حــســــن زايــــــد يكتب: جماعات الإرهاب والدم والفشل الذريع

الخميس، 16 يوليو 2015 07:04 م
حــســــن زايــــــد يكتب: جماعات الإرهاب والدم والفشل الذريع عمليات إرهابية - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد قلنا فى مقال سابق، إن فشل عملية الشيخ زويد فى سيناء، وما منى به تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية المزعومة "داعش" من خسائر فادحة، سيدفع به إلى تبنى الخيار الموازى، والذى ورد فى كتاب إدارة التوحش، وهو خيار دفع الثمن، حيث إن هذا الخيار فضلاً عن كونه يؤدى إلى استعادة عناصر التنظيم للروح المعنوية التى فقدت إثر الضربة الموجعة التى وجهت لهم، فإنه يسهم فى إحداث الإنهاك للدولة المستهدفة فى إطار سياسة النكاية والإنهاك التى يتبناها التنظيم . فهل يعد حادث السيارة المفخخة أمام القنصلية الإيطالية فى وسط القاهرة دفعًا للثمن؟، ربما يكون الأمر كذلك. فالتوقيت كان مقصودًا، حيث جرى التفجير مع أول ضوء كما تفعل الجيوش النظامية فى حروبها ـ حيث يكون الهجوم فى أول ضوء أو فى آخر ضوء ـ وأول ضوء فى نهار رمضان فى مصر، يضرب التراخى والكسل بخيامه على كل شيء. أما عن المكان ففيه روايتان، الأولى وهى الأضعف أن المكان المستهدف هو دار القضاء العالى، وهى الرواية الأضعف لأنه لو كان المستهدف دار القضاء العالى، لوجدت بقايا جثامين من كان يقود السيارة داخل الحطام المتبقى منها، وهو ما لم يحدث . الرواية الثانية وهى الأرجح، أن المستهدف كان مبنى القنصلية الإيطالية ـ وهو مبنى عمره تجاوز القرن من الزمانـ جرى ركن السيارة المفخخة بجواره . وقد كان المستهدف من ضرب القنصلية ـ الذى أسفر عن استشهاد مواطن، وجرح عشرة مواطنين آخرين ـ تبليغ رسالتين، إحداهما إلى الداخل المصرى، والثانية إلى الخارج. أما الرسالة الموجهة إلى الداخل المصرى فتستهدف بث الرعب فى نفوس المصريين، بالتفجير فى الأماكن الأكثر ازدحامًا، وبالتالى إسقاط اكبر عدد ممكن من الضحايا . وخلق أجواء من عدم الثقة فى قدرات الدولة بقضها وقضيضها على حماية المواطنين، وذلك بمساعدة وسائل الإعلام المطبلة فى الاتجاه المعاكس، بمناسبة، وبدون مناسبة ـ ضد الحكومة ووزارة الداخلية، بما يؤثر سلباً على فرص الاستثمار الأجنبى المتاحة، والتى لن تسعى للعمل فى ظل حكومة فاشلة . وهذا يؤدى إلى سقوط الحالة الإعلامية المصرية ـ التى تتخذ من هذا السبيل منهجاً ومسلكاً ـ فى هوة العمالة والخيانة للوطن، وإن لم تكن تقصد إلى ذلك بالفعل . ومع ذلك فالرسالة قد ضلت هدفها، فبدلاً من زيادة الحنق والغضب والسخط على أجهزة الدولة، انقلب هذا على الإخوان وزبانيتها . وبدلاً من التفرق من حول القيادة السياسية، فإذا بالجماهير تزداد التفافًاً حولها، والتصاقاً بها . لأنها بحسها الفطرى تدرك عدم وجود عجز أو تقصير من جانب أجهزة الأمن، لأن تلك العناصر الإجرامية هم خلايا نائمة فى أحضان المجتمع، وهم منه . والرسالة الثانية المستهدف إبلاغها من وراء الحادث هى تلك الموجهة للخارج . وقد كان الهدف منها ضرب الموسم السياحى ؛ لأن السياحة يلزمها الاستقرار بالضرورة . وضرب الاستثمار الأجنبى المتوقع بعد المؤتمر الاقتصادى . ورسالة تحذير للوفود الأجنبية المدعوة لحضور احتفال افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة بأنهم مستهدفين من جانب العناصر الإجرامية . واخيراً، استهداف الجاليات والبعثات الأجنبية فى تطور نوعى كان قد سبق التهديد به، والتحذير منه من أحد العناصر الإرهابية، فى أحد الفيديوهات التى جرى بثها على مواقع التواصل الإجتماعى . وقد فشلت هذه الرسالة أيضاً فى بلوغ أهدافها، ففى مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية قال رئيس الوزراء الإيطالى أن : " السيسى زعيم كبير ". وأضاف: "دعونى أكون صريحاً جداً، فى هذا الوقت قيادة السيسى وحدها قادرة على إنقاذ مصر". وتابع: "هذا رأيى الشخصى وأنا أفتخر بصداقتى معه وسأدعمه من أجل إحلال السلام لأن منطقة المتوسط دون مصر ستكون قطعا منطقة دون سلام".

وقال: "هجمات من هذا النوع لديها جوانب عشوائية لإظهار القدرات اللوجستية لاستهداف الدول الغربية". وتابع: "الشيء المؤكد هو أن إيطاليا سترد بصرامة، ولن يتم تخويفنا". ويتضح مدى الفشل الذريع الذى منيت به جماعات الإرهاب والدم، وقد ضاعت أموالهم التى جمعوها، وانفقوها على إرهابهم هدراً . وقد صدق فيهم قول ربنا: "فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة