علا الشافعى

وجه سلوى محمد على

الإثنين، 06 أبريل 2015 07:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمن بات يبخل علينا بكل شىء، حتى أبسط معانى الإنسانية، زمن صار القبح والابتذال عنوانا له، لذلك لا نملك أمام تلك الحالة سوى اختياران، الأول أن نصبح جزءا من كل ما يحدث، ونضيف إلى القبح قبحا، أما الاختيار الثانى فهو أن نفتش عن أشخاص وأشياء نحبها لنحافظ على ما تبقى من آدميتنا، أن نعيد تأمل كل ما هو أصيل فى هذا الزمن الضنين، وما أجمل أن تبحث عن هذا الجمال فى الفن وبين أصحاب المواهب الحقيقية، والذى كثيرا ما أشعر بالخجل أمامهم لأننى أرى أن كلماتى قد لا تعطيهم حقهم، خصوصا فى ظل رحلتهم الممتدة من العطاء والإخلاص لمهنة أصبحت السمة الأغلب لمن يعملون فيها الاحتراف وأكل العيش دون العمل على تطوير أنفسهم أو حتى الحفاظ على مهنتهم.

سلوى تلك المرأة رقيقة الملامح التى لفتت نظرى منذ أن شاهدتها فى الفيلم الروائى المتوسط الطول "طيرى يا طيارة" للمخرجة هالة خليل التى كانت وقتها فى بداية مشوارها، سنوات مرت ولم أنس يوما وجه سلوى فى هذا الفيلم، ذلك الوجه المميز والعيون الحزينة التى تخطف كل من يتابع سكناتها وحركاتها على الشاشة، ومن بعدها وأنا أتابع ما تقدمه سلوى على الشاشة سواء فى السينما أو التليفزيون ولكن حبى لموهبتها وتقديرى لها تأكد أكثر عندما شاهدتها تصول وتجول على المسرح القومى وهى تشارك غول التمثيل العبقرى يحيى الفخرانى مسرحيته الملك لير، تقف أمامه وعيناها فى عينيه وبمجرد أن تتحرك على المسرح بخطواتها الرشيقة لا تستطيع أن تنزل عينيك عنها، سلوى التى أعرف أنها تملك الكثير، وأنها ظلمت لفترة فى نوعية أدوار بعينها إلا أنها دائما ما تملك القدرة على إدهاشى حيث تستطيع أن تلمع فى أى مساحة درامية متاحة له، وهذا ما تأكد عندما شاهدتها فى فيلمها مع المبدع محمد خان فتاة المصنع وغيره من الأعمال.

تلمع موهبة سلوى وتتلألأ مثل الكريستال أمام المواهب الحقيقية والأصيلة من نفس توبها، فكثيرا ما صادفت سلوى فى مهرجانات ومحافل فنية متعددة فهى موهبة ولا تتوقف عن المشاهدة وتطوير نفسها، وكلما التقيتها أتمنى أن أهمس ببعض مما أحمله لها وتقديرى لموهبتها خصوصا وأنها من النجمات اللائى يشبعن الروح بأدائهن، فهى لا تصرخ لا تبالغ لا تغالى فى الانفعالات، تعرف متى ترفع نبرة صوتها، متى تصمت وكيف توظف لغة جسدها الرقيق فى تكثيف المعنى والشحنة الانفعالية التى ترغب فى أن تصل لمشاهديها، وفى كل مرة يخذلنى لسانى فى التعبير، لذلك فى ظل هذا العبث كان لابد أن أفتش عن سلوى وفعلا أنت السلوى فى هذا الزمان ولك من أسمك نصيب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

فنانة متميزة...

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة