كرم جبر

11 سبتمبر.. والحرب الصليبية!

الأربعاء، 09 سبتمبر 2015 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأن الولايات المتحدة كانت تنتظر أحداث 11 سبتمبر، وتفجير برجى التجارة، لتستدعى مخزون الكراهية ضد العرب والمسلمين منذ نشأتها، واجتر بوش الابن أحزان الماضى، وهو يصرخ غاضبا «لم أكن أتخيل أبدا أن يستخدموا طائرة كصاروخ»، واستعاد عداء الرؤساء السابقين، ابتداء من جورج واشنطن أول رئيس، الذى كان يعتبر الإسلام دينا إرهابيا، «ولا يمكن أن يكون هناك سلام على الأرض بسبب أفكارهم المتطرفة، ويجب أن يحملوا السلاح ضد بعضهم البعض»، وكأن أمريكا كانت تنتظر الحادث الإرهابى الإجرامى، لزراعة الشر فى المنطقة، وإعلاء الوحشية والكراهية، دون أن يؤنبها ضميرها، لأنها هى التى أطلقت الوحوش فى أفغانستان، ظنا منها أنها قادرة على ترويضهم، بعد أن يلتهموا عدوهم الاستراتيجى الاتحاد السوفيتى، وبعد انهياره بحث وحوش أمريكا عن فريسة جديدة فكانت أمريكا نفسها.

وكان بوش الابن أشد تطرفا من مهاويس الانتقام لحادث برجى التجارة، وأصبحوا ينظرون لجيرانهم المسلمين كغرباء، من خارج حدود الحياة والتاريخ الأمريكى، ونشطت مؤلفات العداء التاريخية، مثل كتاب دينيس سبيليرج «الإسلام والآباء المؤسسين لأمريكا» الذى يرجع كراهية الغرب للمسلمين لثلاثة أسباب: وحشية غزو الأندلس، والحروب الصليبية، وميراث الإمبراطورية العثمانية البغيض ضد شعوب الغرب، وقرر أن يدفع العالم الإسلامى الذى هو ضحية الإرهاب، فاتورة 11 سبتمبر.

وتحرك بوش الابن بوازع من مسيحيته الإنجيلية الأصولية، التى ظهرت بوادرها عليه أثناء حملته الانتخابية، فكان يجلس مع جمع من كبار القساوسة لينال بركتهم، وأدخل الصراع فى أتون الحرب الدينية، وقرر أن يقود «حربا صليبية» لاقتلاع ما أسماه كل أنواع المقاومة الإسلامية والجهاد الإسلامى «حرب المدنية والحضارة ضد البربرية»، ولما تعرض لهجوم شديد من الدول الإسلامية المعتدلة، وملايين المسلمين الأمريكيين المسالمين، تراجع قليلا عن عدائه المعلن لكسب مزيد من الحلفاء، فى حربه الغامضة ضد الإرهاب، مرددا أن أعمال العنف ضد الأبرياء فى 11 سبتمبر، تتعارض مع المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية، وأصدقاؤنا المسلمين لم يستطيعوا تصديق ما شاهدوه على شاشات التليفزيون.. ولكن ما فى القلب فى القلب، فأمريكا هى التى حضّرت العفريت، وأرادت أن تعيده إلى محور الشر، أفغانستان والعراق وإيران، وعلى المسلمين جميعا أن يدفعوا الثمن.. وللحديث بقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة