محمد الغيطى

أمين شرطة «اسم الله»

الأربعاء، 09 سبتمبر 2015 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أنا كنت بحلم أبقى ظابط شرطة، بس بعد اللى حصل لماما من الشرطة أنا كرهت الظباط والشرطة كلها».. بعفوية شديدة عبّر الطفل ابن سيدة حدائق القبة عما شاهده من سحل وضرب لأمه فى الشارع لمجرد أنها صورت مشهد ضرب وسحل وتعذيب مواطن على أيدى الشرطة، هى تقول إنها كانت تمشى مع ابنها، وفجأة وجدت رجلًا ينزف يلقى بجوارها فى الشارع، ثم جاء الأمناء و«نزلوا فيه ضرب» وهو جثة على الأرض، فصرخت: حرام عليكم، وطبعًا لم ينتبه إليها أحد وسط الحفلة التترية البربرية الهمجية السادية، والكلمة الأخيرة تعنى مرض «الساديزم» أى التلذذ بتعذيب الآخر، والشعور بالنشوة من رؤية الدم والاستماع لتأوهات المضروبين والمعذبين.. وأنا أتصور أن معظم الأمناء، وعددًا لا بأس به من ضباط الشرطة يعانون من أعراض هذا المرض السيكوباتى، وكثيرًا ما كتبت أطالب بكشف نفسى دورى على كل أفراد الشرطة من قبل أطباء نفسيين، وخبراء علم النفس السلوكى، والتنمية البشرية، وهذا موجود فى كل دول العالم المتحضر.. الدول الفاشية، والحكومات المستبدة فقط هى التى تترك أفراد الشرطة يعذبون المواطنين، ويهينون كرامتهم فى غيبة من القانون.

أعود لقصة السيدة، ماحدث يا سادة أن الأم الساذجة صرخت فى الجلادين، ولم يسمعوا لصراخها، وبالمناسبة هى لا تعرف المضروب أصلًا حسب روايتها، ومعدية بالصدفة، فما كان منها إلا أن أخرجت الموبايل وصورت واقعة التعذيب، وبعد أن تحرك موكب الباشوات قال أحدهم: الست صورتنا، فعادوا مرة أخرى وسحبوها من أحد المحال التى دخلتها، وخلعوا عنها الحجاب، وسحلوها وهات يا ضرب، وأحدهم يردد قائلًا: عشان تعرفى تصورى كويس، ثم أخذوها للقسم وهى تحكى ما يدمى القلب، وما يعحز القلم عن تصويره.. كيف أنهم سلموها للسوابق وعلقوها ومنعوها من دخول الحمام ، وفى اليوم التالى خرجت من النيابة.. السؤال: من يحاسب من فى وزارة الداخلية؟، أليس لهذه المساخر من آخر، وإذا كان هذا الحادث تكرر بنفس الأسلوب الهمجى خلال الأيام الماضية، وجعل الوزير يتحرك ويأمر بالتحقيق لأنه تم تسريبه للإعلام، فماذا عن عشرات وآلاف الخروقات التى تحدث ولا أحد يسمع عنها شيئًا، ألم تقم ثورة يناير فى الأساس ضد شرطة العادلى، ومهانة المواطن المصرى داخل أقسام الشرطة، ألم يكن شعار الثورة كرامة إنسانية؟

لقد وقفنا مع الشرطة حتى تعافت والحمدالله، ونعلم أنها تقدم الشهداء فداء للوطن فى حرب الإرهاب، وبصراحة كنا نراهن على تغير الفكر الأمنى القديم، وصدعنا ككتاب وإعلاميين رؤوس الشعب بأن الشرطة تغيرت منذ 30 يونيو، ووزير الداخلية الحالى قال فى أول تصريح له: لن أقبل بإهانة مواطن، ويبدو أن كل هذا مجرد مانشتات صحف.. يا وزير الداخلية، المنظومة كلها تحتاج إلى إصلاح، وليس ظهور أكثر من فيديو خلال الأسابيع الماضية، مثل فيديو المترو، أو المجمع، أو سيدة الحدائق، سوى معنى واحد، أن دولة الظلم فى الشرطة تعود، وان إمبراطورية أمناء الشرطة أكبر من أكبر مسؤول فى الداخلية، ولا يملك المصريون أمام هذا إلا الدعاء، وحسبنا الله ونعم الوكيل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

إسلام

تستاهلوا

علشان تبقوا تطبلوا كويس...

عدد الردود 0

بواسطة:

amin khater

سعادة البيه الامين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة