تعرف على الانضمام إلى أهل المحبة فى كتاب "اللمع" لـ"أبو نصر الطوسى"

الأربعاء، 08 يوليو 2015 12:00 ص
تعرف على الانضمام إلى أهل المحبة فى كتاب "اللمع" لـ"أبو نصر الطوسى" غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"متقربًا إلى الله تعالى ذكره وشاكرًا له على ما منحه من توفيقه وهدايته إلى مولاة هذه العصابة، ومناوءة من بسط لسانه فيها بالوقيعة فيهم، والإنكار عليهم، وعلى سلفهم الماضين" هكذا يتحدث أبو نصر ابن السراج الطوسى عن الصوفية، ويؤكد أنهم قوم قاموا بشرط العلم ثم عملوا به ثم تحققوا فى العمل فجمعوا بين العلم، والحقيقة، والعمل، هكذا يراهم ويرى أهدافهم وشروطهم وعلمهم وغايتهم، وقد حدد ذلك وبينه ووضحه فى كتابه "اللمع"، الذى يسميه البعض "قرآن الصوفية".


ويعد كتاب "اللمع" هو الكتاب الأم فى تاريخ التصوف الإسلامى، وقد اجتمعت له خصائص ميزته عن غيره من الكتب، فهو أقدم مرجع إسلامى صوفى، وهو من أوثق المراجع وأغزرها مادة وهو كتاب تاريخ، وعلم، وإشعاع يرشد السالكين، ويعلم العلماء.

يقول الطوسى فى بيان مادة الكتاب، (فإنى قد استخرت الله تعالى وجمعت أبوابًا فى ما وصل إليه أهل التصوف، وتكلم مشايخهم المتقدمون فى معانى علومهم وعمدة أصولهم، وأساس مذهبهم وأخبارهم وأشعارهم ومسائلهم وأجوبتهم ومقاماتهم، وأحوالهم، وما انفردوا بها من الإشارات اللطيفة، والعبارات الفصيحة، والألفاظ المشكلة الصحيحة على أصولهم، وحقائقهم، ومواجيدهم، وفصولهم)

وقد بدأ كتابه ببيان الدافع له على تصنيف الكتاب، ومنهجه، وموضوعه. ثم بيان صنوف العلم، والعلماء، وتفضيل الصوفية على سائر العلماء، وبيان حقيقة التصوف، والصوفيين، وأصول التصوف، وسبب تسميتهم بذلك، وذم المنتسبين إليه ممن لم يعرفوا حقيقته، والفرق بين علوم الظاهر والباطن، ثم شرع فى بيان التوحيد، والمعرفة على مذهبهم، وتفسير مقامات، وأحوال الصوفية؛ كالتوبة، والتوكل، والرضا، والمحبة...، وبيات تفاوت الناس فى قبول القرآن، ثم الحض على الاتباع للسنة، وترك الابتداع، ثم ذكر بعض مستنبطات الصوفية للكتاب، والسنة، ثم شرع فى ذكر أئمة الصحابة، وأتبعه بالحديث عن آداب العبادات، والمعاملات، كالصلاة، والصيام، والسفر، والضيافة، والزواج، ثم مراسلات الصوفية، وإشاراتهم، وأشعارهم، ووصاياهم، ثم أفرد لقضية السماع كتابًا خاصًا لما تشكله القضية من أهمية فى عالم التصوف، ثم تكلم عن الكرامات، وشرح الألفاظ الصوفية المشكلة، ثم عمد إلى تأويل الألفاظ الكفرية المنسوبة لأعلام الصوفية بما يأمل به أن يجعلها موافقة للصواب، ثم ختم بتتبع أخطاء بعض الجماعات الصوفية فى بعض المسائل الهامة.

ومن أهم ما أكد عليه الطوسى الصفات التى تميز بها الصوفية عن غيرهم من العلماء ويجمع 16شرطا من كن فيه كان نتصوفا حقا هى: أداء الفرائض، اجتناب المحارم، ترك ما لا يعنيهم، وقطع كل علاقة تحول بينهم وبين مطلوبهم ومقصودهم، القناعة بقليل الدنيا عن كثيرها والاكتفاء بالقوت الذى لابد منه والاختصار على ما لابد منه من مهنة الدنيا من الملبوس والمفروش والمأكول وغير ذلك، اختيار الفقر على الغنى اختياراً ومعانقة القلة ومجانبة الكثرة، إيثار الجوع على الشبع والقليل على الكثير، ترك العلو والترفع وبذل الجاه والشفقة على الخلق والتواضع للصغير والكبير، الإيثار فى وقت الحاجة إليه، أن لا يبالى من أكل الدنيا، حسن الظن بالله، الإخلاص فى المسابقة إلى الطاعات والمسارعة إلى جميع الخيرات، التوجه إلى الله تعالى والانقطاع إليه، الرضا عن قضاياه، الصبر على دوام المجاهدة، ومخالفة الهوى، ومجانبة حظوظ النفس والمخالفة لها، كما يتأذون من فتح الدنيا عليهم ويعدونه بلاء، الاستنباطات اللطيفة من الكتاب والسنة ما تعجز عنه فهوم الفقهاء والمحدثين.



موضوعات متعلقة..


"مدارج السالكين".. وتشبيه ابن القيم نفسه بهدهد سليمان فى مواجهة شيخه الصوفى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة