كرم جبر

غنائم 25 يناير و30 يونيو!

الجمعة، 01 يناير 2016 07:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأزمة دائما فى الغنائم، والإحساس "الافتراضى" العميق لـ"أصحاب" ثورتى 25 يناير و30 يونيو، بأن لهم حقوقا مشروعة فى الوليمة، ومن حقهم اقتناص المناصب والمزايا والمنافع، وإلا تغيروا وتمردوا إذا خرجوا من المولد بلا حمص، وتأملوا بأنفسكم "أشخاص" انقلبوا وبدلوا مواقفهم، وصاروا معارضين بعد أن كانوا أشد المؤيدين، لأنهم لم يغرفوا من الكنز، وسبحان من يغير ولا يتغير، ما بين الأمس واليوم نتقلب من حال إلى حال.

لم يهنأ "أصحاب" 25 يناير طويلا، بالغنائم التى حصلوا عليها فى الإعلام والمناصب والثروة، ووجد رموزهم انفسهم مبعدين ومطاردين، فتصوروا ان 30 يونيو هى السبب، لأنها أزاحتهم وجاءت بغيرهم، ولو كانوا منصفين وواجهوا انفسهم بالحقيقة لأدركوا انهم هم الذين أزاحوا أنفسهم ولم يكونوا من حاجة إلى من يزيحهم، إما لارتمائهم فى أحضان الإخوان أو لاتهامات بالتعامل مع جهات أجنبية فى قضية التمويل الغامضة، أو لعقاب الهى لأنهم شربوا من نفس كأس الإقصاء الذى سقوه لغيرهم بغلّ وحقد وكراهية، فالجزاء من جنس العمل، والحصاد من نفس البذرة، وافعل ما شئت كما تديد تدان.

أما "أصحاب" 30 يونيو فقد بنوا شرعيهم الغنائمية على قاعدة أنهم أزاحوا الإخوان، واستردوا البلاد من مخالب الشيطان، وأسسوا على ذلك حقهم فى احتلال المناصب ودخول البرلمان، وأن يجلسوا جنبا إلى جنب رئيس البلاد وأن يذهبوا معه أينما ذهب، وألا تتحرك الدولة دون مشورتهم، وألا تتخذ قرارا إلا بعد الرجوع إليهم، وإذا لم تفعل فسوف نهاجمها ونذكرها بالذى مضى، ونرفع فى وجهها فزاعتى الفلول والإخوان.. والمواطن الكريم لدية الحنكة والوعى ليفسر التقلبات السياسية الحادة التى تحدث الآن، بصورة أكبر من تقلبات طقس يناير.

مخطئ من يتصور أنه كان "عقل" أو "عضلات" 25 يناير و30 يونيو، ويبنى حساباته ومواقفه السياسية، على حجم ما يحصل عليه بناء على الدور "الافتراضى" الذى لعبه، فصاحب الثورتين الأصلى هو الشعب المصرى، الذى خرج أولا بحثا عن الحرية والعدالة الاجتماعية، ثم عاد إلى بيته عندما قفز على اهدافه النبيلة اللصوص والإخوان والبلطجية والمتآمرين.

يقول جوستاف لوبون صاحب كتاب "سيكولوجية الجماهير": "الحرب يبدأها السياسيون ويكون وقودها الجماهير وهم أقل حظا ساعة توزيع الغنائم"، وهى قاعدة يجب أن نهدمها ونقلبها ونغيرها، لتكون غنائم 30 و25، للجماهير التى خرجت وصمدت، وتحملت السنوات الماضية بكل ما فيها من اضطرابات وفوضى وخراب ودمار، ومن حقها أن تنعم بمزيد من الهدوء والاستقرار، لتتفرغ البلاد لمعارك التنمية والبناء، وليس لخناقات بهوات الثورة الباحثين عن الغنائم والهبات.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة