افتح قلبك مع د. هبة يس.. طب والعمل؟

الأربعاء، 12 أغسطس 2015 02:00 م
افتح قلبك مع د. هبة يس.. طب والعمل؟ د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل (ب) إلى افتح قلبك يقول:
أنا شاب عمرى 28 سنة، سافرت فور تخرجى للعمل بإحدى الدول العربية التى تتسم بالانغلاق الشديد، كما أنى نشأت فى أسرة انطوائية إلى حد كبير، مما جعل علاقاتى بالجنس اللطيف منعدمة تماما، حتى أثناء دراستى فى الجامعة لم أكن أجرؤ على الاقتراب أو التحدث مع إحدى زميلاتى... لهذا فأنا لا أعرف عن عالمهن شيئا، ويوما بعد يوم أصبحت أشعر أنهن من كوكب آخر فعلا، وكأنهن يتحدثن لغة لا أفهمها.

لم أواجه مشكلة تذكر إلا عندما بدأت أفكر فى موضوع الزواج، وكان ذلك منذ حوالى سنتين فقط، فانا الآن والحمد لله أشغل منصبا متميزا فى إحدى الشركات الشرق أوسطية، ولدى شقتى الفاخرة، ودخلى كبير والحمد لله، فلم أكن أفعل شيئا طوال الـ7 سنوات الماضية غير العمل، ليل نهار، إن لم يكن بهدف تحصيل المادة، فبهدف قتل الفراغ والوحدة اللذين كانا يلازمانى فى سنوات غربتى.

رأيت صور فتيات كثيرات، ولم أقدم على رؤية إحداهن فعليا أبدا، فقد كنت أحلم بزوجة (جميلة جدا)، وليس مجرد عروسة عادية، لهذا لم أكن أتحمس لأى صورة أراها حتى وقعت عينى عليها.. رأيتها عند زيارتى لأخى فى مصر الصيف الماضى، وعرفت أنها جارته، وصديقة زوجته، وأنها لا زالت آنسة بالرغم من جمالها الصارخ فى عمر الـ27، فتعجبت ولكنى فرحت جدا لهذا الخبر، فربما كان ذلك حتى تكون من نصيبى أنا.

تقدمت لوالدها فى خلال يومين من رؤيتى لها أول مرة، لأنى شعرت أنها هى التى أبحث عنها، ووجدت ترحابا من والدها ومن والدتها، خاصة وبعد أن عرفوا أنى أخى جارهم، وأن زوجته صديقة ابنتهم، تحدثت معهم فى كل شىء من أول جلسة، وبمنتهى الصراحة والوضوح، حكيت لهم ظروفى المادية كاملة، وطلبت منهم الرد على فى خلال أيام، حتى نتمكن من عمل حفلة الشبكة وكتب الكتاب قبل أن أعود لعملى، على أن أعود فى خلال 6 أشهر لإتمام الزفاف، وأخذ العروسة معى إلى حيث أعمل.

لم أر العروسة يومها إلا بشكل خاطف، فقد دخلت لتقديم المشروب كما هى العادة ثم انصرفت سريعا، كم كنت أتمنى أن تجلس معنا ولو قليلا، ولكنها حتى لم تنظر تجاهى، ربما لخجلها أو لارتباكها... لا أعرف.

وصلنى الرد بالموافقة، ففرحت جدا، وكنت فى بيتهم أقرأ الفاتحة فى نفس اليوم، ولكنى لاحظت أن العروس صامتة لا تبدى أى تعبير بالفرحة أو بالسعادة، كما أنها لم تنظر إلى إطلاقا، بل بالعكس كانت تشيح بوجهها بعيدا عن نظراتى المتلهفة، فتعجبت جدا، ولم أجد تفسيرا لذلك، وقلت فى نفسى ربما يكون ذلك تعبيرا عن الخجل أو التوتر أو ما شابه، ولكنى لم أثق فى تحليلى للموقف لأنى كما قلت سابقا لم أتعامل مع الجنس الناعم ولم أفهمهم يوما ما.

طلبت من والد العروس تليفونها، واستأذنته فى الاتصال بها، ولكنها لم تتغير على الهاتف أيضا، دائما صامتة، شاردة، جامدة، وكأنها لا تسمعنى ولا ترانى، حتى فوجئت يوما ما بها تتصل بى وتطلب أن نلتقى، ولكن دون أن أخبر أهلها، ترددت فى البداية واعتقدت أن هذا قد يكون اختبار لى منها، ولكنى ذهبت لمقابلتها كما طلبت، فإذا بها تلقى فى وجهى قنبلة من العيار الثقيل، وهى أنها مرتبطة عاطفيا بزميل لها منذ أن كانت بالكلية، وأنها ظلت ترفض من يتقدمون لها حتى تنتظره، ولكنه تعثر فى تكوين نفسه، ولم يتمكن من تدبير شىء مما طلبه منه والدها عند لقائهما... طبعا أسقط فى يدى، ولم أعرف ماذا أقول؟، هل أحييها على شجاعتها وصراحتها، أم أعنفها وألومها على قبولها بى، ولكنها سبقتنى ووضحت لى أن والدها هو من قبل بالخطوبة، وأنه كان قد عزم على تزويجها لأول شخص مناسب بعد بلوغها سن السابعة والعشرين، طالما أن هذا الشخص الآخر لم يصبح هاجزا بعد.

اختفيت من حياتها تماما، وعدت إلى عملى بالخارج دون حتى أن أبلغ والديها، وبالتالى غضبا منى ومن أخى كثيرا، واعتبرا أنى شخص غير محترم، كنت أريد التلاعب بهما وبابنتهما، فثار أخى لاتهامهما لى بذلك، فزل لسانه وأخبرهما بالسبب، وبأن ابنتهما هى التى (طفشتنى)، وحكى لهما ما حكته هى لى بالضبط، مع أنى كنت قد استحلفته بالله ألا يفعل، فما كان من والدها إلا أن اتصل بى وأنا بالخارج، واعتذر لى بشدة، وقال لى إن ابنته لم تقصد أى شىء قالته، فهى (معمول لها عمل)، يجعلها تقول أشياء غير واقعية عن نفسها وعن أسرتها، تجعل كل عريس يتقدم لها يهرب سريعا، وهذا هو سبب تأخر زواجها حتى الآن بالرغم من جمالها الواضح... وأسقط فى يدى مرة أخرى، هل يمكن أن يحدث ذلك فعلا؟.

لا أخفيكى سرا يا دكتورة أنا لم أتوقف عن التفكير فيها بالرغم من أنى سافرت وتركتها منذ ما يقرب من السنة، كنت أتمنى أن أرتبط بها فعلا، وكنت فى قمة سعادتى عندما وافقوا على بسرعة، واعتبرت أن هذا مؤشر جيد على أنى قد وفقت فى الاختيار، وحزنت جدا عندما صدمتنى بكلماتها تلك بشكل لا يمكننى وصفه، فقد شعرت أن أحلامى قد انهارت فجأة بعدما تماديت فيها وكدت أصدق أنها حقيقة، لهذا عاودنى الأمل من جديد عندما قال لى والدها أنها لم تعنى ما قالت، وأنه لم يكن حقيقيا، ولم يكن بإرادتها... لكن كيف لى أن أتاكد من الحقيقة؟، من منهما صادق فى قوله؟، البنت أم أبوها؟.

أخى ينصحنى بصرف النظر عن هذه الفتاة، حتى وإن كان كلام والدها صحيحت، لكنى تعلقت بها فعلا، وبصراحة لم أر أجمل منها من قبل، لكنى وفى نفس الوقت أشك فى تقديرى للأمور، فهل من الممكن أن يكون حزن ووجوم وكلام هذه الفتاة بسبب هذا العمل فعلا؟، ما رأيك؟.

وإليك أقول:
رأيى أنك رجل محترم ومستقيم، ولكن لا تغضب منى (خام) جدا، فمهما كانت علاقاتك محدودة بالجنس الناعم، فلا يمكن أن تخطئ رفض الفتاة لك، وعدم سعادتها بك، وكلماتها الصريحة الواضحة للتملص من الارتباط بك، سواء كان ما قالته صحيحا أو مجرد حجة، فكيف لك أن تشك بعد كل ما رأيت بعينك، وسمعت بأذنك من هذه الفتاة؟؟..

ثم أى (عمل) هذا الذى يجعل الإنسان يقول كلاما لا يعنيه؟، هل كانت منومة مغناطيسيا عندما اتصلت بك وطلبت لقائك، وقصت عليك قصتها؟؟... الأمر لا يقبل الشك يا سيدى، البنت لا تريدك، إما لأنها صادقة فى قصتها فعلا، ولأنها متعلقة بشاب آخر غيرك، أو لأنك لا تروق لها، فاخترعت هذه القصة حتى تهرب أنت بلا رجعة وبدون نقاش معها أو مع أهلها، وقصة (العمل) تلك ما هى إلا ذريعة لفقها أهلها حتى لا تضيع من ابنتهم، لأنهم يرونك فرصة لا تعوض، فأنت شاب، وإمكانياتك المادية متميزة، بالإضافة إلى أنك شخص نقى بلا سابق تجارب.. فأين لهم بمثلك مرة أخرى؟.

صحيح (مرآة الحب عمياء) فأنا أجزم أنك كنت ستعرف الحقيقة بمنتهى السرعة لو كانت تلك هى قصة أحد أصدقاءك الذى يقصها عليك ويأخذ رأيك فيها، ولكن لأنك أنت طرف فى الموضوع، ولأنك تعلقت بالفتاة فإنك تحاول أن تجد لها أى عذر حتى تعود لك من جديد، حتى وإن كنت تضحك على نفسك.

رأيى أن تغلق هذا الباب تماما ونهائيا، وأترك هذه الفتاة بـ(عملها) لأهلها ليتفاهموا سويا بعيدا عنك، وعد أنت لسابق بحثك عن بنت الحلال، لكن اسمح لى أن ألفت انتباهك إلى شىء مهم جدا، وهو أن الشكل ليس كل شىء يا صديقى، فلن أجادلك فى رغبتك بأن تكون زوجتك جميلة جدا، فهذا من حقك بالطبع، لكن لا تتسرع بكتب الكتاب والزواج قبل فترة خطوبة مناسبة تمكنك من التعرف على شخصيتها بدرجة معقولة ، فكم من ثمرة زاهية بهية من الخارج، لكنها مرة المذاق لا يمكن احتمالها من الداخل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة