الأسوشيتدبرس: السيسى أنجز الكثير خلال عام ولايزال يتمتع بشعبية واسعة.. "الدولة العميقة" باقية وتعمل لصالح أجندتها الخاصة.. وتشكيل ائتلاف من الأحزاب يفرغ البرلمان من المعارضة

الأحد، 07 يونيو 2015 05:31 م
الأسوشيتدبرس: السيسى أنجز الكثير خلال عام ولايزال يتمتع بشعبية واسعة.. "الدولة العميقة" باقية وتعمل لصالح أجندتها الخاصة.. وتشكيل ائتلاف من الأحزاب يفرغ البرلمان من المعارضة الرئيس عبد الفتاح السيسى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثت وكالة الأسوشيتدبرس عن مرور قرابة عام على تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى إدارة مصر، وبينما قالت الوكالة إن الرئيس السيسى كان قادرًا على تحقيق بعض التحسينات للاقتصاد وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا والسعى لإصلاح الخطاب الدينى، فإنها انتقدت العديد من الأوضاع الداخلية خاصة ما يتعلق بالموقف من المعارضة.

السيسى حقق إصلاحات اقتصادية

وقالت الوكالة الأمريكية، فى تقريرها الأحد، إن الرئيس السيسى حقق إصلاحات على صعيد الوضع الاقتصادى الداخلى، والذى كان يعانى منذ ثورة 25 يناير 2011، كما استطاع تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا بعد فترة من التوترات، وهو التغيير الذى يعود بشكل كبير إلى موقف الرئيس المناهض للجماعات الإسلامية المتطرفة فى المنطقة، لافتة إلى أن مصر أصبحت أكثر قربًا من السعودية والإمارات والكويت فى ظل حكم السيسى، حيث أمدوا البلاد بما تحتاجه من مليارات الدولارات التى كانت فى حاجة ماسة إليها.

وأضافت أسوشيتدبرس أن موقف السيسى الصارم تجاه التشدد الإسلامى رافقته دعوات بإصلاح الخطاب الدينى للقضاء على التطرف واستبداله بالممارسات المعتدلة، كما أنه يقف وراء الجهود الجارية لتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب فى المنطقة، مشيرة إلى حملات الجيش والشرطة ضد المتشددين الإسلاميين، والتى تتركز فى سيناء حيث تنتشر الجماعات الإرهابية المسلحة، وفى المقابل فإن قوات الجيش والشرطة تواجه هجمات مضادة ورغم أنها عادة ما تكون صغيرة لكنها قاتلة.

الحرب على الإرهاب وشيطنة المنتقدين

ومع ذلك تقول الأسوشيتدبرس إن الحرب على الإرهاب سمحت بإطلاق يد الأمن ضد المعارضة، فضلاً عن قيام بعض مؤيدى الرئيس من المتشددين داخل وسائل الإعلام بشيطنة المنتقدين وإتهامهم بالخيانة أو تقاضى أموال من جهات أجنبية. وقد تم تسريب بعض التسجيلات الهاتفية لنشطاء سياسيين وحقوقيين، لأحد البرامج التليفزيونية، بهدف تشويه سمعة أولئك النشطاء، لافتة إلى أن المنظمات غير الحكومية، والتى كانت لها مساحة من الحرية واسعة نسبيا فى عهد مبارك، تعانى الآن إجراءات أمن مشددة، وفى بعض الحالات تم وقف أى أنشطة مثيرة للجدل، فضلا عن بقاء عدد من المنظمات الدولية الداعمة للديمقراطية مغلقة منذ مداهمتها فى ديسمبر 2011.

وتتابع الأسوشيتدبرس أن المحامى الحقوقى البارز نجاد البرعى، تعرض للاستحواب ثلاث مرات من قبل النيابة العامة، على مدى الأسبوعين الماضيين، بسبب قيامه وعدد من النشطاء بصياغة اقتراح بقانون مناهض للتعذيب وإرساله لمكتب الرئيس السيسى للنظر فيه، وقال البرعى "نحن فى مأزق عميق ففى مصر الجريمة الوحيدة التى لا تعاقب هى التعذيب".

وتقول الوكالة أن صعود السيسى إلى السلطة كان مصحوبا بموجة من القومية التى لم تراها مصر منذ الحروب مع إسرائيل بين 1948 و1973، موضحة أن هذه المشاعر بقيت وسط إدعاءات واسعة بأن الولايات المتحدة تفضل وتدعم، سرا الإخوان المسلمين، بحسب وصف الأسوشيتدبرس، التى تضيف "أن هذه المشاعر تغذت بفعل اللمسات الشخصية للرئيس السيسى الذى حذر مرار بأن مصر تواجه مجموعة من التهديدات الوجودية، وطالما ما ينتهى الرئيس خطاباته بشعار "تحيا مصر"، والذى تم كتابته على الطائرة الرئاسية.".

برلمان دون معارضة

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الرئيس السيسى، فى إحتماع مع رؤساء الأحزاب السياسية مؤخرا، قال انه مستعد لدعم ائتلاف يضم جميع الأحزاب فى الإنتخابات البرلمانية المقررة نهاية العام الجارى، مما يعنى أنه لا يريد كتلة معارضة له فى البرلمان المقبل، ويقول الكاتب عبدالله السيناوى، أحد أشد المؤيدين للرئيس السيسى: "لأ أحد متأكدا الآن أننا نسير على الطريق الصحيح أو أن هناك أملا فى نهاية نفق طويل"، وأضاف أن الرئيس ليست لديه عصا سحرية لحل المشاكل المستعصية، لكن عليه بذل مجهود أكبر للتخلص تماما من إرث عهد مبارك.

الدولة العميقة


وأنهت الأسوشيتدبرس تقريرها مشيرة إلى أن الرئيس السيسى لا يزال يتمتع بشعبية قوية بين قطاعات كبيرة من الشعب الذى يعتبره الشخص القوى الوحيد، الذى بإستطاعته قيادة البلاد فى هذا التوقيت الحرج، موضحة أن البعض يجادل أن السيسى ربما لا يؤيد إسكات المعارضة أو أنه غير قادر على فرض إرادته على مراكز عديدة للسلطة فى الدولة المصرية، التى يحتاجها والتى لها أجندة خاصة، مثل القضاء ووسائل الإعلام والأثرياء ورجال الأعمال والاجهزة الأمنية.

ونقلت الأسوشيتدبرس عن مقال للصحفى البارز إبراهيم عيسى قال فيه إن مؤسسات الدولة هى المعارضة الأقوى والأكثر خطورة على السيسى، وأضاف فى صحيفة المقال "ما يقوله الرئيس وما يحدث على أرض الواقع أمران مختلفان".

وتختم الوكالة الأمريكية بالقول "إن كلام عيسى يسلط الضوء بقوة على الدولة العميقة، وهو المصطلح الذى إستخدمه النشطاء المؤيدين للديمقراطية فى وصف أجهزة الدولة مثل الشرطة والقضاء والأجهزة الأمنية التى لديها مصالح مستقلة، لذا فإن إصرار الرئيس على العمل الجاد والتغيير والتحذير بأن الازدهار لن يأتى بين عشية وضحاها يمكن أن يعمل ضد مصالح تلك المؤسسات".


اليوم السابع -6 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة