نانى تركى تكتب: عيد للأب وللسند

الجمعة، 03 أبريل 2015 03:30 ص
نانى تركى تكتب: عيد للأب وللسند صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألا يستحق منا الآباء يومًا للاحتفال بهم بحق وهم من نحمل أسماءهم!! وخاصةً النساء منا دون الرجال فدائمًا ما يدلل الأب بناته أكثر من الأولاد وتظل الفتاة تتذكر هذا الرجل طوال حياتها مهما قابلها من رجال فهو الرجل الوحيد الذى أحبها دون غرض، وأصعبهن من كان أبوها رجلاً حقيقيًا فتظل تبحث عنه بين أشباه الرجال فلا تجده وتقابل مشكلة أكبر فى التعامل مع من لا يصلون إلى رجولة أبيها، سيظل الأب سندًا ولو لاح فى الأفق ألف ولد، وإن فقدتيه يومًا ستشعرين أن ظهرك بات مكشوفًا وأصبحتِ على وجه الدنيا الآخر.

القبيح هو الأب الذى عودك على عزة النفس وعدم تقبيل يد أحد ولا حتى يديه، سواء انكشف الظهر أو مات السند فأنت صنيعته وتربيته ونحسن الرحلة فقط من أجل حصاد ما زرعوه فالحياة قاسية ولكن مستمرة .

عيد الأب أو الـ "father's day"ليس بالجديد بل هو يوم تعبر فيه شعوب كثيرة عن عرفانها بالجميل وتقديرها للآباء، مثلاً يوم الأب فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا فى ثالث يوم أحد من شهر يونيو، وفى أستراليا يحتفل به عادةً فى أول يوم أحد من شهر سبتمبر وفى عدد من الدول العربية كسوريا ومصر ولبنان يتم الاحتفال به فى 21 يونيو من كل عام، ويحتفل فى نفس اليوم أيضًا دول كالهند وغانا وباكستان وسويسرا وتركيا، أما إيطاليا والبرتغال وبوليفيا فيحتفلون به فى 19 مارس من كل عام.

بداية الاحتفال بعيد الآباء أساسًا كانت فى البلدان الكاثوليكية وكانوا يحتفلون به منذ القرون الوسطى فى ١٩ آذار/ جوان وهو عيد القديس يوسف، ومع ذلك كان من الصعب الاحتفال بعيد الأمهات دينيًا، والمهرجانات المكرسة لمريم العذراء أم يسوع ما هى إلا احتفالات تكريمًا للعذرية، وتم الاحتفاظ بتاريخ 19 مارس فى بعض البلدان منذ الكاثوليكية قديمًا.

أول مرة تم إنشاء واحدة من الاحتفالات غير الدينية الأولى للآباء كان فى عام ١٩١٢ فى الولايات المتحدة، إلا أنه لا يتم الاحتفال بيوم الأب عالميًا كيوم الأم و قد يكون السبب فى الاهتمام بيوم الأم خاصة هو التغطية على وجود قوانين تنتهك حقوق المرأة فى جميع أنحاء العالم .

فى يوم 21 يونيو دعونا نصر على الاحتفال بذكرى عيد الأب من كل عام لتكريم الشخص الذى له الدور الأهم والأكبر بما نحن عليه حيث بوجود عيد الأم لابد من موازنة المعادلة، والسبب لعدم الاهتمام لمثل هذه الذكرى هو ما تتسم به علاقتنا بالآباء بنوع من البرود والجفاف على عكس علاقتنا بالأمهات والتى تكون دائمًا مفعمة بالحنان الذى لا نتردد فى إظهاره بينما نحرم آباءنا من هذه المشاعر، وقد يوجد منا من يندم بعد فوات الأوان وفقدان الأب من عدم بوحه بحبه لأكبر عاشق لنا ومستعد أن يضحى بحياته من أجل سلامتنا ويضحى بصحته من أجل إسعادنا وتوفير أسباب راحتنا، فالأب يصبح كالإنسان الآلى من حبه لأبنائه مبرمج لهدف معين لا يحيد عنه مهما جرى لا يفكر بمتعته ولا براحته ولا بسعادته ولا بعمره الذى يقضيه فى خدمتنا والحفاظ علينا حتى وإن أصبحنا كبارًا فى السن نبقى أولاده الذين يعشقهم ويفضلهم على نفسه .

احتفالنا بعيد الأب لنذيب الكثير من الجليد بين الآباء وأبنائهم ويعيد لهم اهتمامًا يستحقونه، فالفكرة ليست مجرد احتفال ولكن إحياء علاقات لا تدرك قيمتها جيدًا لما اعتلاها من برود آن لها أن تنصهر و أن نعرف المحب الحقيقى لنا فى هذه الحياة .

نحتاج لإقامة عماد هذا المجتمع مرة أخرى، أن نقيم عماد الأسرة ونجبر كسور روابطها وعلاقاتها، وأن نجعل الأم قيمة وفعلاً حاضرين طوال الوقت وأن نتذكر من لا يقل عنها أهمية فى تدشين معمار الاجتماع البشرى، ونصون حكمة الله فى الخلق فإذا كانت الأم هى الرحم والمودة والوجود فالأب هو الرحمة والإيجاد والأمان، يكفينا فى هذا اليوم هدف أن نضمد جراح الروابط الاجتماعية الآخذة فى التفكك ونربت على قلوبنا التى كسرت طوق الونس الاجتماعى والعائلى وتاهت فى صحراء الأيام غير متبوعة سوى بظلالها وحسب .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة