "لا أفعل".. مؤكدًا أن ما تقوم به جماعة "داعش" إهانة شديدة للدين وللتوحيد وللرسول- صلى الله عليه وسلم- وسلفه، وفى نفس الوقت أرفض أن أصنع دعاية انتخابية للمرشح أحمد عز لأنه مرشح النظام السابق وأفسد وعاث فى الأرض فسادًا.

يضيف فاضل أنه يسعى حاليًا إلى توريث مهنته لابنته التى مازالت تدرس فى كلية التجارة، ولا يخشى عليها من نزول الورشة معه للعمل وسط الصنايعية، قائلا: "مش عيب البنت تشتغل أى شغلانة طالما تقدر تحافظ على نفسها".

فاضل الذى تخرج فى كلية الآداب قسم الفلسفة رفض العمل كأستاذ جامعى بعدما حصل على الماجستير، رغبة فى الحفاظ على مهنة والده وجده، قائلا "كتبت أولى لوحاتى وكان عمرى اثنى عشر عامًا، أخاف من الإنترنت والتطور التكنولوجى من اندثار فن الخط، وتسأل فى دهشة وحزن أين ذهبت حصة الخط!"، لافتا إلى أنه كانت هناك نقابة لنا ولكنها لم تقيم أى أنشطة للمحافظة على المهنة وأصولها القديمة، حتى إن المرشحين للانتخابات أو الراغبين فى الدعاية، بدأوا فى العزوف عن فكرة اللافتة القماشية، ويتوجهون بشكل كبير لطباعة الدعاية على ورق، ولكنه يسعى جاهدا بكل ما يملك للحفاظ على مهنته بالتوريث.



الخطاط أشرف فاضل - 2015-01 - اليوم السابع

الخطاط أشرف فاضل يتحدث لمحررة "اليوم السابع"





موضوعات متعلقة:



خضير البورسعيدى: ملتقى الخط العربى فرصة للفنانين واكتشاف المواهب









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة