فيصل سليمان أبو مزيد يكتب: قم للمعلم وفه التبجيلا

الإثنين، 01 يونيو 2015 06:17 م
فيصل سليمان أبو مزيد يكتب: قم للمعلم وفه التبجيلا أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من القواعد الأساسية لصلاح المجتمع المدنى، وتهيئته لمستقبل أكثر إشراقاً.. يقود شعلته أجيال غرست فى وجدانهم مبادئ الأخلاق والقيم، وثقافة العطاء والانضباط هو المعلم!

نعم .. إنه المعلم الذى تبنی علی سواعده لبنة المستقبل وتغرس علی يديه جذور الأصالة والصلاح.

فصلاح المجتمع يبدأ بمن يغرس فى أطفالنا المبادئ والأخلاقيات منذ نعومة أظافرهم فى مراحل التعليم الأساسية وخاصة الابتدائية، والتى هى أهم وأخطر المراحل التعليمية، لأنك تغرس ما تشاء فى تربة خصبة لم يفسدها الآخرون، فكل ما تغرسه الآن يبقی فى وجدان المتلقى كالنقش علی الصخر لا يمحی بتوالى السنين.

وقد أدرك العالم كله وخاصة فى الغرب أهمية مهنة "المعلم"، فكانت من الأهمية بأنها جعلوها تعادل مهنة وزير، وأعطته تلك المجتمعات جانبا كبيرا من الاهتمام والتقدير، فذللت له العقبات، ومهدت له سبل العيش الكريم، ولم تبخل عليه فى معاشه ومتطلباته، حتی يكون متفرغاً لإعطاء أفضل ما عنده لتلاميذه دون أن يعكر صفو حياته هم وفكر وحاجات تشغله عن الواجب المنوط للقيام به.

ولكن حال المعلم فى مجتمعنا يشعرنا بالحزن بسبب ما وصل إليه، من إهمال المؤسسات الحكومية لدوره العظيم، وتراكم مسئوليات الحياة، فأصبح مثقلاً بالهموم والأفكار فى سعيه لتوفير متطلبات أسرته المختلفة، والبحث عن بدائل توفر له دخلاً يغطى احتياجاته، والتى لا يكفى ذلك المرتب لها، مما سبب ضغوطاً عليه انعكس سلباً علی عطائه العلمى، فأصبحت المهنة تحتوى علی من لا تتوفر فيهم صفات المعلم الناجح، وتغيرت غايات مهنة التعليم من الرقى والتحصيل العلمى إلی التحصيل المادى، فكانت المهنة عند الكثيرين مجرد وسيلة لتحصيل المال، وهذا كله يؤثر سلباً فى عدم تلقى التلاميذ المعلومة الشافية والكافية.

فلابد أن تدرك الدولة جيداً الدور الهام الذى يلعبه المعلم فى المجتمع، وأن تذلل له العقبات، وتزيح عن كاهله الأحمال حتی يعطى أفضل ماعنده، ولا يضطر إلی البحث عن بدائل إضافية تساعد علی تحسين وضعه إلى جانب مهنته، فتؤثر علی عطائه وقدراته.

ولابد للدولة أن تشعر المعلم بأهميته، وتعزز ثقته فى ذاته بأن تتخذ بعض الإجراءات التى تساعد علی تحسين نظرة المجتمع له، وإعطاء الهيبة علی شخصيته، وفرض احترام الجميع له بأن تضفى الدولة ذلك بسلسلة من الإجراءات التى من شأنها أن تعيد للمعلم هيبته وقدرته ونظرة المجتمع له.

فإن المعلم لا يقل أهمية عن رجل الشرطة الذى يفرض النظام فى مجتمعه، لأنه بكل بساطة.. هو من يغرس النظام والمبادئ فى المجتمع .. ويكفى أنه كاد أن يكون رسولاً !!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة