سهير جودة

الفرص الضائعة

الخميس، 18 يونيو 2015 11:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كان أحد التحديات الكبرى الموجودة أمامنا الآن هو ما اصطلح على تسميته بتجديد الخطاب الدينى أو بتعبير الرئيس ثورة من رجل الدين، فهل يعلم الأزهر ووزارة الأوقاف أن شهر رمضان هو الفرصة الأفضل لاعتباره منصة لانطلاق هذه الثورة من أجل الدين؟ هذا إذا أخلصت النوايا، وحضرت الإرادة وامتلكنا رؤية وتخطيطا. وضع منطقى أن يكون لشهر رمضان أجندة عمل خاصة ومكثفة ومنتشرة بالنسبة للأزهر والأوقاف تحديدا، على اعتبار أنه الشهر الفضيل وأكثر الشهور التى يتقرب فيها الإنسان إلى الله أكثر، ويقبل فيها الناس على العبادات، ماذا لو اشترك الأزهر والأوقاف معا فى خطة عمل لاستمرار المساجد الرئيسية فى القاهرة والمحافظات بحيث تكون عامرة بليالى قراءة القرآن وتجويده بأصوات عشرات المقرئين المصريين المميزين؟ فهذه الأصوات ثروة مهدرة فى مقابل سيطرة الأصوات الخليجية. والمؤكد أن قراءة القرآن والتجويد رسالة سامية وطمأنة للنفوس فى طقس روحانى جماعى رائع، وفى ليالى شهر اسثنائى تسمو فيه النفوس وترقق القلوب.

الأزهر عليه صنع العلماء «الثقات» والأساتذة الكبار فى الفقه وأصول الدين وانتشار هؤلاء العلماء فى المساجد الرئيسية للتحاور مع الناس لتزويدهم بأصول الدين وسماحته والحديث عن الأخلاق والمعاملة فى دروس يومية بعد صلاة التراويح، ماذا لو اتفق الأزهر ووزارة الأوقاف على تنظيم ندوات يومية لمناقشة القضايا الجدلية التى تهم الناس وتقديم الأجوبة عن الأسئلة المحيرة وتصحيح المفاهيم المغلوطة والتى تعوق الفكر وتسىء للدين ويتم التنسيق مع تليفزيون الدولة لنقل هذه الندوات ولنقل ليالى الذكر الحكيم وتجويده، بحيث يستطيع المشاهد الذى لم يتمكن من الذهاب بذاته مشاهدة هذه الندوات والليالى على الشاشة؟ ولأن الأزهر والأوقاف لا يستطيعان وحدهما القيام بمهمة ثورة من أجل الدين، فهى منظومة ثقافية للدولة ككل ووزارة الثقافة مطلوب منها القيام بدور تنويرى فى رمضان من خلال قصورها المنتشرة وحتى يكون الاسم بنفس تأثير الفعل، مصر تمتلك مخزونا ثقافيا وحضاريا استثنائيا فهى سبيكة من جميع الحضارات، وبالتالى فلدى وزارة الثقافة، إن كانت تدرك، ثروة كبيرة يجب استثمارها بتأكيد قيم وترسيخ سلوكيات تؤكد سمو الأخلاق. المجتمع يحتاج إلى المباهاة بحسن الأخلاق ورقى السلوكيات وليس بأداء تدين شكلى وأفعال وأخلاقيات لا علاقة لها بالدين، ولكن هل نمتلك وزارات أو مؤسسات قادرة على إنقاذ الوطن أم أنها مسميات فقط.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مقال رائع كالعاده .. اعتفد انها مسميات فقط بدليل استمرارها قرون دون اى تطوير يذكر

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد العقدة

كيف نعيش مع فكر الأزهر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة