رمضان العباسى

مشاريع قومية بروح قناة السويس

السبت، 08 أغسطس 2015 11:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاش المصريون على مدار الأيام الماضية فرحة النصر ونشوة الإنجاز، وأكدوا للعالم من جديد أن مصر ستظل عبقرية المكان ومحور الاهتمام على مر العصور، بعدما نجحوا فى إضافة شريان جديد للتجارة العالمية، وتغيير الخريطة الكونية.

لم يأت احتفاء المصريين بهذا الإنجاز من فراغ، فقد ارتطبت أفئدة المصريين بهذا المكان منذ فجر التاريخ، حيث كانت سيناء ممر الأنبياء قبل أن تكون ممر السفن والبواخر ومهبط الوحى من السماء، وحاضنة الجبل المقدس قبل أن تكون حاضنة للتجارة العالمية، لذلك كان الارتباط الوجدانى والعاطفى للمصريين بهذه البقعة يختلف عما سواه، فكل حدث فيها له أثر فى نفوسهم وتاريخ طويل مدون فى ذاكرتهم ووجدانهم.

مثّلت قناة السويس حلمًا كبيرًا كان يراود المصريين منذ آلاف السنين، حلم يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ، لربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وبدأت أولى خطوات تنفيذ هذا الحلم من حفر قناة الملك سنوسرت الثالث فى عام 1874 قبل الميلاد، ثم قناة سيتى الأول، مرورا بقناة أمير المؤمنين التى شقها عمرو بن العاص، بعد الفتح الإسلامى لمصر عام 640 ميلادية، قبل أن يتم ردمها فى عام 775 ميلادية، ويرى كثير من المؤرخين أن هذا الولع بربط البحرين على مر العصور كان تلبية لاحتياجات استراتيجية متعددة، هذا الولع هو الذى دفع الفرنسيين إلى الإيعاز للخديو سعيد بحفر قناة السويس، باعتبارها كانت الحل الوحيد حينذاك، لكسر الاحتكار البريطانى لحركة الملاحة الدولية.. وحاول ديليسبس الذى كان يشغل وقتها نائب القنصل الفرنسى بمصر إقناع محمد على باشا بحفر القناة، لكن محمد على فضل إنشاء القناطر الخيرية على النيل للتقليل من إهدار ماء النيل فى البحر، ولكن ديليسبس نجح بعد سنوات فى إقناع الخديو سعيد بما فشل فيه فى عهد محمد على، ليحصل لفرنسا على عقد الامتياز الأول لقناة السويس لمدة 99 عامًا من تاريخ افتتاحها.
شريان الخير والعطاء، الذى قدمته مصر للعالم فى المرة الأولى عام 1869 كان بدمائهم وعرقهم فقد حفرها ما يزيد على نصف مليون من الأجداد بأيديهم العارية وآلاتهم البدائية فى وقت كان عدد المصريين لايتجازو الخمسة ملايين، وسقط فى تلك الملحمة ما يزيد على 125 ألفا من المصريين وبالرغم من ذلك كان نصيب مصر من أسهم القناة 64 ألف سهم من إجمالى 200 ألف سهم، ولم يكتف الخديو سعيد بذلك، بل باع أسهم مصر للإنفاق على حفل الافتتاح، وكأن هدفه الأول تنظيم الحفل والفوز بمعشوقته وتحقيق أحلامه على حساب مصر وحياة المصريين.

احتفاء المصريين بالقناة الجديدة خطوة من ألف خطوة، كما قال رئيس الجمهورية فى حفل الافتتاح، ولكن حتى تكتمل الفرحة ويعم الرخاء نتمنى الإعلان عن مشاريع قومية كبرى أخرى يتم تنفيذها خلال عام على أن تفتتح فى هذا التاريخ من العام القادم لتبقى القناة تضخ الخير فى شريان المصريين والعالم، فما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا الإرادة والمتابعة والحزم، فقد اكتمل مشروع القناة رغم ضخامته فى الوقت، الذى مازالت فيه باقى المشاريع، التى تم الإعلان عنها مثل مشاريع الطرق والإسكان والصناعة والزراعة وغيرها من المشاريع تنتظر من يفرج عنها وينفذها من روتين الموظفين وعرقلة القوانين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

رأفت على جوده

حل لجميع المشاكل المصرية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة