سعيد الشحات

الشحن الطائفى قبل 30 يونيو

الثلاثاء، 23 يونيو 2015 07:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الطريق إلى 30 يونيو شعبيا بامتياز، أقول ذلك تعليقا على آراء يعلن أصحابها الآن ندمهم على المشاركة فيها، ولأنهم خصوم بجد لجماعة الإخوان وعارضوا بقوة حكم محمد مرسى، سيكون من الخطأ البالغ أن نلحقهم الآن بالإخوان من باب أن «أى ناقد أو معارض للمرحلة الحالية هو إخوانى»، ولهذا أطرح الأمر متسائلا: هل معنى غضبك من الوضع الحالى أن الفترة التى قضاها محمد مرسى فى «الاتحادية» كانت أفضل؟، هل كانت مصر وقتها على موعد مع مستقبل أحسن؟

تحدثت فى اليومين الماضيين أن اللعب بالورقة الطائفية أصبح فى حكم محمد مرسى مناخا عاما، ومهما كان غضب الدولة العميقة بكل أجهزتها على مرسى والإخوان، فليس من المعقول أنها هى التى أغرت رجلا مثل «عبدالرحمن البر» الذى اشتهر بأنه مفتى الإخوان بأن يقول «مال المسلمين وأعياد المسيحيين!»، وكان ذلك فى حمى الحديث عن جواز تهنئة المسلمين للمسيحيين فى أعيادهم، وكان الحال قد وصل بمصر وقتها أن أصبحت مثل هذه القضية، هى قضية مصر المركزية، يدلو السلفيون والجماعة الإسلامية فيها بدلوهم، وبالرغم من بعض السلوكيات التى حاولت الجماعة إظهارها لنفى هذا النهج عن نفسها، فإنه وأثناء المظاهرات الحاشدة التى كانت تخرج اعتراضا على الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى، وفى حشد مضاد أمام جامعة القاهرة، تحدث خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة وبكل وضوح عن أن المظاهرات التى تخرج ضد مرسى معظمها من المسيحيين، وقال محمد البلتاجى نفس الكلام، وكان ذلك بمثابة التعبير الصادق والأكيد عن توجههم الطائفى الأصيل.

بلغ الشحن الطائفى مبلغه بقتل وسحل 4 فى «زاوية أبومسلم» بالجيزة فى شهر يونيو 2013 بتهمة انتمائهم إلى المذهب الشيعى، وكان هذا المشهد من أسوأ المشاهد التى تم تصديرها إلى العالم عن صورة ما يجرى فى مصر من اقتتال طائفى، وبالرغم من أن الموضوع تم التحقيق فيه من جهات النيابة فإن الوجه الآخر أنه كان انعكاسا لمناخ طائفى بالغ السوء.

كانت مصر تعيش وقتئذ على نار الطائفية بامتياز التى تشعلها الجماعة ومعها باقى القوى المنتسبة إلى الإسلام السياسى، ولولا التماسك بين المصريين على اختلاف فئاتهم فيما يتعلق بهذا الجانب والذى صنعته قرون مضت من الانصهار الحضارى، لكنا دخلنا فى نفق العراق وسوريا وليبيا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

اديب عطا الله

بما ان اذن ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

حيرة

يا أستاذنا الفاضل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة