وفاة مصورة مغربية فرنسية متأثرة بإصابتها فى هجمات واغادوغو

الثلاثاء، 19 يناير 2016 08:08 م
وفاة مصورة مغربية فرنسية متأثرة بإصابتها فى هجمات واغادوغو هجوم بوريكنا فاسو
الرباط (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستوفيت المصورة المغربية الفرنسية ليلى علوى متأثرة بمضاعفات الجروح التى اصيبت بها فى هجوم واغادوغو الجمعة الماضى فى احد مستشفيات عاصمة بوركينا فاسو، فيما طالبت وزارة الخارجية الفرنسية بالتحقيق لكشف ملابسات وفاتها بينما كان يجرى العمل لنقلها الى فرنسا.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن السفارة المغربية فى واغادوغو، ان علوى توفيت فى إحدى عيادات العاصمة "عقب اصابتها بسكتة قلبية"، مضيفة أنه "سيتم نقل الجثمان إلى المغرب فى أقرب وقت ممكن بعد استكمال الإجراءات".

وفى باريس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال ردا على المساعدة التى قدمتها فرنسا للمصورة بعيد اصابتها بجروح "رغم الاسعافات التى قدمت لها تدهور وضعها الصحى بشكل مفاجىء بينما كان يجرى العمل على اجلائها" إلى فرنسا.

وأوضح ان وزارة الخارجية طلبت من المفتشية العامة لوزارة الخارجية اعداد تقرير حول ملابسات الوفاة.

وكانت مجموعة من الجهاديين شنت هجوما ليل الجمعة الماضى على مطعم وفندق فى واغادوغو يرتادهما غربيون ما خلف 29 قتيلا ، كما احتجزوا رهائن فى اعتداء تبناه تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى.

وكانت ليلى علوى وقت الهجوم فى مقهى ومطعم يحمل اسم "كابوتشينو"، وأصيبت برصاصتين واحدة على مستوى الذراع وأخرى فى الساق، ليتم نقلها بعد ذلك إلى إحدى العيادات حيث أجريت لها عملية جراحية.

وأصدر قصر الاليزيه صباح الثلاثاء بيانا اعلن فيه ان الرئيس فرنسوا هولاند "ينحنى امام ذكراها ويقدم خالص تعازيه الى عائلتها".

وتعتبر ليلى علوى مصورة معروفة فى المغرب وفرنسا ولبنان حيث كانت تعيش قسما من السنة. وكانت فى بوركينا فاسو فى اطار مهمة لمنظمة العفو الدولية التى نعتها الثلاثاء مع سائقها محمد اويدراوغو.

وكان الاثنان فى سيارة متوقفة قرب قهوة كابوتشينو عندما أصيبا بإطلاق نار.

وأعلنت منظمة العفو الدولية الثلاثاء ان ليلى علوى توفيت الاثنين اثر اصابتها بنوبة قلبية بينما كانت فى العناية الفائقة وكان يجرى العمل على نقلها الى فرنسا.

وفى اتصال لـ أ ف ب الثلاثاء مع كريستين علوى، والدة ليلى فى مراكش، قالت بصوت متأثر "نحن فى حاجة إلى المساندة بعد هذا الحادث الأليم. ننتظر وصول طائرة تكفل صاحب الجلالة (محمد السادس) ببعثها لنقل الجثمان من واغادوغو، كى نقيم الجنازة فى مدينة مراكش حيث ترعرعت ليلى، برفقة الأهل والأصدقاء يوم الأربعاء".

واتصلت أ ف ب بشقيقها سليمان علوى الذى اعرب عن الأسف لكون "القنصل الفرنسى لم يحضر للاطمئنان الى ليلى سوى مساء الاثنين رغم علمه بإصابتها منذ الجمعة".

وعرفت ليلى علوى كمصورة فيديو ومصورة فوتوغرافية محترفة، اذ قالت عن نفسها فى حوار مع قناة "تيفي5" على خلفية استضافة معهد العالم العربى فى باريس لمعرض بعنوان "المغرب المعاصر" بداية 2015، "أناضل باستعمال لغة فنية، والتصوير هو وسيلتى للتعبير عن الواقع".

وأضافت فى تعليق على معاناة المهاجرين "حصلت على الحق فى التعليم والحق فى السفر الى الخارج مقارنة مع أناس آخرين، لهذا أحس بمسؤولية الحديث عنهم بطريقتى الفنية. أستطيع العبور بحرا من المغرب إلى أوروبا مقابل 45 يورو، فيما يموت الكثير منهم فى البحر للعبور إلى إسبانيا ولا يملكون الحق فى التنقل".

والتزام ليلى علوى بمشاكل المهاجرين جعلها تتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدنى المهتمة بالهجرة دوليا ووطنيا، منها منظمة العفو الدولية التى كلفتها مهمة فى واغادوغو لكنها لقيت مصرعها هناك.

وإضافة إلى منظمة العفو الدولية عملت ليلى علوى مع منظمات مختصة فى شؤون الهجرة والمهاجرين داخل المغرب، وهو بلد ما زالت فيه حياة المهاجرين صعبة رغم التغير فى السياسات منذ أكثر من سنة.

واعتبر رشيد البادولى المسؤول فى منظمة "غرب-شرق" العاملة فى مجال الهجرة فى المغرب التى عملت معها ليلى أيضا، أن "اعمال ليلى تبعث على الحياة" متسائلا "هل كانت فى المكان الخطأ؟ بالتأكيد لا! انهم الارهابيون الذين يهددون كل إنسان عبر نشر الرعب والجهل والظلامية، ويجب أن نناضل من أجل قضية ليلى".

إضافة إلى التزامها بقضايا المهاجرين والمرأة، انتقلت ليلى علوى إلى مخيمات اللاجئين السوريين فى إطار التزامها ب"النضال عبر الفن" لتصوير معاناة الشعب السورى الهارب من ويلات الحرب.

واهتمت فى السنوات الاربع الماضية بتصوير الأشخاص المهمشين داخل المغرب، حيث جالت على القرى النائية لالتقاط صور نساء ورجال وأطفال يعكسون التنوع الثقافى المهدد بالاندثار، وهى صور عرضها معهد العالم العربى فى باريس العام الماضى ضمن معرض "المغرب المعاصر".

ومن بين الشهادات المؤثرة عنها التى وردت الثلاثاء، ما قاله الكاتب المغربى المعروف الطاهر بن جلون "لقد عانت ورأت الموت يعبر فى كوابيسها، وحاولت بكل قوتها أن تبعده عنها، لكن قوتها لم تعد كافية، حتى لمقاومة جروح لم يكن من المفروض أن تؤدى إلى وفاتها".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة